يمن ايكو
أخبار

شاهد | السعودية تستدعي المجلس الرئاسي وتسارع الخطى للخروج من اليمن.. هل يتم إعلان “الاتفاق الوشيك”؟

يمن إيكو| تقارير:

استدعت السعودية مجلس القيادة الرئاسي في إطار ترتيبات لإبرام اتفاق سلام مع صنعاء بإطار (يمني يمني) يتضمن صرف مرتبات موظفي الدولة، وذلك بالتزامن مع زيارة للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن الى المنطقة.

وقالت مصادر مطلعة لموقع “يمن إيكو” وعدة تقارير صحفية اليوم، إن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي توجهوا إلى الرياض باستدعاء من الأخيرة من أجل الترتيب لإعلان التوصل لاتفاق مع صنعاء.

ولاحقا، أعلنت وكالة سبأ الرسمية التابعة للحكومة اليمنية أن وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن، خالد بن سلمان، التقى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي.

وقال بن سلمان في تغريدة رصدها موقع “يمن إيكو” إنه تم خلال اللقاء “مناقشة الجهود المبذولة في الشأن اليمني، وبحث التعاون والتنسيق بشأن خارطة الطريق بين الأطراف اليمنية؛ لإنهاء الأزمة بإشراف الأمم المتحدة” مضيفا: “أكدت استمرار دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية تغليب المصلحة الوطنية من جميع الأطراف اليمنية؛ للوصول لسلام شامل ودائم”.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية، في تقرير رصده “يمن إيكو” اليوم، عن مصدر يمني وصفته بـ “رفيع” أن أعضاء مجلس القيادة سيجتمعون لمناقشة “خريطة السلام التي قدمها الأشقاء السعوديون في رمضان الماضي”.

وأضاف: “حصل تقدُّم وعُرضت (الخارطة) قبل شهر على مجلس القيادة، لكنه رفض الصيغة المقدمة، وجرى التعديل عليها وأُرسلت الملاحظات”.

وقال المصدر إن: “هناك رد حوثي، وهناك تعديلات قبلوا بها حول مسألة آلية الضرائب والجمارك في ميناء الحديدة، وصرف الرواتب في الصيغة الأساسية الأولى لخريطة السلام”.

وبحسب التقرير السعودي فإن مجلس القيادة “سيناقش الرد الحوثي والأفكار المطروحة للمضي قدماً في عملية السلام”.

وذكّر التقرير بتصريح سابق لنائب رئيس مجلس القيادة فرج البحسني في منتصف أكتوبر الماضي كشف فيه للصحيفة التابعة للمخابرات السعودية عن تفاصيل خارطة سلام تحظى بدعم سعودي ودولي، وتتضمن “وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين بكل سهولة، وفتح المطارات والموانئ”، وهو تصريح جاء بالتوازي مع لقاء سابق لوزير الدفاع بمجلس القيادة، في إطار حراك للدفع نحو إبرام اتفاق يلبي شروط حكومة صنعاء بإطار (يمني يمني).

ونقل التقرير عن المصدر قوله إن “خريطة السلام الأساسية تشمل تغيير الحكومة اليمنية أو إجراء تعديل وزاري حسبما يجري التوافق عليه” مضيفا أن: “كلا الأمرين مطروح ويحظى بنفس الدعم، وهو جزء من خريطة السلام”.

وبحسب التقرير فإن إعلان التوصل إلى اتفاق “يعتمد على الاجتماعات المقبلة، ورد الحوثيين”.

وقال مصدر الصحيفة السعودية إن: “الدولة جاهزة وقدمت ملاحظاتها على الصيغة التي قُدمت، والأمل أن يكون هناك تجاوب حوثي، ولا أعتقد أن الحوثيين سيوافقون على كل ما طرح، ربما يقدمون تنازلات في بعض المواضيع ويرفضون أخرى” مضيفا أنه “في حال التوافق على الأمور سيجري التوقيع على خريطة السلام لوقف الحرب في البلاد بحضور وفد الحوثيين، إلا أن ذلك قد يحتاج إلى بعض الوقت”.

وكان قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، كشف يوم الثلاثاء في خطاب أنه كان هناك “اتفاق وشيك مع التحالف” وأن الولايات المتحدة “أعاقته” بهدف الضغط على حكومة صنعاء لوقف هجماتها على إسرائيل.

ونقل موقع “العربي الجديد” في تقرير رصده “يمن إيكو” عن مصدر قوله إن: “جميع أعضاء مجلس القيادة استدعوا إلى الرياض لإبلاغهم بالاتفاق” وأضاف أن “المعلومات حتى الآن تفيد بأنّ الاتفاق مع الحوثيين سيُعلَن خلال أيام، ويتضمن مسائل المطار والميناء ودفع رواتب على أساس ميزانية 2014 من النفط والغاز، على أن تتولى السعودية دفعها لمدة من 6 أشهر إلى سنة حتى يبدأ تصدير النفط في إطار خريطة الطريق التي طرحتها السعودية التي تبدأ بالقضايا الإنسانية، وبعدها محادثات سياسية مباشرة تنتهي بفترة انتقالية جديدة”.

وتمسكت حكومة صنعاء طيلة الفترة الماضية وبشكل معلن بضرورة معالجة الملف الإنساني، بما في ذلك صرف المرتبات وفتح الميناء والمطار، قبل الدخول في الملفات السياسية وهو ما يعني أن الاتفاق يلبي شروط صنعاء.

لكن مصادر “العربي الجديد” قالت إنه “لا أحد يعرف تفاصيل الاتفاق بدقة أو لديه صورة عنه، حتى مجلس القيادة” وإن “زيارة أعضاء مجلس الرئاسة للرياض، التي جاءت تحت عنوان إجراء مشاورات، تهدف عملياً إلى إطلاعهم من قبل المسؤولين السعوديين على مسودة البيان، كذلك يفترض أن تشمل لقاءً مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان للغاية نفسها”.

الموقف الأمريكي
وأضافت مصادر العربي الجديد أن “السؤال لا يزال قائماً حول الموقف الأمريكي الذي كان يطالب بتأجيل إعلان الاتفاق إلى ما بعد انتهاء العدوان على غزة، غير أن جولة المبعوث ليندركينغ قد تعني أن واشنطن وافقت في إطار صفقة مع إيران” مشيرة إلى أن ” الولايات المتحدة التي اطلعت على الإعلان لم تُبدِ أي موقف رافض له، لكن هناك ما يمكن وصفه بالبرود الكبير تجاهه، وسط طرحها تساؤلات عن الضمانات التي تتيح التزام تنفيذه”.

وتؤكد هذه المعلومات ما ذكره الحوثي أمس حول إعاقة الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق بين حكومة صنعاء والتحالف.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إن المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ سيتوجه إلى الخليج هذا الأسبوع من أجل “الدفع بجهود السلام الجارية بقيادة الأمم المتحدة في اليمن ودعم التنسيق الإقليمي للتوصل إلى نهاية دائمة للصراع”.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية في تقرير رصده “يمن إيكو” عن مصدر يمني أكد توجه أعضاء مجلس القيادة إلى الرياض قوله إنه ” من المفترض وصول المبعوثين الأمريكي تيم ليندركينغ والأممي هانس غروندبرغ لليمن، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض” مشيرا إلى أن “هناك توافقات تجري حول الملفات الإنسانية والرواتب وفتح الطرقات وفك الحصار وغيرها من الوسائل المفروضة أمميا منذ سنوات” في ما يبدو أنه إشارة إلى آلية التفتيش الأممية.

هل يتم إعلان نهاية الحرب؟
وتباينت معلومات المصادر حول بعض تفاصيل الاتفاق ففيما أشار تقرير “الشرق الأوسط” إلى أن الاتفاق مبني على خارطة سلام تتضمن صرف المرتبات وفتح الطرقات والموانئ والمطارات ووقف إطلاق النار، قال مصدر لـ “العربي الجديد” إن “التفاهمات ستأخذ شكل إعلان وليس اتفاقاً، لأنه لن يُوقَّع على أي وثيقة، بل سيُعلَن وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب التي اندلعت في مارس 2015، وبموجب ذلك ستنطلق مفاوضات يمنية – يمنية للتسوية السياسية في البلاد”
وفي هذا السياق أيضا نقلت “سبوتنيك” عن مصدرها قوله: “الاجتماع المرتقب قد يشمل على قرار بمخاطبة مجلس الأمن بانتهاء مهمة التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب على أنصار الله في اليمن”.

اندفاع سعودي نحو إبرام الاتفاق
وإجمالا، تتقاطع مختلف المعلومات السابقة عند عدة نقاط واضحة أهمها تسارع وتيرة الحراك السعودي لإبرام اتفاق شبه ناجز مع حكومة صنعاء يلبي شروط الأخيرة المتعلقة بالجانب الاقتصادي وعلى رأسها صرف المرتبات وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء.

وقد بدأت مؤشرات هذا الحراك تبرز بوضوح منذ لقاء وزير الدفاع السعودي بأعضاء مجلس القيادة الشهر الماضي في إطار الدفع نحو التوصل لاتفاق سلام بإطار يمني يمني.

وكانت تطورات معركة “طوفان الأقصى” ودخول حكومة صنعاء فيها عسكريا هي المستجدات التي غطت على هذا الحراك، خصوصا بعد تلقي الأخيرة تهديدات أمريكية بعودة الحرب، وهي تهديدات سعت السعودية إلى طمأنة صنعاء بأنها لن تنخرط في تنفيذها، بحسب ما كشف مصدر وثيق الصلة لموقع يمن إيكو قبل أيام.

ويبدو أن استدعاء السعودية لأعضاء مجلس القيادة يتضمن أيضا منع الأخير من الانخراط في أي مساع لتحريك الجبهات ضمن التوجه الأمريكي، وهي مساع كانت مؤشراتها قد تصاعدت مؤخرا بإعلان رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز عن رفع الجاهزية القتالية قبل أيام وزيارة عضو مجلس القيادة طارق صالح إلى الأردن بالتزامن مع وجود وزير الخارجية الأمريكي ومسؤولين عسكريين أمريكيين فيها مع إعلان القوات المشتركة عن استهداف “مواقع وآليات حوثية” في الحديدة.

المخابرات السعودية تسَّرب اتفاقاً على تغيير الحكومة اليمنية

أكدت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية صحة ما نشره موقع “يمن إيكو” سابقا حول مساعي الرياض للتخلص من رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك.

وذكرت الصحيفة في تقرير رصده “يمن إيكو” الأربعاء أن خارطة سلام يجري مناقشتها لإبرام اتفاق مع حكومة صنعاء.
ونقلت عن “مصدر رفيع” قوله إن “خريطة السلام تشمل تغيير الحكومة اليمنية أو إجراء تعديل وزاري حسبما يجري التوافق عليه”.

وكانت مصادر كشفت لـ “يمن إيكو” سابقا أن السعودية تسعى لإقالة رئيس الحكومة معين عبد الملك، وذلك بسبب خلافات عمقتها صفقة الاتصالات التي عقدتها الحكومة مع الإمارات، حيث أوضحت المصادر أن الرياض رفضت تسليم الدفعة الثانية من المنحة المالية، حتى يتم إقالة معين.

وكانت الصحيفة السعودية قد كشفت أيضا في وقت سابق عن شرط آخر لتسليم الدفعة الثانية من المنحة وهو انخراط الحكومة اليمنية في الحراك السعودي للسلام، حيث قالت إن “الحكومة اليمنية تسعى لمعالجة التحديات الاقتصادية في اتجاهين، الأول هو الحصول على تسهيلات مالية إضافية سواء من شرائح الدعم المخصصة من صندوق النقد الدولي أو من المنحة السعودية، والثاني استمرار العمل مع قيادة تحالف دعم الشرعية للتوصل إلى اتفاق سلام”.

ومن خلال ما كشفته “الشرق الأوسط” حول خارطة السلام، يبدو أن السعودية أصبحت تعتبر التخلص من معين عبد الملك خطوة أساسية لإبرام اتفاق السلام أيضا.

 

مواضيع ذات صلة

تعليق واحد

أترك تعليقاً