يمن إيكو| أخبار:
وصلت شحنة وقود إماراتية طارئة إلى ميناء الزيت بمدينة عدن، الثلاثاء، ضمن منحة مشتقات أعلنها السفير الإماراتي لدى اليمن، خلاله لقائه- كلاً على حدة- رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد محمد العليمي، ومعين عبدالملك، رئيس الحكومة، بقصر معاشيق في عدن.
وقالت وكالة الأنباء سبأ، التابعة للحكومة اليمنية، إن شحنة الوقود الطارئة (ديزل) والمقدرة بنحو 42 ألف طن، تأتي استجابة لأزمة الكهرباء التي تضرب عدن بشكل متكرر، مضيفةً أن من المتوقع وصول سفينة أخرى تحمل مادة “المازوت” إلى ميناء الزيت في عدن، مخصصة لمحطات الكهرباء التي تشهد أزمة خانقة منذ أيام.
السفير الإماراتي ناقش مع كلٍ من العليمي ومعين عبدالملك، عدداً من المستجدات ومواصلة برنامج الإصلاحات للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، وأهمية استكمال الدراسات والأعمال الخاصة بتطوير ميناء عدن، والشراكة مع مؤسسات وشركات الملاحة الجوية لتطوير المطارات وخطوط الطيران في مختلف مناطق اليمن.
وتأتي زيارة السفير الإماراتي إلى عدن مع منحة مشتقات نفطية إماراتية، وإحياء الحديث عن مشاريع تطويرية وبرامج إصلاحات اقتصادية، في محاولة لإنقاذ معين عبدالملك، الذي تعاون معها في عقد صفقة الاتصالات التي رفضتها الرياض، في ظل خلافات شديدة بين السعودية والحكومة اليمنية، وصلت حد اشتراط الرياض إقالة معين عبدالملك مقابل تسليم بقية المنحة التي أعلنت عنها السعودية في أغسطس الماضي، والبالغة 1.2 مليار دولار، وتسلمت الحكومة دفعتها الأولى البالغة 266 مليون دولار، وتوقف ما كان يطلق عليه منحة المشتقات النفطية التي كانت تخصصها المملكة لكهرباء عدن، رغم أن الحكومة اليمنية كانت ملزمة بدفع قيمتها.
وخلال السنوات الماضية كانت السعودية تتولى تقديم المنح النفطية للحكومة اليمنية لتشغيل الكهرباء كلما تأزم الوضع في مناطق سيطرتها، غير أن مبادرة الإمارات هذه المرة للقيام بهذا الدور وإحجام السعودية عنه، تؤكد صحة المعلومات التي نشرها موقع “يمن إيكو” عن غضب سعودي من الحكومة اليمنية، وخصوصاً رئيسها معين عبد الملك، على خلفية توقيعه اتفاقية استحواذ شركة إماراتية على 70% من شركة “عدن نت” المشغل لخدمة الإنترنت في مناطق الحكومة اليمنية رغم معارضة السعودية لها، ما جعل الأخيرة تتخذ عدة خطوات منها رفض تسليم الدفعة الثانية من المنحة التي أعلنتها في أغسطس للحكومة اليمنية وقدرها ربع مليار دولار من إجمالي 1.2 مليار دولار هي قيمة المنحة، مشترطة إقالة عبدالملك بالإضافة لشروط أخرى.
وكان موقع “يمن إيكو”، نقل عن مصدر في الحكومة اليمنية أن رئيس الوزراء معين عبد الملك أبلغ رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، بأن الحكومة تواجه عجزاً كبيراً في الوفاء بالتزاماتها المالية والاقتصادية، وأنه لن يكون مسؤولاً عن الوصول إلى الإفلاس في أية لحظة، وعدم الوفاء بهذه الالتزامات، وذلك لأن السعودية لا تزال ترفض تسليم الدفعة الثانية من المنحة المالية، والتي تربطها بشروط أهمها إقالة معين عبد الملك، وذلك على خلفية أزمة عمقتها صفقة الاتصالات التي أبرمها معين مع الإمارات، والتي اعترضت عليها السعودية.
كما اشترطت السعودية أيضاً وقف الممارسات التي تعتبرها المملكة مسعى لتوريطها في صراع جديد مع قوات صنعاء، والمتمثل في التنسيق مع الأمريكيين لتحريك الجبهات في اليمن، رداً على إطلاق الصواريخ والمسيرات من اليمن على إسرائيل، حسب تقرير سعودي رصده “يمن إيكو”.
وفي هذا السياق، فإن ربط صحيفة المخابرات السعودية التسهيلات المالية باتفاق السلام يذكر بما كان موقع “يمن إيكو” قد نشره في وقت سابق بشأن نوايا قوات الحكومة اليمنية للتصعيد عسكرياً ضد قوات حكومة صنعاء، على خلفية قيام الأخيرة بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، حيث أوضح الموقع أن كل المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تدفع بالقوات الحكومية للتحرك ضد قوات صنعاء، وأن السعودية تحاول عدم الانجرار إلى مربع التصعيد، للحفاظ على ما تحقق خلال المرحلة الماضية من تفاهمات مع حكومة صنعاء، وخشية تعرضها لهجمات انتقامية من صنعاء تستهدف مصالحها الاقتصادية، في ظل الاضطراب الاقتصادي، وهو ما كان قد بدا بوضوح من خلال لقاء وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان بالمجلس الرئاسي لمناقشة التوصل لاتفاق سلام مع صنعاء.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت قبل أيام عن المحلل السعودي عزيز الغشيان حديثا يؤكد ذلك، حيث قال الغشيان إن “السعودية تشعر بالقلق من امتداد الصراع عبر حدودها” مضيفا أن “المشكلة تكمن في أن هذه الحرب قد تضع السعودية في موقف تعتبر فيه متحيزة إما إلى الولايات المتحدة وإسرائيل أو إيران… وأعتقد أن السعودية تريد تجنب هذا”.
الأمر الذي يفسر التحركات الإماراتية المتزامنة مع الخلافات بين السعودية والحكومة اليمنية، حيث تسعى الإمارات إلى استغلال هذه الخلافات لتوسيع نفوذها، في إطار الصراع مع السعودية، وهو الصراع الذي أكد وجوده المبعوث الأمريكي إلى اليمن في سبتمبر الماضي.
يذكر أن المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، أكد في سبتمبر الماضي وجود خلافات سعودية إماراتية حول اليمن، فيما اعتبر مسؤولون أمريكيون في تصريحات لوكالة بلومبيرغ أن تلك الخلافات تعرقل جهود الولايات المتحدة لإحلال السلام في اليمن، بحسب زعمهم.