يمن إيكو| أخبار:
يهاجم “الجيش السيبراني الفلسطيني” بشكل متواصل أهدافاً إسرائيلية، عسكرية وحيوية في حرب تمضي بالتوازي مع الحرب العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من شهر، حيث ترجح عدة مصادر أن إخفاق القبة الحديدية الإسرائيلية قبل أيام في اعتراض صواريخ المقاومة وسقوطها على المدن الإسرائيلية يعود إلى هجوم سيبراني فلسطيني أدى لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي.
ويوجه الجيش السيبراني الفلسطيني، عناصره ببدء الهجوم على المؤسسات الإسرائيلية التي ينوي اختراقها إلكترونياً، عبر قناته الرسمية على تليجرام، حيث نشر الإثنين الماضي عدداً من الأهداف التي ينوي اختراقها، منها: مطار بن غوريون الدولي، وسيارات أجرة المطار ووكالة الأخبار الإسرائيلية ومركز برزيلاي الطبي – مستشفى برزيلاي – عسقلان، وموقع غرفة الحرب الإسرائيلية.
وأدخلت “حماس” وحدتها السيبرانية خط المواجهة قبل إطلاق أول دفعة قذائف صاروخية من قطاع غزة، في عملية “طوفان الأقصى” التي بدأت في السابع من أكتوبر المنصرم، واستهدفت بشكل رئيس الأنظمة التشغيلية لمنظومة الاعتراض والدفاع الصاروخية “القبة الحديدية”، ونجحت هذه الاختراقات في توقيف عملها لأكثر من خمس ساعات، كما شنت سيلاً ضخماً من الهجمات الإلكترونية على أهداف عسكرية واسعة ومرافق خدمية، بالتوازي مع عملية الاقتحام والقصف.
وكانت قناة موقع “يمن إيكو” على يوتيوب، بثت تسجيلاً مرئياً التقطه مستوطنون إسرائيليون لأحد صواريخ القبة الحديدية، حاول اعتراض رشقة من الصواريخ أطلقت من قطاع غزة، إلا أنه سقط في مستوطنة “ريشون لتسيون” في تل أبيب، ورجحت أوساط إسرائيلية الفشل أن يكون الفشل ناتجا عن هجوم سيبراني تعرضت منظومة الدفاع الجوي “القبة الحديدية”.
وتزامناً مع الحديث عن الهجمات السيبرانية التي تستهدف أنظمة الدفاع الإسرائيلية، قال موقع قناة “العربية”، الإثنين الماضي، أن الفصائل الفلسطينية ترد على قصف غزة برشق المدن الإسرائيلية بقذائف صاروخية، إلا أن خللاً فنياً في منظومة القبة الحديدية في تل أبيب تسبب بفشل اعتراض أحد صواريخ الفصائل، كما نقلت وكالة “سبوتنيك، عن “القناة 13” العبرية، أن السبب وراء فشل المنظومة في اعتراض عدد من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة ضد المستوطنات والمدن الإسرائيلية، كان بسبب خلل فني في المنظومة، لكنها لم توضح نوعية هذا الخلل.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييلي هغاري، أرجع سبب فشل اعتراض القبة الحديدية لصواريخ غزة وسقوط قذائف في مناطق مأهولة إلى خطأ تقني، وتعرضها لهجوم سيبراني، موضحاً أن “التحقيقات ستكشف سبب الخلل بشكل رسمي، لكن بشكل أولي هناك ثغرات في عمل القبة الحديدية، كما أنه لم يتم تحديث خرائط وبيانات منظومة الدفاع بما يشمل المناطق المأهولة الجديدة”.
ونقلت قناة “i24” الإسرائيلية عن مجموعة الهاكرز “أنونيموس سودان” أنها اخترقت أنظمة الإنذار الصاروخي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية، تزامناً مع إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وعقب الهجمات السيبرانية التي شنتها حركة حماس على أهداف إسرائيلية قبل وبعد عملية “طوفان الأقصى”، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الحركة تملك سلاحاً سيبرانياً لا تملكه سوى الدول الكبرى، حيث قالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن دراسة أجرتها شركة Security Joe الإسرائيلية، كشفت عن برنامج خبيث جديد من نوع Wiper (Wiper: وهو برنامج ضار قادر على محو أنظمة الكمبيوتر وتعطيلها)، ويشتبه في أن قراصنة يستخدمونه نيابة عن حماس أو أولئك الذين يعملون نيابة عنها، حسب تعبير الصحيفة.
الصحيفة العبرية أكدت أنه تم بالفعل التعرف على البرمجيات الخبيثة في الكثير من شبكات الشركات الإسرائيلية، والتي تسببت في أضرار جسيمة أينما تم تفعيلها، مشيرةً إلى أن الفيروس الضار يسمى BiBi-Linux Wiper وهذا بسبب أسماء الملفات التي يقوم بتدميرها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كلمة BiBi مشفرة باسم الضحية نفسها. “ربما كان المتسللون يحاولون نقل رسالة من خلال القيام بذلك، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه مجرد محاولة للتصيد أو لإخفاء آثار المصدر” حسب الدراسة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت “إن ميزات الفيروس تذكرنا إلى حد كبير بالأسلحة السيبرانية المتقدمة التي طورتها الدول سابقاً. المثال الأكثر شهرة هو شمعون، وهو برنامج خبيث استخدمته عناصر إيرانية لمهاجمة أنظمة الكمبيوتر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والذي يشتبه في أنه يعتمد على سلاح إلكتروني تم استخدامه لمهاجمة أهداف إيرانية قبل عقد من الزمن تقريباً من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن تطوير هذا النوع من البرمجيات الخبيثة يتطلب الكثير من الإمكانات المتقدمة التي عادة ما تكون غير موجودة في المجموعات الناشطة، أو حتى المجموعات السيبرانية التابعة للمنظمات الإرهابية.
ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة Security Joe، “هذه ثغرة حددناها في مجموعة تتطابق مع أهداف حماس. يمكن أن تمتلك حماس مثل هذه القدرات، لكننا في الوقت الحالي مازلنا نحقق في قدرات المجموعة”. وتم التعرف على الضحية بعد أن طُلب من الشركة مساعدة الشركات الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم كجزء من جهودها التطوعية على خلفية الحرب في غزة.
الصحيفة قالت إن الدول التي تمتلك أسلحة سيبرانية من هذا النوع هي: إيران والصين وكوريا الشمالية وعلى الأرجح روسيا. حيث شكلت الأنشطة السيبرانية لهذه الدول مشكلة خطيرة في السنوات الأخيرة. ولكن في حين تركز الصين على جهود التجسس، وتركز كوريا الشمالية على محاولات ابتزاز الأموال من أجل اقتصادها المتضائل بمساعدة نشر رؤوس حربية للحصول على فدية، تركز روسيا على عمليات الدعاية والتضليل. إيران هي الدولة الوحيدة من بين الدول الأربع التي انخرطت بشكل رئيسي في هجمات تهدف إلى الدمار، وفق الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أن استخدام مثل هذه البرامج الضارة يشير إلى زيادة قدرات المتسللين الداعمين لحماس، حيث لم يعد هذا نشاط تخريب مواقع الويب أو اختراق صناديق البريد الإلكتروني أو سرقة البيانات كما كان حتى الآن، بل أصبح نشاطاً يمثل إمكانات خطيرة قد تسبب أضراراً جسيمة لأي شركة أو مؤسسة تتأثر بهذا النوع من الضرر.
ودشنت إسرائيل نظام حماية إلكترونية، أسمته “القبة الحديدية السيبرانية”، لصد الهجمات والاختراقات الإلكترونية ووقف الاستيلاء على البيانات، ويعتمد هذا النظام على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات المتدفقة، ويهدف إلى توفير نهج شامل للدفاع الاستباقي في مجال الأمن السيبراني، ورغم ذلك ترتفع وتيرة الاختراقات والهجمات السيبرانية على شبكات وأنظمة المؤسسات والجهات الرسمية الإسرائيلية- عسكرية ومدنية- حيث قال وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوعاز هندل، إن تل أبيب تتعرض لمئات الهجمات السيبرانية شهرياً.
المصدر: “يمن إيكو” + سبوتنيك + العربية نت + TRT عربي