يمن إيكو| أخبار:
عادت مشكلة انطفاءات الكهرباء إلى الواجهة في مدينة عدن وعدد من مناطق الحكومة اليمنية، حيث أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء بعدن، السبت الماضي، بدء توقف محطات التوليد.
وحسب المكتب الإعلامي لكهرباء عدن، فإن المناشدات التي وجهتها المؤسسة للمجلس الرئاسي والحكومة، لم تلقَ أي استجابة، كما قالت كهرباء لحج أن محطاتها على وشك الخروج الكلي عن الخدمة.
المتحدث الرسمي لكهرباء عدن، نوار أبكر، وجّه رسالة شديدة اللهجة لرئيس الحكومة، معين عبدالملك، مذكراً إياه بما قاله في مؤتمر صحافي عقده بتاريخ 4 سبتمبر الماضي، قال فيه إن تعاقدات الوقود لمحطات الكهرباء ستكفي حتى نهاية أكتوبر، بينما بدأت محطات التوليد بالخروج عن الخدمة منذ أكثر من أسبوعين، مؤكداً أنه يتم شراء كميات من السوق التجارية بضعف ما تشتريه الحكومة من خلال تعاقداتها مع السعودية والإمارات.
وقال أبكر، مخاطباً رئيس الحكومة، إن فترات انقطاع التيار وصلت إلى 17 ساعة مقابل ساعتين تشغيل، مشيراً إلى أن هذا يحصل لأول مرة خلال فصل الشتاء في عدن، منوهاً بأن ذلك لم يحدث إلا منذ تولى معين عبدالملك منصب رئاسة الحكومة، مؤكداً أن من المخجل جداً أن يصرح معين عبدالملك بأن حكومته أمّنت وقود الكهرباء، بينما لم تشهد عدن مثل هذه الانطفاءات ولم تشهد مثل هذه الأزمة سواء قبل الحرب أو بعدها.
وختم أبكر رسالته التي وجهها عبر “فيسبوك” لرئيس الحكومة، مخاطباً إياه بالقول: “بالتأكيد أنت على علم بأن محطات التوليد لم تدخل الخدمة بالكامل منذ شهر مايو، والسبب يعود لعدم توفر الوقود الكافي لتشغيل المحطات بكامل طاقتها، وإن كنت لا تعلم بذلك فهذا أمر مخجل بحد ذاته”.
وتقول سائل إعلام، نقلاً عن مصادر محلية، إن كهرباء عدن تبذل جهوداً كبيرة لإقناع عدد من التجار بتزويدها بأربعة آلاف طن من الديزل، على أن تعيدها لهم فور حصولها على الكميات من الحكومة، حسب وعودها.
رئيس الحكومة، معين عبدالملك، كان قد وجّه خلال اجتماعه الأسبوع الماضي، مع وزير النفط سعيد الشماسي، بمضاعفة الجهود لتأمين وقود الكهرباء لضمان عدم انطفائها، وأكد الشماسي حينها أن هناك ما يكفي من الوقود في خزانات مصافي عدن للأشهر الثلاثة المقبلة، متعهداً بأن ذلك سيعالج مشكلة الانطفاءات الكهربائية من جذورها خلال الفترة المحددة.
ووفق معلومات نشرها موقع “يمن إيكو” في وقت سابق نقلاً عن المكتب الإعلامي لكهرباء عدن، فإن إجمالي كمية مادة الديزل التي زودت بها محطات التوليد هي 4 آلاف طن، لأربع محافظات “عدن- أبين- لحج- الضالع”، مؤكداً أنها لن تكفي سوى لأربعة أيام فقط، لافتاً إلى أن تواصل عملية الضخ التي وعدت بها الجهات المعنية لم تتم، الأمر الذي يناقض تماماً تصريحات رئيس الحكومة ووزير النفط، بشأن كميات الوقود التي ستكفي لمدة ثلاثة أشهر.
المواطنون في محافظة شبوة عبروا عن استيائهم الكبير من عودة انقطاع الكهرباء في مديريات عتق والصعيد ونصاب وميفعة وأجزاء من المديريات الشرقية، حيث أكدوا أن انقطاع التيار الكهربائي يأتي بصورة لم يعهدوها من قبل، إذ تجاوزت فترات الانقطاع 21 ساعة في اليوم، مشيرين إلى أن تأثير انقطاع الكهرباء المستمر تسبب في وضع مأساوي يعطل الأعمال ويوقف الإنتاج، ويتأثر به القطاع التجاري والصناعي بشكل كبير، لافتين إلى أنها المرة الأولى التي ترتفع فيها ساعات الانطفاء بهذا الشكل بعد انتهاء موسم الصيف الذي يتسبب غالباً بعجز محطات التوليد، نتيجة زيادة الأحمال.
وكان موقع “يمن إيكو” نشر في وقت سابق تصريحات لرئيس الحكومة، معين عبدالملك، في مقابلة مع قناة “العربي”، في بداية أكتوبر الجاري، قال فيها إن مشكلة الكهرباء سوف تُحل في فصل الشتاء، نظراً لتخفيف الأحمال الناجمة عن الحرارة الشديدة في فصل الصيف، إلا أن شكاوى المواطنين تتناقض مع تصريحات معين عبدالملك، الأمر الذي يدل على أن التلاعب بمسألة وقود الكهرباء لا يزال قائماً، وأن تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان اليمني، الذي صدر في أغسطس الماضي عن فساد كبير تمارسه الحكومة اليمنية في قطاع الكهرباء، وتوصياته بهذا الشأن لم تحقق أي جدوى، فالمشكلة لا تزال قائمة ومعاناة المواطنين مستمرة.