يمن إيكو| أخبار:
أكد ناشطون من أبناء المهرة أن الوضع كارثي جراء الأمطار والسيول الكبيرة التي اجتاحت المحافظة، نتيجة وقوعها تحت تأثير العاصفة المدارية “تيج” خلال اليومين الماضيين، منتقدين غياب المجلس الرئاسي والحكومة عن عمليات الإنقاذ ومساعدة المتضررين.
الناشطون علقوا على زيارة رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، قبل يومين لمحافظة المهرة، بأنها كانت زيارة للاستعراض، في وقت كان المواطنون المتضررون من الإعصار يحتاجون كل أنواع المساعدة، ولم يتوفر لهم أي شيء، حسب التقارير الصادرة عن مكتب الصحة بالمحافظة.
الناشط صالح المهري قال، في منشور على موقع فيسبوك، رصده موقع “يمن إيكو”، إن التقرير الأولي الصادر من مكتب الصحة في المهرة كشف نقص الأدوية والوقود وعدم توفر سيارات إسعاف، مرفقاً بمنشوره صورة من تقرير مكتب الصحة.
وكان العليمي زار محافظة المهرة وأعلن أن السعودية قدمت الدعم للمتضررين من السيول الناتجة عن الإعصار “تيج”، وفي الوقت نفسه طالب القطاع الخاص بالدعم والتبرع للمتضررين، الأمر الذي أثار حفيظة أبناء المهرة، حيث تساءل الناشط صالح المهري في منشوره عن سبب زيارة العليمي الذي يتهم المواطنون مجلسه الرئاسي بالغياب التام عن مساعدة المتضررين.
وأضاف الناشط المهري أن الدعم السعودي الذي تحدث عنه العليمي كاذب، متسائلاً: “لماذا يطالب العليمي القطاع الخاص بالدعم إذا كانت السعودية قدمت شيئاً؟، معتبراً ذلك استعراضاً ومتاجرة بمآسي الشعب اليمني، حسب منشوره.
وعلى خلفية تكذيب الناشطين إعلان العليمي عن وجود دعم سعودي، قال الناشط صالح المهري في منشور آخر على فيسبوك، إن مصدراً وصفه بـ”الخاص” أكد أن قائد القوات السعودية في مطار الغيضة وجّه بمنع طائرات مروحية مملوكة للجيش اليمني ومتواجدة في مطار سيئون من التحرك إلى المهرة للمساعدة في إنقاذ المواطنين العالقين وسط السيول الجارفة، قبل وصول العاصفة المدارية “تيج” إلى المهرة.
ويقول مراقبون، إنها ليست المرة الأولى التي ترفض فيها القوات السعودية المتواجدة في المهرة تحريك المروحيات العسكرية لإنقاذ المواطنين المتضررين من السيول، فقد سبق أن تصرفت قيادة تلك القوات بالطريقة نفسها حين اجتاحت السيول الجارفة محافظة المهرة تحت تأثير الإعصار “البان” الذي ضرب المحافظة في شهر أكتوبر من عام 2018م، حيث أدار التحالف ظهره للكارثة حينها رغم أن المهرة تحت إدارته وسيطرته، حسب المراقبين.
المتحدث الرسمي باسم لجنة اعتصام المهرة، علي مبارك محامد، كان وجّه مناشدة عاجلة للأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة لإنقاذ سكان محافظة المهرة من الكارثة الناجمة عن إعصار “تيج”، موضحاً أن مناشدته جاءت في ظل عجز السلطة المحلية ولجنة الطوارئ والجهات المعنية عن إنقاذ المواطنين، كونها لا تمتلك أجهزة ومعدات الإنقاذ، بما فيها المروحيات التي تعتبر ضرورية للتدخل في مثل هذه الكوارث، معبراً عن استغرابه من حضور رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، إلى المهرة بدون توفيره معدات الإنقاذ، رغم معرفته بضعف الإمكانات في المحافظة، مؤكداً أن الزيارة جاءت بغرض الدعاية الإعلامية.
ووقعت محافظتا سقطرى والمهرة تحت تأثير العاصفة المدارية “تيج”، التي نتج عنها هطول أمطار غزيرة وسيول جارفة، أدت إلى إغلاق الطرق وانقطاع الكهرباء والاتصالات والإنترنت، وتسببت بأضرار كبيرة مادية وبشرية.
في محافظة أرخبيل سقطرى، تعرض أكثر من 500 منزل لأضرار كاملة أو جزئية، واضطرت 192 أسرة للنزوح، بما في ذلك 30 أسرة في منطقة نوجد بمديرية حديبو، و162 أسرة في مديرية قلنسية وعبد الكوري، حيث يقيم بعض الأفراد النازحين في المدارس أو مع أقاربهم. وأدت الأضرار الناجمة عن الإعصار إلى قطع الطرق في الجزء الجنوبي من الجزيرة. وتأثرت الطرق الرئيسية التي تربط الجزيرة الجنوبية بوسط سقطرى، حسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا.
وفي محافظة المهرة، ووفقاً لتقارير مكتب الصحة وجمعية الهلال الأحمر اليمني، فقد تم الإبلاغ عن وفاة امرأتين في مديرية حصوين وإصابة 27 آخرين في مديرية الغيضة، وبحسب تقارير جمعية الهلال الأحمر اليمني فإن هناك أكثر من 150 إصابة في مديريتي الغيضة وحصوين، وأكثر من 1700 عائلة نازحة، فضلاً عن جرف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وأعمدة الكهرباء وكوابل الألياف الضوئية الخاصة بالاتصالات والإنترنت.