يمن ايكو
أخباردولي

تحقيق استقصائي: تحذير للباحثين عن عمل في السعودية من هذا الفخ!

يمن إيكو | أخبار:

كشف تحقيق استقصائي دولي عن انتهاكات صارخة تطال العمالة الآسيوية في دول الخليج، متطرقاً إلى أساليب شركات توريد العمالة في الاحتيال على الآلاف من العمال الآسيويين الطامحين للعمل في شركات كبرى مثل شركة “أمازون السعودية” للتجارة الإلكترونية، ليجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل بعد اقتراض الآلاف من الدولارات، دفعوها لهذه الشركات مقدما مقابل الحصول على فرصة العمل.

وأكد التحقيق الدولي الذي- نفذ بالتعاون بين منظمة “أريج” للصحافة الاستقصائية، والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) وشبكة NBC News وجريدة الغارديان، ونشرته منصة خيوط- أن شركات توريد العمالة في السعودية أوقعت بالعشرات من عمال النيبال- فقط- في فخ فرص عمل “أمازون السعودية”، مقابل دفع مبالغ تتراوح بين 830 إلى أكثر من 2300 دولار، معظم هذه المبالغ دفعت لشركة عبد الله فهد المطيري السعودية.

ونقل التحقيق- الذي نفذه الصحفيون برامود أشاريا، ومايكل هدسون، وأندرو ليرير، وآنا شيكتر، بمشاركة هدى عثمان، عن عشرين عاملًا، ممن قابلهم الصحفيون- تأكيدهم إن شركات توريد العمالة أخبرتهم بعدم إمكانية عودتهم إلى النيبال، إلا بعد دفع رسوم المغادرة، البالغة 1300 دولار، مؤكدين أن بعضهم اضطر إلى اقتراض المبلغ بفوائد 36%، لكن الأسوأ من هذه الفائدة هو تعثرهم في السداد، ما يؤدي إلى تراكم الديون بصورة سريعة إلى أرقام مهولة.

ويقول العاملون إن شركة استقدام العمالة، تضع العامل أمام خيارين؛ إما أن يدفع مقدما مبلغا كبيرا من المال كضمانة، وإما أن يُقنع زملاءه بالتوقيع على عقد “ضامن”، يتعهدون فيه بدفع غرامة نيابة عنه؛ إذا لم يعد إلى السعودية لاستكمال مدة عقد العمل، حسب التحقيق.

وحسب التحقيق، فإن أكثر من 50 عاملًا حاليًا وسابقًا، قالوا إنهم وقعوا ضحية تضليل واستغلال شركات استقدام العمالة لصالح “أمازون” في السعودية، ووكالات التوظيف في نيبال، مؤكدين أنهم خُدعوا من قبل شركات التوظيف لينتهي بهم الأمر كعمال بشركات استقدام العمالة، بدلاً من العمل مباشرة بأمازون.

حسب التحقيق تقوم شركة “المطيري” السعودية بدور محوري لأمازون في جلب العمالة من دول أخرى، من ضمن شركات كبرى عديدة، حيث أكد التحقيق أن تسعة وأربعين عاملاً من ضمن أربعة وخمسين قابلهم الصحفيون تمّ توظيفهم عن طريق شركة “المطيري” التي تعاقدت مع شركة توظيف محلية في النيبال لجلب العمالة النيبالية إلى “أمازون السعودية”.

وأقرت شركة “أمازون السعودية”- عند مكاشفتها بنتائج التحقيق- بأن شركات التوظيف المرتبطة بها ارتكبت انتهاكات خطيرة بحق العمال، وأكدت أنها تسعى لتطبيق إجراءات تعالج هذا الخلل.

وقالت أمازون السعودية لشبكة “إن بي سي نيوز”: إنها أجرت تحقيقها الخاص الذي كشف عن حقيقة وقوع انتهاكات عمالية، مشيرة إلى أنها فكرت في “تعليق” عملها مع شركة المطيري.

جون فيلتون، نائب أول رئيس “أمازون السعودية” للعمليات الدولية، قال في بيان مكتوب: “نشعر بقلق عميق من عدم معاملة بعض عمالنا المتعاقدين معنا في السعودية”.. مضيفاً: “عند التدقيق في سلاسل توريد العمالة، وما أجرته شركتنا من تحقيق، كشفا عن انتهاكات لمعاييرنا الموضوعة”.

ودخلت “أمازون” إلى السوق السعودية في 2017، عندما اشترت المتجر الإلكتروني العملاق لبيع المنتجات بالتجزئة في الشرق الأوسط “سوق دوت كوم” الذي انطلق من مدينة دبي الإماراتية، وأعادت تسمية “سوق دوت كوم” باسم “أمازون”، وعززت من مواردها البشرية باستقدام عمال من باكستان وبنغال ونيبال.

وتعتبر دولة نيبال واحدة من أفقر دول آسيا، وهي بذلك تعد مصدرًا رئيسيًا للعمال الأجانب الذين توظفهم شركات كبيرة وصغيرة في الخارج. واعتاد هؤلاء العمال إرسال الأموال إلى أسرهم. وفي عام 2022، شكلت تحويلات العاملين النيبال في الخارج 23% من الناتج المحلي الإجمالي لبلدهم، حسب تقرير البنك الدولي.

مواضيع ذات صلة

تعليق واحد

أترك تعليقاً