يمن إيكو | أخبار:
شكا نحالون يمنيون من أن تغير المناخ والاحتطاب الجائر لأشجار المراعي تسببا بأضرار جسيمة على ثروة اليمن من النحل، وحدَّا من قدرتهم على الحفاظ على خلايا النحل، مشيرين إلى أن كثيرين فقدوا كميات كبيرة من نحلهم خلال السنوات الأخيرة جراء ذلك.
ويؤكد النحالون أن الاحتطاب الجائر لأغلب الأشجار التي يتغذى عليها النحل، يؤثر على إنتاج خلايا النحل من العسل، محذرين من أن الوضع الناتج عن تغيرات المناخ والاحتطاب الجائر إذا استمرا لخمس سنوات فمن شأنه أن يحول اليمن إلى مستورد للعسل وليس مصدر.
ونقلت وكالة رويترز عن النحال اليمني عبدالغني شماري (واحد من آلاف النحَالين المتنقلين بين المحافظات اليمنية) قوله: ”أنا متنقل أبحث عن المرعي وأبحث عن زهرة الإنتاج، في مناطق يكون فيه أمطار، فأنا الآن مثلا في (محافظة) أبين، وقد أنتقل من أبين إلى أي محافظة أخرى إذا توفرت فيها الأمطار”، وأضاف: “نحن نجري بعد الأمطار”.
ويشير اقتصاديون إلى أن تضرر قطاع النحل في اليمن يمثل كارثة كبيرة ليس للعاملين فيه وأُسرهم فقط، ولكن للاقتصاد اليمني كله، مشيرين إلى أن القطاع بشكل عام يشكل مصدراً لعيش 100 ألف أُسرة يمنية.
وحسب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، يعد إنتاج العسل الطبيعي في اليمن نشاطًا حيويًا لاستعادة التنمية الاقتصادية للبلد الذي أنهكته الحرب، مؤكداً أن 1.2 مليون مستعمرة للنحل المحلي تنتج سنويًا أكثر من 1,500 طن من العسل.
وكان تقرير صادر عن الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن، قال إن حاجة السكان للوقود في ظل نقص الغاز المنزلي، قد ضاعفت من الطلب على الحطب والفحم الخشبي، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 860 ألف شجرة يتمُّ قطعها سنويًا لسد حاجة أفران الخبز.
يذكر أن تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2022، أكد أن إنتاج اليمن من العسل تصل إلى نحو 1500 طن سنويا، ويوفر دخلا لنحو 100 ألف نحّال وأُسرهم، فيما كانت الأرقام الحكومية تؤكد أن إنتاج البلاد من العسل سبق أن وصل إلى خمسة آلاف طن عام 2012، بإيرادات سنوية بلغت 13 مليار ريال يمني، أي أكثر من 16 مليون دولار في ذلك الوقت.
تلك الفجوة الكبيرة تعني أن هناك تراجعا كبيرا في إنتاج العسل اليمني بواقع 3500 طن سنويا خلال السنوات العشر الماضية، بتأثير من تداعيات الحرب والتغيرات المناخي واتساع ظاهرة الاحتطاب.