يمن ايكو
تقارير

📃 مظاهر العبث البيئي تهدد غطاءه النباتي.. أرخبيل سقطرى يواجه خطر التصحر

تقرير خاص – يمن إيكو

تحت مسمى مشاريع البنى التحتية، من طرقات ومجمعات حضرية، ونقل الأشجار إلى خارج الجزيرة، تواصل الإمارات سحق المساحات الخضراء، وتجريف الغطاء النباتي في محافظة أرخبيل سقطرى، والذي يعد أهم مقومات الاقتصاد باعتباره مصدراً رئيساً لنمو الثروة الحيوانية، وعنصراً طبيعياً تقوم على ندرته الحركة السياحية العالمية في الجزيرة (التي بدأت القوات الإماراتية مراحل السيطرة عليها منذ عام 2016).

الأخطر أن تمتد مظاهر العبث بالبيئة إلى تهريب البذور النادرة عالمياً، حيث أكدت مصادر ملاحية وأمنية في ميناء الجزيرة قبل أيام توقيف ١١ نوعاً من البذور المتوطنة والمهددة بالانقراض، كانت في طريقها للتهريب، رغم أن القوانين والاتفاقات الدولية والمحلية تحظر وتجرّم تصدير هذا النوع من البذور النادرة في جزيرة سقطرى.

حادثة تهريب بذور مهددة بالانقراض التي تم الإعلان عنها، لا تعكس حرص الإمارات على الجزيرة، بل تكشف حرصها على أن يقتصر تهريب تلك البذور على سلطاتها في الجزيرة، وما تم الإعلان عنه ليس هو المرة الوحيدة بل يؤكد الخطر المحيق ببيئة سقطرى، ومواردها الاقتصادية والسياحية.

وحذَّر خبراء الاقتصاد والبيئة من أن استمرار تهريب عناصر البيئة النباتية والإنتاجية كالبذور المهددة عالمياً بالانقراض، من محافظة سقطرى، سيعرضها لتجريف الغطاء النباتي، والإخلال بالتوازن البيئي الذي يعد أهم المقومات السياحية والاقتصادية في الأرخبيل.

ودعا الخبراء الجهات المعنية في الحكومة المعترف بها دولياً للقيام بواجبها إزاء حماية جزر الأرخبيل، التي تتعرض مقوماتها الاقتصادية البيئية (البرية والبحرية) لتجريف ونهب وتهريب متواصل.

ووجهت وزارة المياه والبيئة التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، الأحد، الهيئة العامة لحماية البيئة وفرعها في سقطرى بتعزيز الدور الرقابي على كل الصادرات والواردات من وإلى الجزيرة، وهو توجيه اعتبر- بحسب مراقبين- عديم الجدوى في ظل السيطرة الإماراتية الكاملة على منافذ الجزيرة وحركة النقل البحري والجوي منها وإليها.
طبيعة الأرخبيل البكر وتنوعها البيئي (البري والبحري) الحيوي الفريد المقرون بتمازج السواحل الخرافية الزرقاء، جعلها وجهة سياحية عالمية، حيث أكدت التقارير التي سبقت سنوات تاريخ الحرب 2015م، أن ما يزيد عن 500 سائح أجنبي كانوا يصلون شهرياً إلى جزر الأرخبيل.. مشيرة إلى تراجع النشاط السياحي منذ بداية الحرب إلى أدنى مستوياته.

جزر أرخبيل سقطرى التي أصبحت تحت السيطرة الكاملة للانتقالي المدعوم إماراتياً في عام 2019م، بعد تمكنه من طرد السلطة المحلية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، فتحت على ممارسة مثلت أسوأ مظاهر العبث الذي طال المقومات السياحية والزراعية والسمكية بحراً وبراً.

فعلى الصعيد البحري دمرت سفن الصيد الإماراتية الشعاب المرجانية الملونة وجرفت الأحياء البحرية النادرة، وعلى الصعيد البري استهدفت الغطاء النباتي باقتلاع الأشجار لمحاولة استزراعها في الإمارات، وبالتهريب المنظم لأكثر بذور النباتات فرادة في العالم، رغم أنها مهددة بالانقراض وليست صالحة للاستزراع خارج الجزيرة.

ويواجه الغطاء النباتي في سقطرى، إلى جانب ذلك العبث، خطر التناقص والانقراض تحت ضغط العواصف، والارتفاع في درجة حرارة الأرض، والرعي غير المنظّم، والبناء العشوائي، خصوصاً مع تغييب دور الجهات المعنية- المسيطر على قرارها إماراتياً- بشكل متعمد.

الدراسات- التي تناولت ما بين 825 نوعاً من النباتات الموجودة في الأرخبيل- تشير إلى أن ثلث هذا العدد يُعتبر فريداً، ومنها ما هو غير موجود في أي مكان في العالم، ما يجعل الحفاظ على بذورها صعباً.. موضحة أن الأنواع العشرة المختلفة من أشجار اللبان في الجزيرة انخفضت أعدادها بنسبة 78% بين عامي 1956 و2017.

يذكر أن الأرخبيل- الذي بات عرضةً لمظاهر العبث البيئي التي تمارسها القوات الإماراتية ليلاً ونهاراً- أدرج على لائحة منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” منذ 2008 نظراً لكونه “موقعاً استثنائياً من حيث التنوع الكبير في نباتاته ونسبة الأنواع المستوطنة” فيه.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً