تقرير خاص – يمن إيكو
لم تنتهِ مآلات الصراع المسلح على قطاعات النفط في محافظة شبوة، بين الانتقالي المدعوم إماراتياً والإصلاح الذي كان مدعوماً من الرياض، وإن بدت السيطرة للطرف الأول أمراً واقعاً، فلا تزال الضبابية تكتنف النتائج النهائية، إذ يتوقع خبراء السياسة الدولية تحولات جديدة تفضي إلى تقاسم أبو ظبي والرياض موارد النفط خارج الأطراف اليمنية الموالية للتحالف.
ما بات مؤكداً هو أن الصراع- الذي يأتي في سياق معركة التحالف الموصولة بإحلال الانتقالي بديلاً للإصلاح- بعد سنوات من خدمة التحالف على موارد النفط والغاز؛ يتجه بقوة لاستكمال تمكين الانتقالي من السيطرة على الموارد النفطية في محافظة حضرموت، كمرحلة أولى تسبق السيطرة العلنية للقوات الإماراتية والسعودية علناً ومن ورائها أمريكا وبريطانيا على تلك الثروات.
مصادر إعلامية في محافظة حضرموت أكدت أن الإصلاح دفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى وادي وصحراء حضرموت، ووصول معدات عسكرية كبيرة من المهرة ومأرب، إلى مدينة سيئون، وسط مجريات وتحركات تشير إلى استعداداته لمعركة حضرموت، التي اعتبرها ناشطون محاولة أخيرة للتمسك بمركز الإصلاح الرئيسي في سيئون، وعلى ما تبقى له في موارد النفط التي بات معظمها تحت سيطرة الانتقالي المدعوم من الإمارات.
وفي مؤشر على تصاعد حدة التوترات واقتراب المعركة الحاسمة بين الانتقالي والإصلاح في محافظة حضرموت.. تداول ناشطون تعميماً صادراً عن إدارة منفذ الوديعة، أوضحت فيه إيقاف جميع الرحلات الدولية عبره، اعتباراً من اليوم الخميس وحتى الأحد المقبل.. وسط تأكيدات تناولتها وسائل إعلامية بدخول قوات سعودية جديدة عبر المنفذ بالتزامن مع إعلان إغلاقه بتوجيهات سعودية مباشرة– حسب المصادر.
واعتبرت “إليونورا أرديماغني” (باحثة مساعدة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية) وصول المعركة بين طرفي الحكومة المعترف بها دولياً إلى موارد الطاقة اليمنية، وتغلب الانتقالي على شريكه في الحكومة (الإصلاح) يشكل تهديداً للتنفيذ المتوقف منذ فترة طويلة لاتفاق الرياض لعام 2019 ومجلس القيادة الرئاسي”..
ذلك الطرح يشير إلى مسعى التحالف الذي يبدو في ظاهره متباين الأجندة، لكنه في باطنه على اتفاق مؤكد؛ نحو الإفشال الكلي للمجلس الذي أعلنته الرياض في الـ7 من إبريل الماضي، كحلقة أضعف من هادي ونائبه الأحمر، اللذين كانا يستحوذان على حصص كبيرة في ثروة البلاد النفطية في مارب وحضرموت وشبوة، وفق رؤية تسهل للتحالف تفكيك الأطراف اليمنية التي عملت معها، خلال سنوات الحرب الماضية، على استنزاف الموارد النفطية وإيداع عائداتها إلى بنوك الرياض.
إن التوسع الميداني للصراع المسلح إلى محافظة حضرموت أمرٌ بات حتمياً لإكمال حلقات السيطرة على منابع النفط في حضرموت وشبوة، فالمحافظتان اللتان تخضعان للتحالف كلياً تشكلان أهمية كبيرة في الخريطة النفطية لليمن، باحتوائهما على ما يزيد عن 17 حقلاً نفطياً، منها حقول منتجة وأخرى قطاعات واعدة ومفتوحة للاستكشاف.