يمن ايكو
مقالات

الانهيار الاقتصادي وحكومة الفشل والفساد

بقلم : صالح الحنشي‏

الفساد أولاً ثم الفشل، ثم شحة الموارد، هكذا يأتي ترتيب أسباب الانهيار الاقتصادي الذي وصلنا إليه اليوم.
وعندما تسمع الحكومة ورئيسها ومن معهم يتحدثون عن الأسباب تجدهم يضعون شحة الموارد المسئول الأول والوحيد عن كل ما نحن فيه.. وهذا طبيعي أن نسمع منهم هذا الحديث.. لأنهم لن يدينوا أنفسهم.. فالفساد هو فسادهم، وهم الفشل أيضاً.
وحتى شحة الموارد هي واحدة من تبعات الفشل.. بما يعني أننا حتى إذا أخذنا بتوصيفهم وتشخيصهم لأسباب المشكلة وأن شحة الموارد هي السبب الرئيسي؛ فلا يمكن معالجة هذه المشكلة إلا بالتخلص من أهم أسبابها.. وهو الفشل.
الفشل في تحسين وزيادة الموارد.. خذوا مثلاً بسيطاً على هذا الفشل.. حين بدأ يزمجر رئيس الحكومة بحديثه عن رفع الموارد، ذهب وحكومته لاتباع الزيادة السهلة، الزيادة السهلة تعني رفع الضريبة والجمارك على الاستيراد، بدلاً من سعر الدولار الجمركي 250 ريالاً تم رفع سعره إلى 500 ريال.. هذه الطريقة السهلة في زيادة الموارد لها انعكاسات كارثية على المواطن، وأضرارها أكبر من منافعها، فهذه الزيادات تضاف عبئاً جديداً على كاهل المواطن.. ويعد القرار الذي اتخذ بزيادة الجمارك 100% منذ أشهر واحداً من بين أسباب الزيادات السعرية للمواد، ومن بينها المشتقات النفطية.
في الفترة الأخيرة أرادوا من خلال هذه الخطوة التستر على فشلهم في تحصيل الكثير من الموارد المهدرة.
الطريقة المثلى في تحسين وزيادة الموارد هي التي تأتي عن طريق تحصيل كل الموارد. ولكنهم فشلوا في هذه المهمة.
نموذج آخر للفشل، وبقرار حكومي تم تشكيل لجان من مختلف الجهات الحكومية للذهاب إلى كل المحافظات والمنافذ، والخروج باتفاق على تحصيل الموارد السيادية.. وفشلت هذه اللجنة أيضاً ولم تخرج بجديد، وتم التعامل بكل تفاهة مع هذا الفشل.
لك أن تتخيل كيف جاء هذا الفشل، اللجان نزلت إلى محافظات ومنافذ كل من يديرها يفترض أنهم جزء من الحكومة.. كيف فشلت لا أحد يعلم.
كيف تفشل في التوصل إلى حل مع مسئول هو تحت سلطتك، وإذا كنت فشلت في مهمة كهذه، كيف يمكن أن تنجح في إقناع جهات خارجية بتقديم الدعم والمساعدة.
تمت طباعة تريليوني ريال من العملة المحلية وسلمت للبنك المركزي.. طبعاً الطباعة جاءت لمواجهة مشكلة شحة السيولة.. تسلمها البنك المركزي. وخلال فترة وجيزة عادت مشكلة شحة السيولة مرة أخرى، مع أنك لو سلمت هذه التريليونات حتى لصاحب بقاله لاستطاع إدارتها.
والمسألة هنا لا تحتاج إلى عقلية عبقرية لإدارتها.. كان يكفي مثلاً بعد أن أخرج من البنك المركزي 500 مليار ريال. ورأيت أنها لم تعد مرة أخرى إلى البنك، كنت ذهبت لتتبعها وبحثت كيف سارت وإلى أين وصلت وأين اختفت، بعدها تبدأ عملية البحث عن حلول لعدم تكرار هذه المشكلة مرة أخرى خلال عملياتك القادمة، لكن الذي حصل أن البنك استمر في الضخ إلى أن استنفد كل ما تمت طباعته.
ولهذا لا تنتظروا إلا مزيداً من الانهيار ومزيداً من التدهور، حتى وإن جاء العالم لهذه الحكومة بمليارات الودائع، وطبعت الحكومة كل شهرين تريليون ريال.
لا تنتظروا أي انفراجة للأوضاع في ظل وجود كل هؤلاء الفاشلين.. لا حل إلا بإزاحتهم.

أترك تعليقاً