تقرير خاص
شهدت، اليوم، مدن عدن ولحج وحضرموت وغيرها من مناطق سيطرة التحالف أحداثاً احتجاجية تصاعدت مساراتها وتشكلت مظاهرها بتشكل تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تنذر بثورة جياع تهدد مؤسسات وأجهزة حكومة هادي- المدعومة من التحالف- المتنازع عليها مع الانتقالي المدعوم إماراتياً، بالزوال وفق المراقبين الذين حذروا من استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والتجاهل الرسمي لمطالب المحتجين.
ففيما تجددت أزمة المحروقات في مدينة عدن، اليوم، بعد أيام قليلة من انفراجها بعد جرعة سعرية فرضها فرع شركة النفط بعدن رفعت قيمة جالون البنزين 20 لتراً إلى نحو 18 ألف ريال كسعر رسمي.. طالب مجلس نقابة هيئة تدريس جامعة عدن بإعادة راتب عضو هيئة التدريس إلى قيمته بالعملة الصعبة إلى ما قبل 2015م. وبصرف الراتب بالعملة الصعبة، وسرعة نقل الأعضاء المعينين أكاديمياً، وتسوية رواتبهم، محملاً حكومة هادي والسلطة المحلية في عدن مسؤولية تدهور الوضع المعيشي لمنتسبي جامعة عدن.
وشدد المجلس على ضرورة توفير مواصلات لنقل الطلاب والموظفين وكل منتسبي الجامعة مجاناً إلى جميع كليات جامعة عدن.. مؤكداً أن تجاهل الحكومة لهذه القضايا المطلبية والحقوقية لن يقابل إلا بالتصعيد، وأن أمام الجهات المعنية فرصة أخيرة لتحقيق تلك المطالب، حتى 4 ديسمبر من العام الجاري، كأقصى حد للمهلة، قبل أن يبدأ المجلس بتنفيذ قراره التاريخي القاضي ببدء الإضراب المفتوح والشامل في جميع كليات الجامعة ومراكزها العلمية بتاريخ 15/ 11/ 2021م، إلزامياً للجميع.
الأحداث الاحتجاجية في عدن لم تقف في مكان محدد بل طالت المديريات المختلفة، ففي دار سعد تعالت أصوات الاحتجاجات المنددة بالتلاعب في توزيع الغاز المنزلي من قبل متعهد التوزيع في المنطقة، وفي كريتر هدد المواطنون بتصعيد الاحتجاجات وقطع الشوارع إذا لم تصل السلطات المحلية إلى حل مشكلة المواصلات، التي أحرمت الطلاب من مدارسهم وجامعاتهم والموظفين من وظائفهم.
وفي محافظة لحج تجددت، الثلاثاء، في مدينة الحبيلين احتجاجات المواطنين الغاضبة تنديداً بانهيار العملة والتدهور المعيشي وانقطاع المرتبات، وغلاء رغيف الخبز، والمطالبة بصرف المرتبات المتوقفة منذ أشهر، وإنهاء ما وصفها المحتجون بـ “سياسة التجويع”.. تصاعدت الاحتجاجات في مناطق سيطرة التحالف بمدينة تعز تنديداً على انعدام الغذاء وتردي الأوضاع المعيشية، وسط اتهامات للقائمين على برنامج الغذاء العالمي، ومسؤولين في سلطات حكومة هادي بالفساد العلني في توزيع الغذاء، حيث أكدت مصادر محلية أن أكثر من ستة آلاف حالة، من الأسماء في كشوفات البرنامج تبين أنها وهمية وتتبع مسؤولين يقومون ببيع تلك السلال.
وفي محافظة المهرة استنكر ناشطون موجة إجراءات فرع بنك مركزي المهرة تجاه عدد جديد من شركات الصرافة في المحافظة، واصفين تلك الإجراءات بالتعسفية، التي تأتي تلبية لمطالب مركزي عدن الذي لم يستشعر مسؤوليته تجاه الحفاظ على قيمة الريال، مشيرين إلى سياساته الخاطئة التي بدأ يمارسها في الآونة الأخيرة والتي تتمثل في إعلان تسعيرات جديدة بين يوم وآخر، تؤكد انسياقه وراء السوق السوداء، ما أجج الغضب العام إلى جانب استياء القطاع الخاص المصرفي، وفتح مواجهة جديدة مع شركات الصرافة تحت شعار الرقابة والقوانين، ولفتوا إلى أن مضامين تلك الإجراءات تؤكد احتدام الصراع الكبير على فرص المزاد العلني للبنك لبيع كتل دولارية هائلة يتم المضاربة بها في السوق.
الاحتجاجات والتظاهرات اليومية المتصاعدة في مناطق سيطرة التحالف، هي نتاج واضح لأخطاء كارثية ارتكبتها حكومة هادي، التي عجزت عن العودة إلى عدن أو إلى حضرموت، وظلت تراقب الأوضاع من الرياض، ليست سوى مقدمات وإرهاصات حقيقية لثورة جياع وشيكة، طالما كثرت التحذيرات الاقتصادية من حدوثها مع مسار الأحداث ومآلاتها المفاجئة.