يمن إيكو| ترجمة:
قال “معهد دراسات الحرب” الأمريكي إن فشل الولايات المتحدة في ردع قوات صنعاء، جعل الأخيرة تتحول إلى تهديد استراتيجي لواشنطن وحلفائها، محذرا من أن التركيز الاضطراري على معركة البحر الأحمر يؤثر على الاستعداد الأمريكي للتعامل مع مناطق تهديد استراتيجية أخرى، وأن المعرفة التي باتت قوات صنعاء تملكها بشأن طرق عمل القوات الأمريكية سوف تستخدم ضد الأخيرة في المستقبل.
ونشر مشروع “التهديدات الحرجة” التابع للمعهد الأمريكي، أمس الجمعة، تقريرا رصده وترجمه موقع يمن إيكو، جاء فيه أن “الحوثيين يشكلون الآن تهديدًا استراتيجيًا له تداعيات عالمية على الولايات المتحدة وحلفائها”، مؤكداً أن الحوثيين تحولوا من جماعة صغيرة في الجبال الشمالية في اليمن إلى تهديد استراتيجي كبير له علاقات بخصوم الولايات المتحدة المتعددين.
واعتبر التقرير أن سلسلة التدابير نصف التفاعلية التي اتخذتها الولايات المتحدة للرد على التصعيدات الحوثية الدرامية منذ أكتوبر 2023، فشلت في تحقيق تأثيرات حاسمة، أو تدمير القدرات العسكرية الحوثية بشكل ملموس، حسب وصفه.
ووفقا للتقرير فإن “الحوثيين لم يُردعوا، بل جمعوا رؤى مهمة حول تشغيل الدفاعات الأمريكية ضد أنظمة الهجوم الخاصة بهم من جميع الأنواع، ومن المؤكد تقريبًا أن الحوثيين سيستغلون هذه الرؤية لتحسين فعالية هجماتهم الخاصة وتقديمها لخصوم الولايات المتحدة الآخرين، وفي غضون ذلك، ستستمر عمليات الحوثيين بالشرق الأوسط في صرف الجهود الأمريكية عن إعطاء الأولوية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما حدث بالفعل لأكثر من عام”.
وحسب التقرير، فإن الموقف الذي تبنته الولايات المتحدة ضد ما وصفه بـ “الحملة الهجومية الإقليمية الموسعة” لقوات صنعاء منذ أكتوبر 2023 “لم يتسبب في أي تغيير ملحوظ في عملية صنع القرار الحوثية” حسب تعبيره، مشيرا إلى أن “الاستجابة الأمريكية الأولية التي صُممت للدفاع عن السفن دون تنفيذ ضربات، فشلت في منع التصعيد، كما فشلت حملة الضربات التي تقودها الولايات المتحدة في تغيير معدل هجمات الحوثيين”.
وأضاف التقرير: إن “هناك بعض المؤشرات على أن هجمات الحوثيين أصبحت أكثر فعالية في عام 2024”.
وأوضح التقرير أنه “كان من الممكن دفع الحوثيين لإعادة حساباتهم من خلال دعم الجماعات المسلحة في اليمن أو التدابير الاقتصادية مثل إزالة البنوك في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون من نظام سويفت الدولي، وتحدي سيطرة الحوثيين على شمال اليمن” لافتا في الوقت نفسه إلى أنه “من المؤكد أن كل من هذه الخيارات تنطوي على مخاطر كبيرة”.
ووفقا للتقرير فإن “فشل الولايات المتحدة في تعطيل أو ردع التصعيد الحوثي في البحر الأحمر أجبر صناع السياسات الأميركيين على إعطاء الأولوية للبحر الأحمر على غرب المحيط الهادئ، وهي الأولوية التي تتعارض مع السياسة الأميركية المعلنة” مشيرا إلى أن إعطاء الأولوية بشكل عرضي “للتحدي” الموجود في الأحمر “يتسبب في حرمان الولايات المتحدة من الموارد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في حين تقول استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2022 إن الصين تشكل التحدي الأكثر شمولاً وخطورة على الأمن القومي الأمريكي”.
وأضاف: “إن إعطاء الأولوية للشرق الأوسط بهذه الطريقة غير مستدام، وخاصة في حالة حدوث سيناريو مضيق تايوان”.
وقال التقرير إن: “حملة الهجوم الحوثية التي استمرت عامًا ستوفر بيانات ودروسًا يمكن للحوثيين وخصوم الولايات المتحدة الآخرين استخدامها لتحسين فعالية هجماتهم على السفن البحرية الأمريكية والمنشآت البرية في المستقبل، فقد نفذ الحوثيون 111 هجومًا استهدفت أو شملت سفنًا حربية أمريكية وتابعة للحلفاء في منطقة البحر الأحمر، وهذه الهجمات توفر للحوثيين قدرًا هائلاً من البيانات حول كيفية استجابة الدفاعات الجوية الأمريكية وحلفائها للصواريخ والطائرات بدون طيار، ويمكن للحوثيين مشاركة هذه البيانات مع الروس”.
وقال تقرير المعهد الأمريكي: “من المؤكد أن الدروس المستفادة من هذه البيانات سوف تُستخدم ضد دفاعات البحرية الأمريكية في المستقبل ويمكن أن تفيد العمليات المعادية ضد الدفاعات البرية الأمريكية المضادة للطائرات بدون طيار والصواريخ أيضًا”.