يمن إيكو | تقرير:
نفت شركة المسيلة لاستكشاف وإنتاج البترول (بترومسيلة) أمس الجمعة ما ورد في مذكرة شركة جنة هنت الأمريكية الخميس الفائت بشأن استقالة الأولى من تشغيل قطاع 5 النفطي في محافظة شبوة، وتعيين الثانية مشغلاً للقطاع بشكل رسمي، مؤكدة أنها (بترومسيلة) لا تزال هي المشغل الرسمي للقطاع.
وقالت بترومسيلة في مذكرة توضيحية وجهتها لموظفيها في القطاع: إن شركة المسيلة لاستكشاف وإنتاج البترول (بترومسيلة) لا تزال المشغل الرسمي لقطاع (5)، وإن الوضع كما هو ولم يحدث أي تغيير في هذا الشأن”.
وأعربت عن أسفها للتصرفات التي وصفتها بـ”غير المهنية” التي لجأت إليها بعض الأطراف من خلال التواصل المباشر عبر الإيميل مع موظفي القطاع دون الرجوع إلى المشغل الرسمي وإرسال تعميم كتابي لا يظهر أين مقر أو عنوان الكيان المرسل ويتحدث حول التغيير المزعوم لمشغل القطاع، في إشارة إلى تصرف الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية بعدن (حكومية)، التي عقدت اجتماعاً في 18 نوفمبر 2024 للجنة التشغيل (الشركاء ووايكوم)، للنظر في تعيين مشغل بديل للقطاع.
وأوضحت بترومسيلة- في مذكرتها- أن ذلك التصرف، تسبب في نشر إشاعات وخلق إرباكات، الجميع في غنى عنها، خصوصا في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الصناعة النفطية والبلد بشكل عام. حسب تعبيرها، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها القانوني تجاه الأطراف المتسببة في هذه التصرفات غير المهنية وغير المسؤولة التي أثارت البلبلة وتركت آثاراً سلبية وأضراراً معنوية، مهيبة بجميع منتسبيها وموظفيها عدم الانسياق وراء تلك المعلومات غير الدقيقة وتلقي الأخبار مباشرة منها كمشغل رسمي للقطاع 5 وليس من الجهات غير ذات العلاقة.
والخميس الفائت قالت شركة جنة هنت- في مذكرة رسمية، اطلع عليها موقع “يمن إيكو”- إنه تم تعيينها مشغلاً لقطاع 5 النفطي بشكل رسمي، بعد التصويت في اجتماع لجنة التشغيل لشركاء اتفاقية 2024م، بتاريخ 18 نوفمبر الجاري.
وأكدت شركة جنة هنت- في مذكرتها- أن شركة بترومسيلة قدمت استقالتها كمشغل في 1 نوفمبر 2024، وستتسلم جنة هنت مهامها كمشغل للقطاع بدءاً من 1 يناير 2025، متعهدة بأنها ستتولى المسؤولية الكاملة عن دفع الرواتب وجميع الأمور المتعلقة بالموظفين كمشغل لقطاع 5″.
وأكتشف القطاع 5 النفطي-الذي يعرف بقطاع جنة هنت- في 1996 من قبل مجموعة من شركات الطاقة بقيادة شركة جنة هنت النفطية، ويعد من أهم القطاعات الواعدة باحتياطيات كبيرة من النفط والغاز في محافظة شبوة اليمنية، ويقع بالتحديد في منطقة وادي جنة من مديرية عسيلان الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من المحافظة، ويرتبط القطاع 5 بالقطاع 18 النفطي الذي تفيد البيانات أنه يحتضن من 1 إلى 2 تريليون من الغاز المسال في عسيلان، كما تم ربطه بقطاع (4) عياد، بخط أنبوب نفطي طوله 82 كيلومتراً، كبديل عن أنبوب صافر-رأس عيسى، نتيجة تعطيل وإيقاف الخزان العائم صافر.
ويشير التناقض بين خطاب شركتي “بترومسيلة”، و جنة هنت الأمريكية، إلى تجدد الصراع بين شركاء المجلس الرئاسي وحكومته وتحديداً بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، ورئيس الحكومة بن مبارك والإصلاح المدعومين من السعودية، على القطاعات النفطية في محافظة شبوة وهو ما يعيد للذاكرة الصراع المسلح الذي شهدته محافظة شبوة جنوبي اليمن على القطاعات النفطية وذلك بين الانتقالي المدعوم إماراتيا ومسلحي حزب الإصلاح المدعوم من السعودية، في 2022م وبلغ ذروته في أغسطس من العام نفسه، حيث وقع القطاع تحت سيطرة ألوية العمالقة التابعة للقوات الإماراتية.
وخلال فترة سيطرة القوات المحسوبة على الإصلاح، اعترض الانتقالي على عملية تسليم قطاع 5 لشركة بترومسيلة لتشغيله، وعلى صفقة شراء غامضة للقطاع لصالح شركة تُعرف بـ”welltech”، وبحسب وزارة النفط بحكومة عدن فقد خاضت الوزارة معركة قانونية مع تلك الشركة التي سبق لها أن استحوذت على القطاع بموجب صفقة غامضة وأفشلت عملية البيع والشراء واستعادت القطاع لصالح الحكومة.
والخميس الفائت وجه رئيس مجلس الوزراء بن مبارك، خطاباً إلى النائب العام يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية”.
وتضمن الخطاب- الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية سبأ التابعة للحكومة اليمنية، رصده موقع “يمن إيكو”، ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وبناء عليه تمت إحالته للتحقيق”.
وأثارت عودة شركة جنة هنت الأمريكية- التي أعلنت في 2005 إنهاء أعمالها في اليمن بعد انتهاء مدة اتفاقيتها الاستثمارية في البلاد- إلى الواجهة استغراب الخبراء والمراقبين، حيث قال الخبير الجيولوجي، عبد الغني جغمان، إنه تمت إعادة الشركة الأمريكية (شركة جنة هنت) للعمل في القطاع 5 وبموافقة واعتماد من قبل الشركة الوطنية وايكوم التي وصفها بأنها عاجزة، والتي كان يفترض أن تتولى تشغيل القطاع بدل الوقوف على الحياد، حسب تعبيره.
وأضاف جغمان، أن رئيس الحكومة اليمنية بن مبارك دخل في الخط.. ويدعم شركة بترومسيلة.. من أجل تشغيل هذا القطاع، موضحاً أنه بهذا عادت شركة هنت الأمريكية إلى اليمن للعمل في قطاع النفط والغاز، موضحاً “السيناريو السوري.. سوف يتم تطبيقه في اليمن”، وستترك اليمن في فوضى، بينما أمريكا تدير حقول النفط والغاز.