يمن إيكو | أخبار:
حذر باحثون عبريون من أن استمرار المعارك العنيفة سواء في غزة أو الشمال لفترة طويلة، ستقود إسرائيل إلى مكان معقد للغاية من الناحية الاقتصادية، مؤكدين أن الفشل في معالجة التأثير الاقتصادي للحرب ستجعل الأسواق العالمية مؤمنة بوجهة النظر القائلة بأن “إسرائيل أصبحت دولة غير مسؤولة”.
وأشار مانويل تراجتنبرج، الرئيس السابق لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى إن إطالة الحرب ستؤدي إلى فقدان اللاعبين الاقتصاديين العالميين ثقتهم بإسرائيل، عندما يلمسون عجزها وفشلها في التعامل مع التأثيرات الاقتصادية للحرب. مؤكداً أن فقدان الثقة العالمي المحتمل في اقتصاد إسرائيل يشكل جزءاً من مشكلة اقتصادية مزدوجة تواجهها إسرائيل، إذ سيتجاوز الإنفاق الأمني في عام 2024 نسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال تراختنبرج، الذي شغل منصب المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي حتى مايو 2024 وهو حالياً باحث زائر في المعهد: إن الخسارة العالمية المحتملة للثقة في الاقتصاد الإسرائيلي تشكل جزءاً من مشكلة مزدوجة يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي. وأضاف أن الحرب بين إسرائيل وحماس جاءت أيضاً بتكاليف مباشرة- حيث سيتجاوز الإنفاق الأمني في العام الجاري 10% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بنحو 5.5% في السنوات الأخيرة قبل الحرب.
وبيّن أن الإشارات الاقتصادية التي ترسلها إسرائيل إلى أسواق العالم، ليست جيدة، مستدلاً على ذلك بالمناقشات بشأن الميزانية لعام 2025 والتي كان من المفترض أن تتم، لكنها ألغيت بسبب الحرب، وبدون مناقشتها، لن تكون هناك قرارات مثل زيادة الضرائب، والتي يقول إنها ستكون ضرورية للتعامل مع التداعيات الاقتصادية للحرب.
وأضاف: “إذا لم تتخذ قرارات اليوم، فإن شركات التصنيف، والمستثمرين، وكل اللاعبين الاقتصاديين سوف يراقبون ويرون بلداً يعاني من عجز متزايد وغير قادر على اتخاذ القرارات اللازمة للتعامل مع القضايا المالية”.. مؤكداً أن حالة عدم اليقين التي تصاحب الحرب المستمرة قد تؤثر سلباً على نظرة المستثمرين الدوليين والشركات الدولية الكبرى إلى إسرائيل.
وقال إن “المستثمرين يقولون لأنفسهم: حسناً، كما تعلمون، هناك فرص كافية في العالم، ولن نذهب إلى هناك”، موضحاً أن إسرائيل بحاجة إلى تقديم خطة من شأنها أن تمنح المستثمرين الثقة من أجل الحفاظ على الاستثمار في إسرائيل ومنع تدهوره.
وتابع قائلاً: “إن تجاهل هذه الحقيقة سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة مع مرور الوقت. فمن السهل للغاية أن نتسبب في إلحاق الضرر بثقة المستثمرين في الاقتصاد، ولكن من الصعب للغاية أن نستعيد هذه الثقة. فالأمر يستغرق وقتاً طويلاً للغاية”.
وأوضح أن إسرائيل كانت دائماً تبني تخطيطها الأمني على افتراض أن الأحداث الأمنية ستكون قصيرة ولها تاريخ بداية ونهاية واضحين، لكن الأمر الآن حسب تراختنبرج مغاير، لما تعودت عليه إسرائيل. فاستطالة الحرب من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض آخر في التصنيف الائتماني وزيادة علاوة المخاطر، وإلحاق الضرر بالشركات الإسرائيلية التي تسعى إلى جمع رأس المال. وهذا من شأنه أن يتسبب في استمرار العجز الإسرائيلي المتزايد في النمو.