يمن إيكو|خاص:
قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية، اليوم الأربعاء، إن قوات صنعاء وإيران هزمتا القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية، وإنه حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بأن الولايات المتحدة لا تمتلك قوة مطلقة.
ونشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، بعنوان “إيران والحوثيون هزموا الجيش الأمريكي”، جاء فيه أنه “لا يمكن لأمريكا أن تكون قوة مطلقة، تخوض كل معركة في جميع أنحاء العالم، لقد حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بهذه الحقيقة”.
وأضاف: “لم يتعلم الأمريكيون في سِنٍّ مبكرة أن يحبوا بلادهم فحسب، بل أن يتعجبوا من قوتها.. ذلك أن الولايات المتحدة تمتلك ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فالجيش الأمريكي لا يُعلى عليه، حيث تنفق الولايات المتحدة على الدفاع أكثر مما تنفقه الدول التسع التي تليها مجتمعة، وتتمتع الولايات المتحدة بنفوذ واسع النطاق في التجارة الدولية، لأن 58% من احتياطيات العملة العالمية مقومة بالدولار الأمريكي، وتتمتع واشنطن بنفوذ كبير في المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ونظام التحالفات الأمريكي لا مثيل له من قبل أي قوة كبرى أخرى”.
ومع ذلك، بحسب التقرير، فإن “ما يفشل صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة في فهمه في كثير من الأحيان هو أن القوة لا تعني بالضرورة نفوذاً غير محدود، حيث يفترض مهندسو السياسة الخارجية الأمريكية في كثير من الأحيان أن الولايات المتحدة تتمتع بالقوة المطلقة، وأنها قادرة على إدارة الأحداث من بالكامل وإكراه الأصدقاء والخصوم على حد سواء على تكييف سياساتهم بما يرضي واشنطن”.
وقال التقرير إن “هذا الافتراض تم دحضه مراراً وتكراراً، خاصة في الشرق الأوسط”.
وتابع: “في اليمن على سبيل المثال، يتعامل الحوثيون، حكومة الأمر الواقع في البلاد، مع البحر الأحمر باعتباره ميدان إطلاق نار خاصاً بهم منذ نوفمبر الماضي”، حيث هاجموا “السفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية التي تعبر الممر المائي أكثر من 100 مرة خلال تلك الفترة الزمنية”.
وأضاف: “لقد كان قادة الحوثيين واضحين للغاية طوال الوقت: فالهجمات في البحر الأحمر ستستمر طالما استمرت إسرائيل في القتال في غزة”.
وبحسب التقرير فقد “حاولت إدارة بايدن، بالتعاون مع المملكة المتحدة، تغيير الحسابات الاستراتيجية للحوثيين من خلال اتخاذ إجراءات عسكرية ضد أصولهم على الأرض، حيث نفذتا أربع جولات من الغارات الجوية الشاملة ضد المنشآت العسكرية للحوثيين في جميع أنحاء اليمن، وأسقطت طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية طائرات مسيّرة وصواريخ تابعة للحوثيين عدة مرات في الأسبوع، بالإضافة إلى ضرب مواقع أرضية للحوثيين، ومع ذلك، فإن مجرد قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري كل أسبوع هو دليل على أن السياسة الأمريكية لا تؤثر على عملية صنع القرار لدى الحوثيين على الإطلاق، فصواريخ الحوثيين مستمرة”.
واعتبر التقرير أن “إيران تعتبر مثالاً آخر، وربما يكون المثال الأبرز، فخلال إدارة ترامب كانت إيران العدو العام رقم واحد، وانسحب ترامب، بتحريض من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، من الاتفاق النووي الإيراني في عهد أوباما وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية التي تم رفعها سابقاً بموجب الاتفاق، وكان الهدف من استراتيجية الضغط الأقصى هو دفع الاقتصاد الإيراني إلى نقطة لن يكون أمام المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أي خيار سوى التوسل والتوقيع على اتفاق جديد بشروط أمريكية”.
وأضاف: “لقد انهار الاقتصاد الإيراني بلا شك، وانخفضت صادرات النفط الخام الإيرانية من 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2017 إلى حوالي 445 ألف برميل يومياً في عام 2020 – بانخفاض قدره 76 في المائة، ومع ذلك، فإن الألم الاقتصادي لم يسفر عن أي نتائج سياسية إيجابية بشأن الملف النووي، بل إن المشكلة النووية الإيرانية أصبحت أسوأ. فطهران، التي تحررت من أي قيود نووية، بدأت في تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي، باستخدام أجهزة طرد مركزي ذات جودة أعلى، ورفعت مستوى التخصيب إلى مستوى أعلى”.
واختتم التقرير بالقول إن “النقطة المهمة هنا هي أن الولايات المتحدة كثيراً ما تضخم قوتها، وتقلل من قوة الدول الأخرى في مقاومة الإملاءات الأمريكية، كما أنها على ثقة مفرطة في أن أي تحديات قائمة على طول الطريق يمكن تنحيتها جانباً بسهولة، أما الواقع فهو أكثر تعقيداً بكثير، وقد حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بذلك”.