يمن إيكو|خاص:
في تطور لافت باتجاه تحريك ملف السلام في اليمن، قال المكتب الأممي في اليمن، في منشور على منصة إكس، رصده موقع “يمن إيكو”، قال فيه إن المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، التقى يوم أمس الأحد كبير مفاوضي أنصار الله، محمد عبد السلام، ومجموعة من كبار المسؤولين العمانيين في مسقط.
وفيما أكد أن المجتمعين ناقشوا سبل إحراز تقدم في خارطة الطريق الأممية لليمن، وضرورة خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع، قال مراقبون إن ذلك يعد مؤشراً على أن الأمم المتحدة أصبحت قريبة من إعلان خارطة الطريق في اليمن، وأن المبعوث الأممي قد يكون في طريقه إلى اليمن لأجل إعلان هذه الخارطة، التي عرقلتها الولايات المتحدة رغم أنها كانت على وشك الإعلان عنها، واشترطت واشنطن لإنجازها وقف عمليات قوات صنعاء المساندة للفلسطينيين منذ بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أدت إلى منع السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي رفضته حكومة صنعاء.
وكان موقع “يمن إيكو” حصل على معلومات بشأن الدور الأمريكي الذي أدى إلى تأجيل الإعلان الأممي عن خارطة الطريق، التي تتضمن إنهاء حرب اليمن والحل السياسي الشامل، وكذلك الحلول الاقتصادية، وعلى رأسها إعادة تصدير النفط وصرف مرتبات موظفي اليمن المنقطعة منذ نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن في سبتمبر 2016.
وفيما كان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعلن في أكتوبر الماضي التوصل إلى خارطة طريق لإنهاء حرب اليمن، كنتيجة للمفاوضات بين حكومة صنعاء- على رأسها جماعة أنصار الله الحوثية- والسعودية برعاية سلطنة عمان، إلا أن المعلومات التي حصل عليها موقع “يمن إيكو” من مصدر يمني في صنعاء على صلة بالمفاوضات مع السعودية، أفادت بأن المبعوث كان سيتوجه من مسقط برفقة وفد عماني إلى صنعاء لوضع اللمسات الأخيرة لآلية إعلان الاتفاق النهائي، إلا أنه قوبل بضغوط أمريكية أجبرته على العودة إلى مكتبه الإقليمي بالعاصمة الأردنية عمّان.
وأضاف المصدر أن المبعوث كان سيتوجه إلى صنعاء بعد ما أكملت صنعاء والرياض كل الترتيبات لخارطة الطريق، ولم يكن متبقياً إلا إعلانها لولا التدخل الأمريكي.
وكشف المصدر- حينها- نقطة خطيرة تتعلق بأن المبعوث الأممي أبلغ صنعاء أن الولايات المتحدة حذرته من أي خطوة لإعلان اتفاق إنهاء حرب اليمن، ما لم تتوقف هجمات قوات صنعاء والحوثيين على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو ما ألمح إليه المبعوث نفسه في إحاطته الأخيرة- في مارس الماضي- أمام مجلس الأمن، عندما تحدث عن علاقة أحداث البحر الأحمر بعرقلة جهوده لإعلان خارطة الطريق.
وقد عبّر الأمريكيون، على لسان وزير الخارجية توني بلينكن والمبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، عن الرغبة الأمريكية، عندما صرحا في أكثر من مناسبة أنه لا يمكن التوصل لحل سياسي في اليمن بدون وقف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ووفقاً للمصدر الذي تحدث لموقع “يمن إيكو” فإن الاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وحكومة صنعاء ما يزال قائماً كما هو، وبمجرد التخلص من الضغوط الأمريكية لن يحتاج إلى أي تعديلات إضافية، وهو ما يبدو أنه على وشك الحدوث، خصوصاً بعد لقاء المبعوث الأممي غروندبيرغ مع كبير مفاوضي أنصار الله محمد عبدالسلام في مسقط، الذي يتوقع المراقبون أن تكون صنعاء وجهته المقبلة لإعلان خارطة الطريق في اليمن، عقب التأجيل الذي تسببت به الولايات المتحدة، وهو الاحتمال الأقرب إلى الواقع بعد إخفاق الولايات المتحدة الأمريكية في وقف عمليات قوات صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وهو ما كانت تشترطه الولايات المتحدة لإنجاز وإعلان خارطة الطريق.
كما لفت المصدر إلى أنها المرة الأولى التي تتوصل فيها السعودية وحكومة صنعاء إلى اتفاق على كل القضايا الخلافية، مثل إعادة الإعمار وخروج القوات الأجنبية من اليمن والصيغة التي ستخرج بها تلك النقاط في الخارطة الرسمية، وكذلك توصل الطرفان إلى اتفاق شامل حول آلية إعادة تصدير النفط اليمني وكيفية توريد العائدات إلى البنك المركزي اليمني في صنعاء، ونوع العملة التي ستورد بها تلك الإيرادات من أجل صرف مرتبات موظفي الدولة، مشيراً إلى أن السعودية أكدت من جانبها وعبر وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، أن خارطة الطريق تحظى بدعم المملكة، وأن الإعلان عنها بات وشيكاً.