يمن إيكو|خاص:
سلط تقرير جديد لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الضوء على المصاعب التي تواجهها السفينة الحربية البريطانية “دايموند” في مواجهة الهجمات اليمنية، التي أكد قائد السفينة أن قوات صنعاء أصبحت تستخدم فيها أسلحة أكثر تقدماً وفتكاً، ويصعب مواجهتها، وأكد التقرير أن السفينة لم تسقط حتى الآن أي صاروخ للحوثيين.
وذكر التقرير الذي نشر الإثنين ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو” أنه “بمجرد انطلاق صرخة (كرة نارية)– وهي رمز التعرض للهجوم- يمتلك طاقم إتش إم إس دايموند دقيقتين فقط للرد، وخلال ذلك الوقت، يتعين عليهم معرفة ما إذا كان الصاروخ، الذي يتحرك بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، يشكل تهديداً مباشراً لسفينتهم والسفن التجارية القريبة”.
وقال مراسل بي بي سي: “لقد كنا أول وسائل الإعلام على متن سفينة دايموند منذ انضمامها إلى العملية التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر، ولقد شهدنا التهديد مباشرة بينما كانت تستعد لمواجهة طائرات الحوثيين بدون طيار والصواريخ التي تطلق من اليمن”.
ونقل التقرير عن قبطان السفينة الحربية دايموند، بيت إيفانز، قوله إن “الحوثيين يستخدمون الآن أسلحة أكثر تقدماً وأكثر فتكاً”.
وأضاف: “عندما دخلت السفينة البحر الأحمر لأول مرة في ديسمبر، كانت الطائرات بدون طيار الهجومية ذات الاتجاه الواحد، هي التهديد الرئيسي، لكن الحوثيين توجهوا أكثر بكثير نحو الصواريخ التقليدية والباليستية التي يصعب الدفاع ضدها وتسبب المزيد من الضرر”.
وأشار التقرير إلى أن السفينة الحربية دايموند تستخدم صواريخ (سي فايبر) كخط دفاع رئيسي، موضحاً أن تكلفة كل صاروخ تبلغ أكثر من مليون جنيه إسترليني (1.3 مليون دولار)، بالإضافة إلى مدافع رشاشة من نوع فالانكس الذي يطلق أكثر من 3 آلاف طلقة في الدقيقة، ومدافع عيار 30 ملم على الجوانب، وهي تستخدم للتهديدات القريبة.
وأوضح أن طاقم السفينة “استخدم للمرة الأولى مدفعاً عيار 30 ملم لإسقاط طائرة بدون طيار بنجاح”.
ونقل التقرير عن الملازم جوش تيري، قوله إن منطقة مضيق باب المندب إلى خليج عدن يطلق عليها اسم “منطقة التهديد العالي” حيث “يركز الحوثيون هجماتهم على كل من السفن التجارية والسفن الحربية التابعة للتحالف”.
وقال الملازم تيري: “هناك قصف منتظم للطائرات بدون طيار والصواريخ، لذلك هناك احتمال كبير بحدوث ذلك”.
وأشار التقرير إلى أنه أفراد الطاقم يقومون بتغيير زيهم الأزرق إلى ملابس بيضاء مقاومة للحريق وأغطية مضادة “في حالة إصابة السفينة”.
وأوضح أنه “تم إعلان الطوابق العليا من السفينة مكاناً محظوراً، مع إضاءة حمراء خافتة في ممرات السفينة”.
ونقل التقرير مشهداً للتعرض لتهديد صاروخي، حيث أوضح أنه “عند الساعة 20:35، جاء أول صوت صفارة مع صيحة (كرة نارية) – وهو رمز اكتشاف صاروخ- وانطلق إنذار السفينة لتنبيه بقية أفراد الطاقم بالكلمات: تحذير من التهديد الجوي باللون الأحمر – صاروخ قادم”.
وأضاف: “أثناء تتبعهم مسار رحلة الصاروخ، أصدروا تحديثات، ثم تم تخفيض التهديد الجوي من الأحمر إلى الأصفر ثم الأبيض، وهدأ التوتر وقام البحارة بإزالة أغطية الرأس والقفازات المضادة للوميض”.
وتابع: “كان هذا هو الأول من بين أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن أطلقها الحوثيون في تلك الليلة”.
ونقل التقرير عن الملازم أول قائد مرتين هاريس، الضابط التنفيذي للسفينة دايموند، قوله إن “أمامهم دقيقتين فقط للرد على عمليات الإطلاق، حيث كان الصاروخ يتحرك بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت”.
وقال: “نعم، يمكن أن تشعر ببعض التوتر إذا كان شخص ما يحاول إطلاق النار عليك بشيء ما”.
وأوضح التقرير أن “الحوثيين استهدفوا دايموند سابقاً، لكن في هذه الحالة لم تشكل الصواريخ تهديداً مباشراً”، أي أنها لم تكن باتجاه السفينة.
وذكر التقرير أنه “حتى الآن لم تقم سفينة دايموند بإسقاط أي صواريخ للحوثيين، لكنها دمرت تسع طائرات مسيرة، سبع منها في ليلة واحدة فقط في يناير. وقد تم رسم الصور الظلية للطائرات التسع على جانب جسر السفينة”.
وأشار إلى أنه منذ عام 1991 لم تسقط أي سفينة حربية للبحرية الملكية تهديداً جوياً قبل دايموند.
ونقل التقرير عن المشرفة المساعدة إيرين جراهام، قولها إنه في 9 يناير كان هناك “هجوم سرب كبير لطائرات بدون طيار وتصاعد بسرعة”.
وأشار إلى أنه “كان هناك 18 طائرة بدون طيار في المجموع، تم التصدي لست منها بواسطة صواريخ سي فايبر وتم إسقاط واحدة بمدفع 30 ملم، يتم تشغيله عن بعد من غرفة العمليات”.
وأوضح التقرير أن السفينة دايموند “قضت أيام في تعقب سفينة صيد أو مركب شراعي مشتبه به تم إعلانه كعديم الجنسية مما يعطي مبرراً قانونياً لتفتيشه”، لكن أثناء البحث “لم يتم العثور على أي شيء غير قانوني في النهاية”.
وذكر التقرير أنه “فيما اتهمت الولايات المتحدة إيران بشكل مباشر بتزويد الحوثيين بالأسلحة، فإن كابتن السفينة دايموند كان أكثر حذراً، حيث قال إن هناك احتمالاً لتهريب الأسلحة لكنه لا يريد التكهن بالجهة التي تأتي منها”، في إشارة إلى عدم وجود أدلة قاطعة على التهريب فضلاً عن هوية الأسلحة.