يمن إيكو| خاص:
قال بحارة وطيارون في البحرية الأمريكية إن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر لم تكن متوقعة، مشيرين إلى أنها غير مسبوقة، في وقت كانت البارجات الحربية لا تعتبرها تهديداً، لكن أسراب الطائرات التي يطلقها الحوثيون جعلت طواقم البارجات في حالة تأهب قصوى تحسباً للتهديدات التي تمثلها هجمات الحوثيين، فيما حقق أحد الصواريخ الحوثية اختراقا للأنظمة الدفاعية البحرية، بوصوله إلى خط الدفاع الأخير لإحدى البوارج.
شبكة “سي إن إن” نشرت تصريحات حصلت عليها من بحارة وطيارين على متن سفينتين تقودان الرد الأمريكي على هجمات الحوثيين، أيزنهاور والمدمرة الأمريكية يو إس إس غرافلي في جنوب البحر الأحمر، رصدها وترجمها “يمن إيكو”، والذين قالوا إن “التهديد الحوثي لا يزال غير متوقع وغير مسبوق”.
وأشاروا إلى أن “البحرية الأمريكية تعمل بوتيرة محمومة، وتنشر الطائرات وتطلق الصواريخ في أي لحظة لمحاولة تدمير أسلحة الحوثيين وبنيتهم التحتية”.
شبكة “سي إن إن” قالت إنها حصلت على معلومات تفيد بأن “الجيش الأمريكي لا يزال لا يعرف بالضبط مقدار قدرات الحوثيين التي تم تدميرها، أو كم من الوقت سيستغرق ذلك لردعهم إلى الأبد”، خصوصاً بعد عشرات الضربات الجوية خلال الشهر الماضي ضد أهداف الحوثيين فوق البحر الأحمر وداخل اليمن، وهو ما رد عليه الأدميرال مارك ميجيز، قائد المجموعة الثانية من حاملة الطائرات، حيث قال: “إنها مشكلة شريرة ليس لدينا الكثير من الإخلاص فيها”.
وأكد ميجيز أن “الولايات المتحدة لم تكن تولي اهتماماً وثيقاً للحوثيين، قبل أن يبدأوا بانتظام في إطلاق الصواريخ على البحر الأحمر، لذا فهي لا تعرف على وجه اليقين حجم مخزون الحوثيين، خاصة عندما يتعلق الأمر بما دفنوه تحت الأرض”.
وأضاف أنها المرة الأولى التي تُستخدم فيها الصواريخ الباليستية المضادة للسفن في القتال، وهو ما يفعله الحوثيون في هجماتهم بالبحر الأحمر، مشيراً إلى أن “الأفراد الموجودون على متن السفن الحربية يتعلمون كيفية الرد في الوقت الفعلي”، مشيراً إلى أن “جميع الطائرات تحمل صواريخ جو – أرض حتى تتمكن من الرد على الفور على أي تهديد”.
وتابع: “لسوء الحظ، لا نتلقى الكثير من الاهتمام بشأن معظم هذه الأشياء، وخاصة الصواريخ الباليستية”، منوهاً بأن “الحوثيين غيروا تكتيكاتهم في الأسابيع الأخيرة، حيث استخدموا الطائرات بدون طيار بشكل أكثر انتظاماً لاستهداف السفن ومهاجمتها”.
ولفت إلى أن “الحوثيين يستخدمون في كثير من الحالات طائرة صمّاد 3 بدون طيار، وهي بعيدة المدى وتحمل حمولة متفجرة”، مؤكداً: “نحن نعلم حقيقة أنهم يشكلون تهديداً، لذلك نقوم بمواجهتهم بشكل متكرر”.
من جانبه، قال الكابتن مارفن سكوت، الضابط القائد للجناح الجوي 3 لحاملة الطائرات: “لقد حاولوا استهداف قوات التحالف والقوات الأمريكية من خلال هجمات أسراب، باستخدام طائرات بدون طيار متعددة، وباستخدام صواريخ كروز باليستية متعددة مضادة للسفن”، مضيفاً: “يمكنهم ذلك، ولكننا مستعدون لأي شيء قد يعترض طريقنا”.
كما تحدث الكابتن جيمس هادلستون، نائب قائد الجناح الجوي 3 لحاملة الطائرات، والذي يقوم بانتظام بمهام فوق البحر الأحمر واليمن، عن الارتباك والمخاطر التي يواجهونها أثناء هجمات الحوثيين، بقوله: “هذا ليس بالضبط المكان الذي توقعنا أن نكون فيه في هذا الانتشار”. موضحاً: “عندما تقوم بشيء ما للمرة الأولى في منطقة ما، فإن ذلك لا يخلو من المخاطر، لكننا تمكنا من إدارة هذا الخطر على مجموعتنا الهجومية وطاقمنا الجوي من خلال إدارة القوة القتالية”.
الطاقم الموجود على متن المدمرة الأمريكية USS Gravely في البحر الأحمر يمثل رأس الرمح ضد صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار، وغالباً ما يكون لدى البحارة ثوانٍ فقط للرد على صاروخ متجه نحو الداخل، حيث قال الملازم البحري جي جي جيمس رودني، الذي يعمل في مركز المعلومات القتالية في غرافيلي: “يمكن أن يكون لدينا ثوانٍ، أو يمكن أن يكون لدينا دقائق، لن أقول أكثر من دقائق”.
وأكد أنه رغم تجهيز البارجة Gravely بصواريخ توماهوك بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى أهداف داخل اليمن، والتي تنشر صواريخها المضادة للطائرات على نطاقات أقرب مع اقتراب صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار، إلا أنه في الشهر الماضي، “اقترب صاروخ حوثي من البارجة لدرجة أنه كان عليها استخدام خط دفاعها الأخير، المعروف باسم الكتائب، لإسقاطه”، مشيراً إلى أنه “يجري الآن التحقيق في هذا الحادث”.
وكانت هجمات الحوثيين بلا هوادة لدرجة أن حاملة الطائرات “آيكي” والمدمرات المنتشرة في مكان قريب لم تقم بزيارة الميناء منذ أشهر، وهو أمر غير معتاد إلى حد كبير. وقال البحارة إن البيئة مرهقة، لكنها ساعدت في القيام بالمهمة، حسب شبكة “سي إن إن”.
مايكل زيتو، الذي يساعد في تشغيل المدافع وأنظمة الأسلحة الأخرى على متن السفينة، قال: “بالتأكيد ليس ما توقعناه، أن نكون هنا، كنا نتوقع أن يكون نشرنا أكثر استرخاءً وهدوءاً، ولكن هذا هو ما كنا نتدرب عليه باستمرار، يوماً بعد يوم لسنوات، ونحن مستعدون لأي شيء آخر. سنفعل ما يجب القيام به”.