يمن ايكو
أخبار

أمريكا وحيدة: مواقف دول العالم من الهجمات على اليمن

يمن إيكو| خاص:

كشفت ردود الفعل الإقليمية والدولية على الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فجر يوم الجمعة على محافظات يمنية، عن افتقار التحرك الأمريكي البريطاني للدعم الدولي، حيث استنكرت العديد من الدول الضربات فيما رفضت ثلاث أوروبية حليفة لواشنطن التوقيع على بيان مشترك لتبرير استهدف اليمن، الأمر الذي أكد فشل الولايات المتحدة وبريطانيا في ترويج رواية “خطر الحوثيين على التجارة الدولية”.

المؤيدون:
ودافعت أمريكا وبريطانيا عن الضربات حيث قالت السفيرة البريطانية في مجلس الأمن إنه “تم اتخاذ بعض التدابير اللازمة والمحدودة من أجل الدفاع عن أنفسنا بالتعاون مع الولايات المتحدة”، وقالت إن الاستهداف طال “منشآت عسكرية يستخدمها المتمردون الحوثيون”.

وقالت السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن إن “الضربات جاءت بهدف عرقلة وتقليل قدرات الحوثيين على مواصلة الهجمات غير المسؤولة ضد السفن والسفن التجارية التي تمر بالبحر الأحمر”.

ووقعت هذه الدول بالإضافة إلى ألمانيا والدنمارك ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، على بيان مشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا يؤيد الضربات.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، إن الإمارات “تعرب عن قلقها البالغ من تداعيات الاعتداءات على الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر” وهو ما اعتبره مراقبون تأييدا ضمنيا للهجمات الأمريكية البريطانية.

إدانات وتحفظات:
وقالت وكالة رويترز في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” اليوم السبت، إن إيطاليا وفرنسا وإسبانيا رفضت المشاركة في الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين “ورفضت حتى التوقيع على بيان يسوغ الهجوم أصدرته عشر دول”.

ومع ذلك فقد أصدرت الحكومتين الفرنسية والإيطالية بيانين رصدهما موقع “يمن إيكو” أكدا دعم الضربات.

وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجاريتا روبليس في تصريحات صحفية تابعها “يمن إيكو” إن “مدريد لم تنضم إلى العمل العسكري في البحر الأحمر لأنها تريد تعزيز السلام في المنطقة”.

وأضافت: “يتعين على كل دولة تقديم تفسيرات لأفعالها. وستظل إسبانيا ملتزمة دائما بالسلام والحوار”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في تصريحات تابعها “يمن إيكو” إن موسكو “تدين بشدة هذه التصرفات غير المسؤولة من جانب الولايات المتحدة وحلفاءها، وأضافت: “لقد تأكدت مخاوفنا من موقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي بشأن البحر الأحمر وأنها مجرد ذريعة للقيام بالمزيد من تصعيد حالة التوتر في المنطقة”.

ووصف مندوب روسيا، فاسيلي نيبنزيا، الهجمات “بالعدوان العسكري من مجموعة من الدول على دولة أخرى، وهي اليمن، استخدمت فيه الغواصات والسفن العسكرية والطائرات”، وقال إنه “لا علاقة لهذه الهجمات بالدفاع عن النفس” لافتا إلى أن ما يحدث في اليمن ومرتبط بـ”التدمير الذي تقوم به إسرائيل والقصف ضد قطاع غزة منذ أزيد من ثلاثة أشهر”.

وأضاف: “إن عمل الحلف ينتهك المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة” مذكرا بأن “حرية الملاحة تخضع لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، وإذا ما انتهكت هذه الاتفاقية، فإنها تنص على بدء المفاوضات مع من يقوم بانتهاكها، وتنصّ على مسألة التحكيم من طريق المحاكم الدولية، بما فيها تلك الخاصة بقانون البحار”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، إن بكين “تدعو جميع الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس، لمنع الصراع من التوسع” وأضافت: “نحن مستعدون للتواصل مع جميع الأطراف وتهدئة التوترات من أجل الحفاظ بشكل مشترك على أمن الممر المائي الدولي”.

وقال مندوب الصين في مجلس الأمن إن ” العملية العسكرية التي قامت بها أمريكا وبريطانيا في اليمن من شأنها تقويض عملية السلام هناك” وإن “آخر ما تحتاجه المنطقة هو المغامرات العسكرية المستهترة والمطلوب الحوار والتشاور والتهدئة”.

وقال وزير خارجية كوبا برونو رودريغيز في تدوينة على منصة إكس رصدها موقع يمن إيكو: ” ندين الهجمات العسكرية المخالفة للقانون الدولي من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في اليمن” وأضاف أن “أفعال من هذا القبيل تشجع الإبادة الجماعية في غزة” و “نكرر دعوتنا إلى وقف إطلاق النار الفوري في القطاع الفلسطيني”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في تصريحات رصدها موقع يمن إيكو: “ندين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على عدة مدن في اليمن”، وأضاف “نعتبر هذه الهجمات انتهاكا صارخا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، وخرقا للقوانين الدولية”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات تابعها “يمن إيكو” بخصوص الضربات إنه: “لم يكن هناك إجراءات متناسبة، تم استخدام القوة بشكل غير متكافئ. إسرائيل تفعل الشيء نفسه في فلسطين، وقد اتخذت بريطانيا وأمريكا خطوة في هذا الاتجاه، إنهم يسعون الآن إلى تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة من الدماء”.

وقالت وزارة خارجية سلطنة عمان في بيان رصده يمن إيكو إن عمان “تتابع وبقلق بالغ تطورات القصف الأمريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة ولا يمكنها إلا أن تستنكر اللجوء لهذا العمل العسكري من قبل دول صديقة، بينما تتمادى إسرائيل في قصفها وحربها الغاشمة وحصارها لقطاع غزة دون حساب أو عقاب”.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان رصده يمن إيكو إن الضربات الأمريكية البريطانية تمثل “عدوانا على الشعب اليمني، وتهدد الأمن في منطقة البحر الأحمر” وأضافت أن “سوريا تعتبر أن العدوان الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية إنما هو محاولة يائسة لحرف أنظار الرأي العام العالمي عما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، كما يؤكد مرة أخرى على أن واشنطن شريك كامل في العدوان الإسرائيلي”.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان رصده يمن إيكو: “ندين العدوان على اليمن وسيادته، ونرى أن توسيع دائرة الاستهدافات لا يمثل حلاً للمشكلة، وإنما سيدفع لاتساع نطاق الحرب” مضيفة أن “الحل يكمن في أن يمارس مجلس الأمن الدولي مسؤولياته، وأن يصدر قرارا يوقف فيه الحرب العدوانية والوحشية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وقالت مصر في بيان للخارجية رصده موقع يمن إيكو إنها تعرب عن “عن قلقها البالغ على إثر تصاعد العمليات العسكرية في منطقة البحر الأحمر، والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق داخل اليمن”، ودعت إلى “ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر” وإلى “الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين، لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين”.

وأعرب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية عن قلق الجزائر وأسفها جراء القصف الأمريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية، مشيرة إلى أن “هذا التصعيد الخطير سيؤدي إلى تقويض الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة ودول المنطقة من أجل إيجاد حل للصراع في اليمن”.

وأضافت أن “مسألة الأمن البحري في البحر الأحمر لا يمكن معالجتها بتجاهل الرابط الواضح الذي يراه الجميع بين هجمات الحوثيين على السفن التجارية وما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من مجازر في قطاع غزة منذ 3 أشهر وما أثاره هذا العدوان الظالم من مشاعر في العالمين العربي والإسلامي بسبب القصف العشوائي للسكان المدنيين الأبرياء”.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قوله إن “الأردن يتابع بقلق تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، وانعكاسات ذلك على الأمن الإقليمي بشكل عام”.

وقالت السعودية في بيان لوزارة الخارجية رصده يمن إيكو إنها “تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في اليمن” ودعت إلى “ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث”.

وقالت وزارة الخارجية الكويتية إن الكويت “تتابع بقلق واهتمام بالغين تطورات الأحداث في منطقة البحر الأحمر إثر الهجمات التي شُنّت واستهدفت مواقع في اليمن” ودعت إلى “أهمية خفض التصعيد وبشكل فوري وتغليب صوت العقل درءا لأي أخطار قد تهدد حرية الملاحة في المنطقة التي تعتمد عليها معظم دول العالم”.

ومن خلال جملة ردود الفعل أعلاه يتضح بجلاء أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تنجحا في إقناع المنطقة والعالم بتأييد الهجوم العسكري على اليمن، فإلى جانب الإدانات الواضحة للضربات، أبدت معظم الدول قلقا واضحا من أن هذه الضربات تدفع نحو تصعيد كبير في المنطقة، وهو ما يمثل نتيجة معاكسة تماما لما تقول الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما تسعيان إليه.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ردود الفعل أعلاه تكشف وبوضوح أن مسألة الخطر على الملاحة الدولية والذي تستخدمه الولايات المتحدة وبريطانيا كعنوان رئيسي للهجوم على اليمن، لم يكن في الواقع موجودا، بل إن مخاوف دول العالم على الملاحة تفاقمت الآن بشكل واضح بسبب الضربات الأمريكية البريطانية، وبدت هذه المخاوف أكبر بكثير مما كانت عليه قبل الهجوم.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً