يمن إيكو| أخبار:
قرر 58 يمنياً رفع دعاوى قضائية في فرنسا، بعد نشر سلسلة تحقيقات في صحيفتا “ماريان” و”لوبس” الفرنسيتين، كشفت عن خطورة التلوث الذي تسببه شركة “توتال” النفطية في اليمن.
وذكرت صحيفة “ماريان”، اليوم الثلاثاء، أن المدَّعين اليمنيين الذين يمثلهم محامون فرنسيون، يأملون في إلزام شركة “توتال” المتعددة الجنسيات لإصلاح حجم الأضرار القاتلة التي لحقت بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، حيث كانت تعمل الشركة.
وأضافت الصحيفة أن شركة “توتال” تخضع لإجراءات موجزة، لإجبارها على تقديم أرشيف أعمالها في اليمن، حيث يمكن أن يفيد المدَّعين اليمنيين مع محاميهم لتحميل شركة النفط العملاقة مسؤولية التعويض.
وأكدت الصحيفة أن التقارير التي نشرتها بشأن التلوث الذي سببته “توتال” في حضرموت، سيكون له بالتالي عواقب قانونية في فرنسا.
يشار إلى أن تحقيق صحافي نشره موقع صحيفة “لوبس” الفرنسية، في إبريل الماضي، اتهم شركة “توتال” الفرنسية بالتورط في انتهاك قوانين البيئة وصحة الآلاف من اليمنيين، من خلال إلقاء آلاف الأطنان من المواد الكيميائية السامة في المياه بمحيط المناطق التي تعمل فيها.
وقال التحقيق: “إن شركة توتال استغلت عملها في حوض نفطي شرق اليمن منذ عشرين عاماً، ودفنت خلالها ملايين اللترات من المياه السامة، والنفط وتقنيات التشغيل غير القياسية.
وأكد أن شركة توتال لوثت- بتجاهلها إعادة تدوير النفايات السامة- الأنهار والمياه الجوفية والأراضي الزراعية، مما تسبب في مرض خطير بين السكان المحليين، ولم تبلغ عن تسربات وانسكابات كيماوية، منتهكة بذلك قوانين البيئة في البلاد.
ووصف معد التحقيق- الذي اطلع في زياراته الميدانية على عشرات الوثائق وقابل عدداً من المسؤولين اليمنيين- ما يجري هناك بالموت الذي يطال الأرض والحيوانات والبشر، جراء تسرب مواد كيميائية، وتلوث الهواء، وتأثر المناطق المحيطة.
وفي مايو من العام المنصرم حمَّلت المنظمة البيئية الدولية “غرينبيس”، شركات النفط العالمية التي تكتفي بجني الأرباح، مسؤولية تعرض الشعب اليمني ومنطقة البحر الأحمر للخطر، لعدم مشاركتها في حل أزمة الناقلة النفطية صافر العائمة قبالة سواحل الحديدة غرب اليمن.
وأوضحت المنظمة أن تلك الشركات لم تقدم أي مساهمة في التمويل اللازم لخطة الأمم المتحدة العاجلة من أجل إزالة النفط من خزان الناقلة “صافر”؛ تجنباً لحدوث كارثة بيئية ومنع حدوث انسكاب نفطي كبير، بالرغم من إعلان شركات النفط هذا العام عن تحقيق أرباح قياسية.
وأشارت إلى أن الشركات الأجنبية العملاقة مثل “إكسون-موبيل” و” أو أم في” و “أوكسيدنتال بتروليوم (أوكسي)” و “توتال إنرجيز” وغيرها، كانت لسنواتٍ عديدة، تستغل موارد اليمن النفطية باستخدام الناقلة “صافر” وتحقق أرباحاً على حساب المجتمعات المهمشة، التي تعاني بما يكفي في الأساس، حسب قولها.
جاء ذلك في عريضة نشرتها على موقعها الرسمي داعيةً فيها المجتمع الدولي إلى التوقيع عليها لإخبار شركات النفط العالمية بأنها من أكبر الملوثين، وأن عليها تحمل المسؤولية الأخلاقية ومسؤولية أي أثر إنساني وبيئي يمكن أن يقع على الشعب اليمني.