يمن إيكو| خاص:
تشهد ردود أفعال بعض شركات الشحن العالمية على عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر ارتباكا واضحا، حيث أعلنت شركة “ميرسك” الدنماركية عدة مرات عن تعليق واستئناف عمليات عبور سفنها من قناة السويس، فيما تصر شركة سي إم إيه الفرنسية على مواصلة عبور سفنها في البحر الأحمر برغم تعرض إحداها اليوم لهجوم، الأمر الذي يلقي بظلاله على تأثير التدخلات الأمريكية في حركة هذه الشركات، حيث جاء تعليق وعودة حركة هذه الشركات متأثرا بالتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة في البحر الأحمر.
وقالت شركة “ميرسك” الدنماركية العملاقة في وقت متأخر يوم الثلاثاء، إنها ستواصل تعليق عبور سفنها في البحر الأحمر حتى إشعار آخر، بحسب تصريح رصده موقع “يمن إيكو”.
وقبل يومين من هذه الإعلان كانت الشركة التي تحتل المرتبة الثانية عالميا في مجال الشحن البحري، قد أعلنت أنها ستوقف عبور سفنها في البحر الأحمر لمدة 48 ساعة بعد تعرض سفينة “ميرسك هانغزو” لهجوم أعلنت قوات صنعاء عن تنفيذه.
وقبل ذلك في 24 ديسمبر، كانت الشركة قد أعلنت أنها ستستأنف تسيير سفنها في البحر الأحمر بعد تعليق لعدة أيام بسبب الهجمات في البحر الأحمر، وقالت إن قرار الاستئناف جاء “بعد تلقي تأكيدات بأن المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات المعلن عنها مسبقا (تحالف حارس الازدهار) قد تأسست ونُشرت للسماح للتجارة البحرية بالمرور عبر البحر الأحمر خليج عدن والعودة مرة أخرى لاستخدام قناة السويس كبوابة بين آسيا وأوروبا” بحسب بيان رصده “يمن إيكو” وقتها، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة قد طلبت من الشركة استئناف حركتها تحت حماية التحالف البحري، الذي لم يستطع لاحقا أن يمنع تعرض سفينة “ميرسك هانغزو” للهجوم!
وبالرغم من التعليق الأخير لعملياتها فقد أظهر جدول رحلات “ميرسك” هذا الأسبوع أن الشركة لا زالت تخطط لعبور 30 سفينة عبر البحر الأحمر، وتعليق عبور 17 سفينة منها، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”، وهو ما يكشف عن ارتباك واضح في خطط الشحن.
ويشير ذلك إلى أن تدخل الولايات المتحدة وتحالفها في قرارات شركة “ميرسك” قد أثر بشكل واضح على حركتها وسياستها للشحن عبر البحر الأحمر، وربما كان من أسباب تعرض سفينتها “هانغزو” للهجوم، لأن الشركة تجاهلت تحذيرات قوات صنعاء عندما قررت تسيير هذه السفينة، بناء على تأكيدات التحالف الأمريكي.
هذا ما أكده أيضا موقع شركة “فرايت ويفز” المختصة في بيانات سلاسل التوريد، حيث نشر اليوم تقريرا رصده يمن إيكو جاء فيه أن “شركة ميرسك، ثاني أكبر شركة شحن في العالم، راهنت على القوة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة، تحت اسم (عملية حارس الرخاء)، للسماح بالمرور الآمن عبر البحر الأحمر، وقد فشل ذلك الرهان”.
من جهة أخرى يبدو أن شركة “سي إم إيه” الفرنسية، تراهن هي الأخرى على التحالف الأمريكي، متجاهلة استمرار هجمات قوات صنعاء التي طالت اليوم سفينة تابعة للشركة، وهي سفينة ” سي إم أي سي جي إم تَيج”.
وبرغم أن قوات صنعاء أعلنت استهداف السفينة، وهو ما أكدته شركة “آمبري” البريطانية للأمن البحري أيضا، فإن وكالة رويترز قالت إن متحدث باسم الشركة “نفى استهداف السفينة” وهو ما ينسجم مع رواية القيادة المركزية الأمريكية التي قالت في بيان رصده يمن إيكو اليوم إن “صاروخين باليستيين مضادين للسفن انطلقا من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن باتجاه جنوب البحر الأحمر، وأبلغت العديد من السفن التجارية في المنطقة عن تأثير الصواريخ في المياه المحيطة على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي ضرر”.
وكانت الشركة أعلنت يوم 26 ديسمبر، بعد أسبوع من إعلان تشكيل التحالف الأمريكي في البحر الأحمر، أنها “ستزيد عدد السفن التي تعبر قناة السويس تدريجيا بناء على تقييم مفصل للمشهد الأمني وإلى التزامنا بأمن وسلامة البحارة”.
هذا الموقف من الشركة، ورد فعلها الهادئ على إعلان استهداف إحدى سفنها، يثير التساؤل، لأن معظم الشركات الكبرى لا زلت تؤكد استمرار تعليق حركتها في البحر الأحمر، بسبب استمرار الهجمات، بالرغم من إعلان تشكيل التحالف الأمريكي، وهو ما يعني أن الشركة الفرنسية تثق بحماية هذا التحالف، برغم استمرار الهجمات، وهو ما قد يحمل مخاطر على سفن الشركة، كما حدث في هجوم اليوم الأربعاء.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تحاول التدخل في حركة شركات الشحن بالبحر الأحمر من حيث تعليق عبور السفن أو استئنافها، وتخاطر بتعرض هذه الشركات للمزيد من الهجمات على سفنها المتوجهة لإسرائيل، من أجل دعم شرعية التحالف البحري وحشد المزيد من الدعم الدولي لعملياته.