يمن ايكو
أخبار

ما هي أسباب امتناع السعودية والإمارات عن الانضمام رسميا للعملية الأمريكية في البحر الأحمر؟

يمن إيكو| أخبار:

قالت وكالة رويترز إن غياب السعودية والإمارات عن قوة المهام المشتركة التي شكلتها الولايات المتحدة في البحر الأحمر لمواجهة هجمات قوات صنعاء ضد السفن المتوجهة إلى إسرائيل، يعود لعدة أسباب أبرزها الخشية من تعريض جهود إنهاء الحرب في اليمن للخطر، واندلاع تصعيد يعرض منشآت الدولتين لهجمات جديدة من قوات صنعاء، وهو ما يؤكد صحة تقارير سابقة نشرها موقع “يمن إيكو”.

وقالت رويترز في تقرير نشرته يوم الأربعاء ورصده موقع “يمن إيكو” إن “السبب الرئيسي لغياب السعودية والإمارات فيما يبدو (عن القوة المشتركة) هو قلقهما من أن تنتقص المشاركة من هدف استراتيجي طويل الأمد يتمثل في نفض يديهما من حرب عبثية في اليمن ونزاع مدمر مع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين” حسب تعبير الوكالة.

ونقل التقرير عن “مصدرين مطلعين في الخليج” قولهما إن “الغياب السعودي والإماراتي كان بسبب رغبتهما في تجنب تصعيد التوترات مع إيران أو تعريض جهود السلام في اليمن للخطر من خلال الانضمام إلى أي عمل بحري”.

وأضافت الوكالة أن “السعوديين يريدون إنهاء حربهم الدائرة منذ نحو تسع سنوات في اليمن والتي تحولت إلى مأزق أضر بسمعتهم وتسبب في زعزعة الأمن من خلال هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة على مطارات ومحطات طاقة”.

وذكر التقرير أنه “بالرغم من أن الإمارات سحبت الكثير من قواتها في اليمن في عام 2020 لكن السلام هناك مازال مهما لها، وما زالت الإمارات تدعم جماعات في اليمن، وقد استهدف الحوثيون عاصمتها أبو ظبي بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ العام الماضي”.

وأضاف أنه “سواء امتنعت السعودية والإمارات عن المشاركة تماما أو اضطلعا بدور في الدهاليز، يريد كلا البلدين تجنب الظهور بمظهر المشاركين في حملة قد تؤدي إلى الإخلال باستراتيجيتهما الإقليمية طويلة الأمد وتحويل الغضب العربي مما يحدث في غزة ضدهما”.

ونقل التقرير عن المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قوله إن “هناك بعض الدول وافقت على المشاركة وعلى أن تكون جزءا من هذا لكن… لها أن تحدد رغبتها في مدى علنية ذلك”، في إشارة إلى احتمالية قيام الدولتين بدور سري في القوة المشتركة.

كما نقلت الوكالة عن السفير الأمريكي السابق لدي اليمن جيرالد فيرستاين قوله إن “الولايات المتحدة ربما لا تكون سعيدة لأن السعودية والإمارات لم تشتركا علنا في قوة المهام”.

وأضاف فيرستاين أنه “لا بد أن البيت الأبيض كان أعمى وأصم وأبكم حتى لا يفهم ما يجري ويُفاجَأ برد الفعل من الجانب السعودي أو الإماراتي”.

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هذا الأسبوع من تل أبيب عن إطلاق عملية مشتركة في البحر الأحمر تحت اسم “حارس الازدهار” لمواجهة الهجمات البحرية لقوات صنعاء، وتضم العملية الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

وكان موقع يمن إيكو قد كشف في تقارير سابقة أن السعودية لا ترغب في الانخراط بأي تحرك أمريكي ضد اليمن، خشية أن يسبب ذلك تصعيدا يؤدي إلى عودة هجمات قوات صنعاء على المنشآت الاقتصادية في المملكة، ويعرقل ما تم التوصل إليه في المفاوضات مع حكومة صنعاء من تفاهمات للخروج من حرب اليمن.

وقد كشفت رويترز في السادس من ديسمبر الجاري أن السعودية وجهت رسالة للأمريكيين طلبت فيها منهم “ضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين ضد السفن لتجنب المزيد من التصعيد”.

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل أيام إن بلاده لا ترى حاجة للمزيد من التصعيد في المنطقة.
وبرغم أن وكالة بلومبيرغ كشفت قبل أيام أن الإمارات كانت تدعم توجيه ضربة عسكرية ضد قوات صنعاء، فإن غياب أبو ظبي عن قوة المهام المشتركة أكد وجود مخاوف لدى الإمارات من تداعيات الانضمام الرسمي والمعلن ورد فعل قوات صنعاء، خصوصا وأن عملية السلام لم تتم بعد في اليمن.

واختلفت الأسباب بالنسبة لمصر حيث كشف مصدر دبلوماسي مصري لـ”يمن إيكو” قبل أيام أن القاهرة تحفظت عن الانضمام للعملية الأمريكية في البحر الأحمر لأنها قلقة من أن وجود دول غير مطلة على البحر الأحمر في هذه العملية يشكل تهديدا لقناة السويس، ويصب في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل فقط.

وتشير تحفظات مصر والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى حقيقة عدم انضمام أي دولة مطلة على البحر الأحمر، في فشل أمريكي في التحشيد لهذه العملية، وهو ما يوضحه انتقاد السفير الأمريكي السابق لدى اليمن للإدارة الأمريكية بخصوص قراءة موقف السعودية والإمارات.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً