يمن ايكو
أخبارتقارير

حرب أشباه الموصلات بين الولايات المتحدة والصين تنتقل إلى اليمن

يمن إيكو| أخبار:
ناقش محافظ حضرموت مبارك بن ماضي، مع وزير النقل عبدالسلام حُميد، واقع وسبل تطوير مؤسسات النقل والمنافذ بالمحافظة.
وفي الاجتماع الذي عقد، اليوم، في ديوان وزارة النقل بعدن، تمت مناقشة التصور الذي قدمه محافظ حضرموت لإنشاء لسان بحري لتصدير الخامات والمنتجات المعدنية بالمحافظة، نظراً لما تتمتع به حضرموت من الثروات المعدنية.
وأكد وزير النقل استعداد الوزارة لتقديم كافة التسهيلات لإنجاح هذا المشروع، بعد رفع الطلب من المحافظة ومؤسسة موانئ البحر العربي والدراسات الخاصة بالمشروع للموافقة عليه مبدئياً، والرفع به لمجلس الوزراء للتصديق عليه.
وأشار الوزير إلى وجود تمويل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بمبلغ 10 ملايين ريال سعودي لتحسين البنية التحتية لميناء الوديعة.
ويأتي التمويل السعودي لإنشاء لسان بحري في حضرموت لتصدير الخامات والمنتجات المعدنية بالمحافظة، بعد مباحثات أجراها محافظ حضرموت، في وقت سابق، مع قيادة الشركة الصينية الاستثمارية “الحصان الأسود” برئاسة مالكها وينق ديجنيق ومديرها العام أشرف عماد، وبحضور مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية المهندس فائز أحمد باصرّة، والتي أفضت إلى توقيع باصرة اتفاقية مع شركة الحصان الأسود للتعدين في خام الرمال السوداء في منطقة السفال بمديرية بروم ميفع، على أن تبدأ الشركة عملها بتحديث مصنع الفصل الأولي للخام واستيراد وتركيب مصنع الفصل المغناطيسي لفرز المعادن الداخلة في خام الرمال السوداء، الذي يعتبر رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة- مثل وادي حجر- وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر، وتتواجد بشكل طبقات وأحزمة متبادلة مع الرمال الشاطئية وتتكون من المعادن الثقيلة، خصوصاً الماجنتيت والألمنيت، وتستغل كخامات للحديد كما تحتوي عادةً نسبة صغيرة من المعادن الاقتصادية كالمونازيت والزريكون وغيره، وكلها معادن يغلب عليها اللون الداكن.
وتستخدم هذه المعادن في صناعة السيراميك وكذلك صناعة الخزف والدهانات، وأيضا صناعة هياكل الطائرات والسيارات وكذلك الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة، أو ما تسمى بأشباه الموصلات التي تعد المكون المسؤول عن تشغيل كل المعدات الإلكترونية، ابتداء من الهواتف المحمولة إلى المعدات العسكرية، وهي محور نزاع مرير بين أكبر اقتصادين في العالم.
الولايات المتحدة اتخذت خطوات لتقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا التي تخشى أن يتم استخدامها في الأغراض العسكرية، مثل الرقائق المستخدمة في الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت في أكتوبر الماضي أنها ستفرض تراخيص على الشركات المصدرة للرقائق، التي تستخدم أدوات أو برامج أمريكية، إلى الصين، بغض النظر عن مكان صنعها في العالم.
ورداً على ضوابط التصدير التي فرضتها واشنطن، اتهمت الصين الولايات المتحدة بمحاولة فرض “هيمنة تكنولوجية”، وفي الأشهر الأخيرة، فرضت بكين قيوداً على الشركات الأمريكية المرتبطة بالجيش الأمريكي، مثل شركة الطيران لوكهيد مارتن، كما تسعى الصين إلى الاستحواذ على المعادن التي تستخدم في صناعة أشباه الموصلات، على غرار اتفاقية التعدين التي عقدتها شركة الحصان الأسود الصينية مع الحكومة اليمنية لاستخراج وتعدين الرمال السوداء من محافظة حضرموت.
كما وقعت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع حضرموت على عقد ترخيص استكشاف رقم (2023/1) لشركة جلف كير للتجارة والمقاولات والتعدين وخدمات النفط المحدودة الكويتية، وذاك للعمل الاستكشافي في مجال المعادن الفلزية بمساحة 290 كم مربع بمنطقة وادي مدن بمديرية بروم ميفع.
وكان موقع “يمن إيكو” أجرى بحثاً عن شركة “جلف كير” الكويتية على شبكة الإنترنت، ووجد أن الشركة لا تمتلك موقعاً إلكترونياً على الشبكة العنكبوتية، ولا معلومات متاحة بشأنها في أي موقع مختص بالتجارة، باستثناء موقع دليل كويتي للشركات، والذي ذكر أن الشركة عبارة عن مكتب للتجارة العامة، تأسس نهاية عام 2017، يتمثل نشاطه بالاتجار في جميع المعدات والمستلزمات والأدوات الطبية ولوازمها ومستلزمات لذوي الاحتياجات الخاصة، ولا علاقة لها بأعمال التعدين وخدمات النفط المحدودة.

كما أورد دليل الشركات الكويتي معلومات حول مقر الشركة وعنوانها ورقم التلفون الخاص بها، في حين لم يذكر أي نشاط للشركة في مجال الاستكشافات المعدنية أو النفطية.

وبالربط بين الاتفاقيتين اللتين وقعتهما الحكومة اليمنية مع “الحصان الأسود” الصينية” و”جلف كير” الكويتية، التي اتضح من البحث أنها وهمية، وبين التمويل السعودي لإنشاء ميناء تصدير للخامات وتصدير المعادن في حضرموت، يظهر أن للمسألة علاقة- مباشرة أو غير مباشرة- مع حرب تصنيع أشباه الموصلات القائمة بين أكبر اقتصادين عالميين، الصين وأمريكا، فبموجب دخول السعودية بتمويل إنشاء لسان بحري في حضرموت التي ستنقب الشركة الصينية فيها عن الرمال السوداء التي تُصنع من المعادن المستخرجة منها أشباه الموصلات، وبموجب تبعية السعودية للمحور الأمريكي، ستجد الصين صعوبة بالغة في إخراج ما هو حق لها بموجب اتفاقية التعدين مع الحكومة اليمنية من محافظة حضرموت، على اعتبار أن الحكومة اليمنية موالية للسعودية التي تسيطر على مراكز القرار.

أما الحكومة اليمنية، فكما يرى مراقبون، فهي لا يهمها شيئاً من ذلك الصراع سوى الحصول على عائدات من الاتفاقيات والتصاريح التي توقعها للشركات الاستثمارية الأجنبية- سواء في النفط أو المعادن أو غيرها وسواء كانت حقيقية أو وهمية، لتغطية عجزها المالي والمؤشرات المتلاحقة على إفلاسها.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً