يمن إيكو| متابعات:
تتصاعد يوما بعد آخر الخسائر التي تتكبدها معظم القطاعات الاقتصادية في إسرائيل منذ تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وفي مقدمتها القطاع السياحي الذي مني بخسائر فادحة مع تراجع حركة الطيران من وإلى إسرائيل.
وأظهر تقرير لموقع سكرت فلايت Secret Flights”” المتتبع لرحلات الطيران الدولية، انخفاضاً كبيراً في عدد رحلات الطيران من وإلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، بنسبة 80 % منذ اندلاع الحرب.
وذكر الموقع أن ما معدله 100 رحلة يوميا، تهبط في مطار بن غوريون حالياً، مقارنة بـ 500 رحلة يومية ما قبل طوفان الاقصى.
وتعود معظم الرحلات إلى شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث (العال، أركيا، وإسرائيل)، بالإضافة إلى عدد قليل من الشركات الأجنبية التي تسير رحلاتها إلى المطار -بشكل غير منتظم- منها الاتحاد للطيران الإماراتية، وفلاي دبي، وبلو بيرد (لارنكا وأثينا).
بينما ألغت أكثر من 50 شركة طيران أجنبية رحلاتها بسبب الحرب على غزة، والارتفاع الحاد في أقساط التأمين لشركات الطيران، في حين تستطيع الشركات الإسرائيلية الثلاث مواصلة رحلاتها، لأنها مؤمنة من قبل شركة “إنبال” للتأمين المملوكة للحكومة الإسرائيلية.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن شركات الطيران الإسرائيلية لم تعد تخفي قلقها حيال مستقبل وصفته بالمظلم، مضيفة أن هذه الشركات وجهت انتقادات للمسؤولين بسبب عدم تعويضهم عن الأضرار التي تكبدوها، مؤكدة أن صورة الوضع الآن على الأرض قاتمة، وأن الدولة ستضطر لدفع التعويضات إذا كانت ترغب في تواصل جوي بين إسرائيل والعالم.
وأشارت إلى أن الأزمة في القطاع السياحي لم تقتصر على الجو، بل ألقت بظلالها على السياحة البحرية أيضا، موضحة أن رحلات الكروز (السفن الفخمة التي تسافر عبر المحيطات) من ميناء حيفا توقفت تماماً.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأزمة في مطار بن غوريون تضرب القطاع السياحي في إسرائيل بشكل عام، في وقت بات العاملون في هذا القطاع قلقين حيال إجراءات وزارة المالية التي لا تستجيب لاحتياجاتهم ومطالبهم، وفق تعبير الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحادات مكاتب السفر في إسرائيل كوبي كارني أن قطاع السياحة في إسرائيل يعاني أزمة حادة من المتوقع أن تستمر، خاصة أنها تلت أزمة كورونا، مضيفا أن كل العاملين “سيواجهون ضائقة اقتصادية تضاف إلى تحديات عظيمة نعاني منها في المرحلة الحالية”.
وتطال الأزمة عدداً من المرافق الخدمية المعتمدة على السياحة في إسرائيل كموفري الخدمات الأرضية في المطارات، إضافة إلى منظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين وأصحاب الفنادق وقطاع الضيافة الذين تلقوا ضربة قاسية.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لمكتب منظمي السياحة الداخلية، يوسي فاتال، أن “التحذير من السفر إلى الخارج أمر مخز، وكان يفضل عدم إعلانه، فهو يبدو وكأنه سياسة أكثر من كونه اهتماما بالمواطنين. والأخطر من ذلك هو أن هذا الإعلان يعتبر استسلاما لحماس ورسم صورة النصر لها”.
وتشير أحدث الأرقام إلى تراجع حركة السياحة بإسرائيل خلال أكتوبر الماضي، بنسبة 76% في الوقت الذي كشفت أرقام مكتب الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي في يوليو الماضي (قبل الحرب)، أن 2.11 مليون سائح زار إسرائيل خلال النصف الأول من العام 2023 وبلغ إجمالي ما أنفقوه 3.1 مليار دولار، إلا أن معركة طوفان الأقصى ضاءلت هذه الأرقام بشكل كبير.
المصادر:
يمن إيكو- الجزيرة نت – قناة المخبر الاقتصادي – العربي الجديد