يمن ايكو
أخبارتقارير

رغم غيابها عن المنكوبين: الحكومة اليمنية تطلب دعماً مالياً عاجلاً باسم كارثة إعصار تيج

يمن إيكو| تقارير:

على مدى 48 ساعة ظلت محافظة المهرة تحت تأثير العاصفة المدارية “تيج”، التي تسببت بأمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة نتج عنها سيول جارفة أدت إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة.

وحسب السلطات المحلية في محافظة المهرة، فقد تم تسجيل حالتي وفاة و150 حالة إصابة، إضافة إلى نزوح نحو 10 آلاف شخص في الغيضة وحصوين، المنطقتين الأشد تضرراً من الإعصار، كما تم تسجيل الكثير من الأضرار في البنى التحتية والممتلكات.

المتحدث باسم لجنة الطوارئ في المهرة، محمد الهارب، قال إن 6 أشخاص ما زالوا مفقودين حتى الآن، من مديرية حصوين ومنطقتي تهومة وشحوح في أطراف مدينة الغيضة.

ووفقاً لتلفزيون حضرموت، فقد خرجت محطة الغاز الرئيسة في منطقة حصوين، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في الخط الواصل بين منطقة حصوين – قشن، والخط الدولي الرابط بين حصوين- الغيضة، وقُطعت الطرقات تماماً جراء الأمطار والسيول التي تسببت بجرف أجزاء من الخط الدولي، موضحاً أنه لا توجد حتى الآن إحصائيات دقيقة لحجم الخسائر، بسبب انقطاع الطرق وشبكات الاتصال وخدمة الإنترنت.

وكانت مصادر محلية قالت إن 7 أشخاص من أسرة واحدة قضوا بجرف السيول منزلهم في مديرية حصوين بمحافظة المهرة، ولا تزال عشرات الأسر عالقة في مناطق العبري ومحيفيف وشحوح وحافة السادة وكلشات بمدينة الغيضة، بسبب تواصل الأمطار الغزيزة والرياح العاتية، نتيجة إعصار “تيج” القادم من بحر العرب، وأضافت المصادر أن الإعصار خلف أعداداً من المصابين والمفقودين، كما غرقت أعداد كبيرة من السيارات.

المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر أشار إلى أن سواحل محافظتي المهرة وحضرموت، والمناطق الداخلية منهما، لا تزال تحت تأثير العاصفة المدارية “تيج”، منوهاً في نشرته الطارئة، اليوم الثلاثاء، بأن العاصفة “تيج” قطعت سواحل البلاد في جنوب الغيضة ما بين الساعة الثانية عشرة ليلاً والواحدة قبل فجر اليوم الثلاثاء، بسرعة رياح ما بين 125 و135 كيلو متراً في الساعة وهبّات وصلت إلى 150 كيلومتراً في الساعة.

كما توقع المركز الوطني للأرصاد، تراجع العاصفة المدارية “تيج” إلى منخفض جوي خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أن الرياح ستكون نشطة إلى شديدة تتراوح سرعتها من 20 إلى 50 عقدة على السواحل الشرقية والمناطق المجاورة لها، إضافة إلى انخفاض الرؤية، محذراً من اضطراب البحر والأمواج على السواحل الشرقية وشرق ووسط خليج عدن حيث يتراوح ارتفاع الموج ما بين (3- 6) أمتار.

ولا تزال محافظة المهرة، تشهد منذ صباح اليوم أمطاراً غزيرة مصحوبة برياح شديدة وتدفق للسيول من مختلف الأودية والشعاب نتيجة تأثيرات العاصفة المدارية “تيج” في بحر العرب، التي تسببت في خروج خدمة الاتصالات والإنترنت عن الخدمة نتيجة لتعرض كابل الألياف للأضرار، إضافة الى سقوط عدد من أبراج الاتصالات في عدد من المناطق المحاذية للشريط الساحلي في المحافظة.

ووجهت الجهات المعنية تحذيرات من خطورة تبلغ درجتها القصوى في حركة السير على الطريق الساحلي الرابط بين محافظتي حضرموت والمهرة وصولاً إلى منفذ شحن.

وزارة التخطيط والتعاون الدولي وجّهت- كعادتها- نداء استغاثة للمنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية المعتمدة لدى اليمن، لدعم جهود الحكومة في التصدي لكارثة إعصار “تيج” التي شهدتها محافظة المهرة، وتسببت في هدم بعض المساكن ودمار أعداد هائلة من الممتلكات العامة والخاصة، فضلاً عن تشرد المئات من الأفراد والعائلات إلى العراء.

وذكرت الوزارة في – في بيان اطلع عليه “يمن إيكو”- أن الوضع الكارثي في محافظة المهرة، والذي يحدق بمحافظة أرخبيل سقطرى وساحل حضرموت، الناتج عن الإعصار يمثل بيئة خصبة لنمو المخاطر والكوارث الصحية والبيئية التي تنتشر فيها الأوبئة والأمراض الفتاكة، ويهدد بكارثة صحية تهدد حياة ومعيشة مئات الآلاف من الناس.

اللافت في بيان الوزارة، أنه في وقت أعلن الهلال الأحمر وفرق الطوارئ في محافظة المهرة والجهات المعنية العجز عن الوصول للمتضررين من إعصار “تيج” في بسبب الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة، أعلنت وزارة التخطيط في بيانها أن كل طواقمها على أهبة الاستعداد لتقديم كل التسهيلات وتذليل كل الصعوبات في سبيل تسهيل الوصول بالدعم والمساندة إلى المناطق والفئات المتضررة، وجاء ذلك في سياق مناشدتها من وصفتهم بالشركاء سرعة الاستجابة وتقديم الدعم العاجل بكل صوره وأشكاله لإنقاذ حياة الناس والحيلولة دون تفشي الأمراض والأوبئة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان سيناريو الكارثة التي حلت بمحافظة المهرة في شهر أكتوبر من عام 2018م، حين ضربها الإعصار المداري “لبان”، والذي خلف أضراراً كبيرة وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

حينها، أبدى عدد من المحللين والصحافيين ومسئولي المهرة، امتعاضهم الشديد من خذلان التحالف الذي قالوا إنه أدار ظهره للكارثة التي حلت بالمحافظة، والتي أشاروا إلى أنها أكبر من قدرات الحكومة على مواجهتها، ليعيد المشهد نفسه الآن، فالجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة التخطيط لا تزال غير قادرة على مواجهة الكارثة وإنقاذ العالقين وتعويض المتضررين، لكنها تتقن جيداً توجيه نداءات الاستغاثة، وتستعجل الدعم، الذي سيكون مصيره مشابهاً لما حصلت عليه في 2018م، وتصرفت فيه بطرق غير واضحة، حسب مراقبين، فالمتضررون لم يحصلوا على شيء من التعويضات المعلنة، وفق وسائل إعلام تابعت ذلك المسار حينها، ومن ضمنها مركز صنعاء للدراسات الذي قال إنه تواصل مع مصادر محلية نهاية عام 2018 ذكرت أن المهرة لا تزال تعاني من تضرر الطرق، ولا توجد علامات تذكر على إعادة الإعمار، رغم استجابة المنظمات والمؤسسات الخيرية لنداءات الحكومة التي أعلنت، وقتها، محافظة المهرة منطقة منكوبة، وأعلن بعدها رئيس الحكومة معين عبدالملك، تخصيص ملياري ريال لإعادة الإعمار، بل وأفادت تقارير الوسائل الإعلامية التابعة للحكومة عودة العائلات إلى منازلها مع توقف سقوط الأمطار، قبل أن تبدأ مستويات المياه في الوديان بالانحسار.

وفي شهر سبتمبر الماضي، طالب عدد من أبناء مديريات وادي حضرموت بالكشف عن مصير 700 مليون ريال يمني، قال ناشطون على مواقع التواصل إنها صرفت للسلطة المحلية في مارس الماضي، كتعويضات للمتضررين من السيول في سيئون والقطن وحورة ووادي العين، حسب وثيقة صادرة من وزارة المالية، أظهرت أنها استقطعت 700 مليون ريال من حسابها لتغطية تكاليف إعادة اصلاح الأضرار التي خلفتها سيول الأمطار، لكن الناشطين أكدوا أن السلطات المحلية لم تنفذ أي إصلاحات في منازل المواطنين والأراضي الزراعية والطرقات، الأمر الذي دفع بعدد من المتضررين من أبناء مديرية حورة إلى قطع الطريق أمام ناقلات النفط المتوجهة إلى سيئون عقب نهب المساعدات والتعويضات التي صرفت لهم، وفق وسائل إعلام.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً