خاص – يمن إيكو
حذر باحثون اقتصاديون من مؤشرات اندثار مهنة تربية النحل وإنتاج العسل في اليمن، بسبب ظروف الحرب التي يخوضها التحالف في البلاد منذ ثماني سنوات.
وأكدت دراسة اقتصادية حديثة نشرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن قطاع تربية النحل في اليمن يواجه اليوم تحديات متزايدة، أبرزها توقف تصدير العسل إلى الأسواق الخارجية، وتزايد مخاوف النحالين التقليديين من التغييرات السريعة التي أحدثتها الحرب في قطاع تربية النحل.
وقالت الدراسة الاقتصادية: تسببت الحرب منذ اندلاعها في تغيير خصائص قطاع تربية النحل، من قطاع يهيمن عليه نحالون متمرسون توارثوا قواعد المهنة عن آبائهم، إلى قطاع يشهد إقبالاً متزايداً من العديد من السكان المستجدين في هذا المجال، بما في ذلك الموظفون الحكوميون ممن لم يتلقوا رواتبهم بانتظام منذ سنوات، وسعوا إلى الانخراط في أنشطة جديدة مدرة للدخل للعيش عليها، فضلاً عن النازحين داخلياً ممن لجأوا إلى تربية النحل بعد انتقالهم من المدن إلى المناطق الريفية حيث تتواجد المراعي النحلية.
وأشارت الدراسة إلى صعوبات التنقل بطوائف النحل بين المراعي المختلفة بسبب الألغام الأرضية وانتشار نقاط التفتيش الأمنية؛ وارتفاع أسعار الوقود المنزلي الذي دفع بالمواطنين لاحتطاب أشجار السدر، وتعرض طوائف النحل للتسمم نتيجة حملات الرش بالمبيدات الزراعية.
يشار إلى أن مهنة تربية النحل تنتشر في معظم المحافظات اليمنية، خصوصاً الواقعة في نطاق السيطرة الاسمية لحكومة الرئاسي، وتحتل محافظة حضرموت المرتبة الأولى من حيث كمية إنتاج العسل، تليها شبوة وأبين والحديدة، بسبب تنوّع المراعي النحلية المنتشرة في هذه المحافظات، تبعاً لتنوع طبيعتها الجغرافية بين المرتفعات الجبلية والسهول والوديان والصحارى، وما فيها من تنوع في الغطاء النباتي.