تقرير خاص – يمن إيكو
ورغم هذا الحضور الإعلامي للمشروع، إلا أن هناك من يشير إلى أن الجدوى الاقتصادية له لن تحصل حتى في الظروف الطبيعية، إذ لا يمكن أن تحدث في ظل بيئة غير آمنة بسبب الصراع والأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، كما أن هذا المشروع ليس الوحيد المعلن عنه بهذه التكلفة، ففي مارس 2021م أكد مكتب السياحة في المحافظة العمل على إنشاء ثلاث حدائق عامة بمدينة عتق، بتكلفة استثمارية تقارب 550 مليون ريال بتمويل حكومي وخاص.
وفي يونيو الماضي قال مكتب السياحة في محافظة شبوة: إن أبرز المشاريع السياحية بالمحافظة، خلال عامي 2020 و2022، تمثلت في 24 مشروعاً، منها 6 حدائق ومتنزهات، و14منتجعاً ومنشأة فندقية.
الأهم هو أن مشاريع محافظة شبوة السياحية الكثيرة السابقة لم تظهر، كما أن المعلن عنها الآن لن تظهر كسابقاتها، لتتنفس المجتمعات المحلية، فكل ما لمسه ويلمسه الناس- على وقع الصراعات والنزاعات المسلحة بين فصائل التحالف- هو مزيد من التردي المعيشي والأزمات الخانقة في المشتقات النفطية، حتى في المحافظات النفطية.
محافظة مارب النفطية، لم تكن في منأىً عن مثل هذه المشاريع ذات الكلفة المبالغ فيها، والجدوى التي يتم تسويقها بصورة أكثر مبالغة، والتي انتهت بمجرد وضع حجر الأساس، ففي ديسمبر 2017م افتتحت السلطة المحلية في المحافظة حديقة (مارب لاند) الترفيهية، بكلفة 170 مليون ريال، وتم تزويدها بالعديد من الألعاب الترفيهية الكهربائية والهوائية والبصرية إلى جانب المسبح.
وفي نوفمبر 2020م وضعت السلطة المحلية بالمحافظة حجر الأساس لمشروع منتجع سد مأرب السياحي الترفيهي، بتكلفة إجمالية 4.5 مليون دولار، وهذه هي المشاريع السياحية على سبيل المثال لا الحصر، وفي محافظتي شبوة ومارب فقط.
السؤال المنطقي والأخطر حول هذه المشاريع السياحية التي تحولت إلى مادة شغلت التحالف والحكومة الموالية له، فطال الحديث عنها في السنوات الماضية، هو: هل رأت النور أو هل سترى النور؟ أم أن الهدف من الإعلان الشكلي لتدشينها وافتتاحها وبهذه المبالغ والتكاليف الباهظة، ليست سوى لفت الأنظار عن مجريات استمرار نهب النفط والغاز من حقول محافظتي شبوة ومارب.؟