تقرير خاص-يمن ايكو
احتلت اليمن المركز الأخير 172 في المؤشر العالمي للجاهزية الحكومية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لعام 2020 مقارنة بالمركز 152 في مؤشر العام 2019 والذي شمل 194دولة.
ويقيس المؤشر الصادر عن مؤسسة الاستشارات “أوكسفورد انسايتس” في بريطانيا، مدى استعداد الحكومات في العالم لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة لمواطنيها.
واليمن، بلد شرق أوسطي، منهك بالحرب والحصار منذ سبعة أعوام، ولا أمل، حتى اللحظة، أن يقرر تحالف عربي دولي تقوده الرياض وأبو ظبي، إيقاف حربه التي قتلت وجرحت عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين، وأوصلت أكثر من 80 في المئة من مجموع السكان البالغ عددهم 30مليون تقريبا، للاعتماد على مساعدات ومعونات الإغاثة، بعد أن فقدوا مصادر دخولهم ووظائفهم وانقطعت رواتبهم.
ويعكس مؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي، مدى التأثيرات التي تركتها الحرب على معظم البنى المؤسسية الرسمية في اليمن، حيث انقسمت المؤسسات لحساب حكومتين، إحداهما في صنعاء وأخرى في عدن، ونجمت آثار مدمرة عن الانقسام في المؤسسات المالية والاقتصادية بوجه خاص. فقد انقطعت رواتب الموظفين العموميين، وانهارت العملة الوطنية، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وتعطلت الخدمات الأساسية.
في عام 2017، أصدرت مؤسسة أكسفورد إنستايتس ( (Oxford Insights أول مؤشر للجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي في العالم ، للإجابة على السؤال: ما مدى وضع الحكومات الوطنية في وضع جيد للاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي في عملياتها وتقديم الخدمات العامة؟ وتسعى النتائج إلى تحديد القدرة الحالية للحكومات على استغلال الإمكانات الابتكارية للذكاء الاصطناعي.
تقول المؤسسة، إن الغرض من تقييم وتسجيل مدى استعداد الحكومات للذكاء الاصطناعي، ليس خلق أو تأجيج سباق عالمي للذكاء الاصطناعي، وأنها عوضا عن ذلك، تساعد صانعي السياسات في كل مكان، على رؤية المكان الذي يؤدون فيه أداءً جيدًا، وفي المجالات التي قد يرغبون في توجيه انتباههم إليها في المستقبل.
وتضيف: “يقترب عصر الذكاء الاصطناعي، ومساهمتنا المقصودة، من خلال المؤشر، هي تشجيع جميع الحكومات – سواء في شمال الكرة الأرضية أو الجنوب – على الاستعداد قدر الإمكان لمساعدة مواطنيها على الاستفادة من مزايا الأتمتة، مع توفير الحماية. لهم من المخاطر المرتبطة بها”.
أظهرت نتائج المؤشر للعام 2020 تصدر أميركا المرتبة الأولى، بينما تراجعت سنغافورة إلى المرتبة السادسة، بعد أن كانت احتلت المركز الأول في مؤشر العام 2019.
وطبقا لتقرير المؤشر، تم تطبيق منهجية قياس مدى استعداد الحكومات لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ارتكازاً على 3 محاور رئيسية، و33 مؤشراً، أبرزها وجود استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وقوانين حماية البيانات والخصوصية، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات الرقمية، والبنية التحتية للاتصالات، وتوافر المهارات الرقمية، وثقافة ريادة الأعمال.
في العام 2014، أنشأت اليمن قِسما للذكاء الاصطناعي بوزارة التربية والتعليم، ولا تزال ريم حميد، التي ترأس القسم، تكافح دون جدوى، لإدخال معارف الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية الأساسية.
وترى حُميد- التي عُرف عنها مشاركاتها الفردية في مسابقات عربية وعالمية في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي- أنه “بالضرورة توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع، وعدم فصله عن بيئته”. وقالت في تصريحات صحفية سابقة، إن هذا ما تقوم به من خلال مساعدة طلبة الأقسام العلمية والتكنولوجية في كليات الهندسة بجامعة عدن والجامعات الأهلية الأخرى، في تقديم مشاريع تخرج تخدم المجتمع”.
وبدأت جامعة الرازي غير الحكومية، ومقرها صنعاء، العام الماضي، التدريس في تخصص الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والشيكات، منذ العام الماضي 2020. وأوضحت الجامعة، على موقعها الإلكتروني، إنها تهدف إلى التأهيل بدرجة عالية في هذه المجالات، بما يتوافق مع معايير الاعتماد الأكاديمي والجودة، وتنمية القدرات البحثية لدى الطلاب والطالبات، للإعداد للدراسة العليا في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والشبكات، وتعزيز فرصهم التنافسية في سوق العمل.
وأحرزت اليمن المركز الثامن في بطولة First Global 2020 ) ) العالمية الافتراضية لعلوم الروبوت والذكاء الاصطناعي، بمشاركة 176 دولة من مختلف قارات العالم، شارك فيها ثمانية طلاب من مؤسسات تعليمية في عدن وحضرموت.
ضاعفت جائحة كورونا من “الأهمية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي للحكومات في جميع أنحاء العالم، وصارت تقنياته أكثر ضرورة من أي وقت مضى. فمن شركات الأدوية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تطوير عقاقير وعلاجات جديدة، إلى استخدامه للمساعدة في تتبع جهات الاتصال باستخدام الهاتف المحمول، وبيانات تحديد الموقع الجغرافي. كما ساعدت التقنيات الجديدة الحكومات في إدارة الوباء، وقد تلعب دوراً جيداً في سيتبع الانتعاش الاقتصادي”.
وتوقع المؤشر العالمي للجاهزية الحكومية، أن تضيف تقنيات الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار أمريكي إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. وكما هو متوقع، فإن حكومات بلدان الشمال العالمي في وضع أفضل للاستفادة من هذه المكاسب من تلك الموجودة في جنوب الكرة الأرضية. وبالتالي، هناك خطر أن تتخلف البلدان في الجنوب العالمي عن الركب بسبب ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة. ولن تجني الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي فحسب، بل هناك أيضا خطر أن يؤدي التنفيذ غير المتكافئ إلى توسيع التفاوتات العالمية، وفق تحليل المؤشر العالمي نفسه.
وحذر المؤشر من عدم المساواة في جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، إلى عدم المساواة في تنفيذ الذكاء الاصطناعي، موضحا أنه إذا تم ترجمة ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى ترسيخ عدم المساواة الاقتصادية، وترك مليارات المواطنين في جميع أنحاء جنوب الكرة الأرضية مع خدمات عامة ذات جودة أسوأ. كما نبه الحكومات في جميع أنحاء جنوب الكرة الأرضية إلى أهمية بناء استعدادهم للذكاء الاصطناعي.
ويتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تغيير الطريقة التي تقدم بها الحكومات في جميع أنحاء العالم الخدمات العامة، وفي المقابل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين تجربة المواطنين بشكل كبير في الحكومة. كما أن القيام فعليا بتطبيق الذكاء الاصطناعي يحقق تحسين الكفاءة، وتوفير الوقت والمال، وتقديم خدمات عامة ذات جودة عالية.