يمن إيكو|تقرير:
أكد ناشطون إعلاميون تحركاً أمنياً تقوده إدارة أمن العاصمة صنعاء لضبط محتالي شركة “كيونت” الوهمية، وتجميد حسابات المتهمين بالضلوع في عمليات النصب والاحتيال، كاشفين عن تفاصيل ومجريات الاحتيال التي اتبعتها الشركة للإيقاع بالضحايا- التي أكثرها من النساء- لتوسيع شبكتها الاحتيالية بطرق ابتزازية وانتهازية تقضي على كل مدخرات الضحايا وصولاً إلى بيع المنازل.
وتداول ناشطون إعلاميون وثيقة رسمية صادرة عن مباحث إدارة أمن العاصمة صنعاء، موجهة إلى وكيل نيابة الأمن والبحث، طالبته بضرورة التخاطب مع وحدة المعلومات بالبنك المركزي بموافاتها بكشف الحسابات والحوالات الصادرة والواردة الداخلية والخارجية للأسماء التي أثبتت التحقيقات ضلوعهم في العملية، وذلك خلال الفترة (1 يناير 2023-13 يناير 2025)، وهم:
محمد عبد الله حسین ناصر
حمادة عبد الخالق علي محمد عبد الله
هشام علي محمد الجنيد
علي نجاة رضا رضا
ربيع عدنان عبد الله عثمان نعمان
أيمن علي محمد الدالي
وحسب الوثيقة، فإن تقرير قسم مكافحة جرائم السرقات رقم (٤٨٢) الصادر بتاريخ السبت 14 يناير 2025م أشار إلى أن محاضر جمع الاستدلالات في وقائع النصب والاحتيال على عدد من الأشخاص تحت مسمى شركة كيونتNET كشفت أنهم ممثلون مستقلون مقابل الحصول على أرباح وذلك من خلال قيامهم بإرسال مبالغ بعملة الدولار إلى عدد من الأشخاص الذين أصبحوا عملياً جزءاً من شبكة الاحتيال.
وحسب المحاضر، فإن هؤلاء الأشخاص يتولون استقطاب ضحايا آخرين للشركة، كشرط أساسي للحصول على أرباح والتي يسبقها بتحويل مبلغ أكثر من ألفين وثلاثمائة دولار وأكثر إلى ما يقارب ثلاثة آلاف دولار للشخص الواحد، وتحويلها على الأسماء التي يتم إعطاؤها للضحايا عبر الموقع الإلكتروني ورابط الواتساب التي تم إرسال استمارات البيانات والمصادقة عليها من قبل الضحية إلكترونياً، وإرسال كود خاص بكل ضحية يتم الدخول عبره.
وبيّنت المحاضر أن الضحايا لا يستطيعون استرداد أموالهم، عبر تلك المنصة، بعد تنفيذ إجراءات وأوامر التحويل، مؤكدة أنها تعد إحدى منصات النصب والاحتيال الإلكتروني والموقوف على ذمتها المتهم “محمد عبد الله حسین ناصر”.
تحويل المبالغ إلى جهات خارجية
وقال الناشط والإعلامي الاقتصادي علي أحمد التويتي، في منشور على حسابه “فيسبوك”، رصده موقع “يمن إيكو”، تعليقاً على هذا التحرك الأمني: لقد حذرت من هذه الشركة منذ سبعة شهور، مؤكداً أن هناك ضحايا كثر وقعوا في حبالها خلال فترة الأشهر السبعة وأن الاستهداف للضحايا استمر إلى قبل أيام.
وأوضح أن كل المبالغ التي تم النصب على اليمنيين باسم شركة “كيونت” تم تحويلها إلى تركيا واستلمها ابن ناشطة يمنية مشهورة في تركيا، حسب معلومات قال إنه تحصل عليها، مشيراً إلى أن الضحايا بالمئات ممن وصفهم بالمساكين الذين تكبدوا ملايين الدولارات في عمليات النصب والاحتيال التي مارسها مالكو شركة “كيونت” الوهمية.
واعتبر التويتي التحرك الأمني خطوة إيجابية لحماية الناس من المحتالين الذين يَسرحون ويمرحون ويعتقدون أنهم في مأمن من العقوبات والقانون، مشيراً إلى تحذيراته التي أطلقها في الـ18 من مايو 2024م بشأن شركة “كيونت” التي كان يتم الترويج لها بطرق احتيالية تجعل من الضحية فريسة سهلة لا تستطيع حتى الدفاع عن نفسها، مشدداً على ضرورة أن يضطلع أرباب الأسر بتحذير نسائهم من الوقوع في مصيدة الشركة التي تنشط مسوقاتها في صالات الأفراح والمناسبات.
الإيقاع بالضحية
وحول تفاصيل الاحتيال والإيقاع بالضحية، قال التويتي: إن المسوقات ينشطن في صالات المناسبات، ويكتسبن صديقات، ثم يتعمدن الظهور بالمجوهرات مما يلفت انتباه النساء وأسئلتهن للمسوقة التي قد أصبحت ضمن شبكة الاحتيال، عن مصادر الحصول على تلك المجوهرات فتدلهن على شركة “كيونت” الماليزية وتقول: “اشتركت بمبلغ 10 آلاف دولار واستعدتها خلال 3 شهور فقط”.
وأضاف: “فتندفع الضحية من النساء لبيع ذهبها والمساهمة مع الشركة طمعاً في الحصول على الذهب والثراء، فتوقع على عقد باللغة الانجليزية لا تعرف محتواه، ثم توقع على تعهد يحملها مسؤولية الخسارة، وبعد فترة تقول لصديقتها التي دلتها: أين الأرباح؟ فترد عليها: الأمر يتوقف على تفاعلك ونشاطك على الأقل تدي 3 مساهمين وخذي عمولتك من الرأس، وإذا جلبتي أكثر تكون عمولتك أكثر، تقول لها الأرباح وين تقول من العملاء الذين تأتين بهم.
التنصل والتهديد
بعد ذلك يبدأ النصاب بالتنصل، الواضح، فعندما تشعر الضحية بالإحباط، تقول لصديقتها التي أوقعت بها، “أنتم نصابين رجعي فلوسي”، تقول لها: “أنتِ وقعتِ على عقد وتعهد، فلوسك مجمدة وإذا شهرتي بالشركة سيتم مقاضاتك ولن ينفعك أحد، هذا توقيعك”، حسب التويتي.
وأضاف التويتي: هناك ثلاثة في المجموعة يسمون أنفسهم محامين يهددون الضحية بالمقاضاة، فيخاف الضحايا الذين يصل بعضهم إلى بيع منزله لمواصلة العملية الاستثمارية، والتظاهر أمام الناس لإغرائهم، فليس أمامه أي طريقة لاستعادة أمواله إلا الدخول بالعمل وتضليل ناس آخرين وبهذه الطريقة يصبح الضحية شريكاً معهم بالجريمة وتستمر الدائرة وتكبر أكثر وأكثر”.
وكان موقع “يمن إيكو” كان قد نشر في الـ27 من إبريل 2024م تقريراً حذر فيه المواطنين من الانجرار وراء وعود الأرباح الوهمية من قبل شركات ومنصات مشبوهة تدعي أنها تستثمر الأموال وتدفع أرباحاً للمساهمين، وسط تزايد عمليات الاحتيال المالي من خلال منصات وشركات وهمية تعرض آلاف المواطنين عبرها لعمليات احتيال أفقدتهم مدخراتهم وأموالهم.