يمن إيكو|تقرير:
أقرت الولايات المتحدة وبشكل رسمي بأن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة هو الطريقة الوحيدة لوقف عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر، وهو ما يكشف عن تغيير ملحوظ في رؤية واشنطن لوضع “الجبهة” اليمنية التي أقر قادة الجيش الأمريكي كثيراً بالعجز عن وقف نشاطاتها.
وفي تصريحات تابعها موقع “يمن إيكو”، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، للصحافيين في قطر إن “الاتفاق بين إسرائيل وحماس هو الوسيلة لضمان عدم توسع الصراع”.
وأضاف أن “غزة هي المفتاح الذي سيتيح تهدئة الأمور في البحر الأحمر مع الحوثيين، وتحسين الأمور في جنوب لبنان مع حزب الله”.
وتعكس هذه التصريحات نظرة أمريكية جديدة للوضع في البحر الأحمر بشكل خاص، حيث بات واضحاً أن الولايات المتحدة قد تخلت تماماً عن فكرة “ردع” قوات صنعاء، سواء بشكل مباشر أو من خلال حشد دول المنطقة والعالم في الممر المائي.
وتأتي النظرة الجديدة بعد مقدمات عكستها التصريحات الأمريكية المتكررة التي أكدت الفشل في ردع قوات صنعاء، وقد بدأت هذه التصريحات على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه بعد أيام من بدء الضربات على اليمن في يناير الماضي، حيث قال إن تلك الضربات “لم توقف الحوثيين”.
ومنذ ذلك الوقت أقر العديد من قادة البحرية الأمريكية والمسؤولين الحاليين والسابقين بصعوبة المواجهة مع قوات صنعاء في البحر الأحمر، وقال القائد السابق للأسطول الأمريكي الخامس، براد كوبر، في نهاية يناير، إنه “لم يسبق أن أطلق أحد صواريخ بالستية مضادة للسفن، خصوصاً على القطع البحرية الأمريكية التجارية أو العسكرية”، فيما وصف أحد قادة حاملة الطائرات “أيزنهاور” مارك ميجيز، في فبراير، الضربات اليمنية بأنها “أحد أكثر التهديدات فتكاً التي تواجهها البحرية الأمريكية يومياً”، ووصف الحوثيين بأنهم “خصوم واسعو الحيلة”.
ومع مرور الوقت أصبحت اعترافات قادة البحرية الأمريكية تتناول موضوع الفشل في ردع قوات صنعاء بشكل أكثر وضوحاً وبصيغ تؤكد ثبات هذا الواقع وصعوبة تغييره، وكان من آخر تلك التصريحات ما جاء على لسان القائد الحالي للأسطول الخامس، جورج ويكوف، الذي قال، في وقت سابق هذا الشهر، إنه “من الصعب تطبيق سياسة الردع الكلاسيكية”، ضد قوات صنعاء.
وأضاف ويكوف: “ما نحتاج إليه هو حل دبلوماسي حتى لا نضطر إلى القلق بشأن محاولة الدفاع عن السفن التي تمر عبر المنطقة”.
وطيلة الأشهر الماضية حاولت الولايات المتحدة الأمريكية اللجوء إلى وسائل أخرى لإجبار قوات صنعاء على وقف هجماتها، ومن ذلك ما كشفته “بلومبرغ” في يونيو الماضي حول قيام إدارة بايدن بتعليق اتفاقات خارطة الطريق بين حكومة صنعاء والسعودية حتى وقف هجمات البحر الأحمر، بالإضافة إلى دعم واشنطن لقرارات البنك المركزي في عدن بشأن نقل البنوك التجارية من صنعاء، والتي كانت تهدف للضغط على حكومة صنعاء اقتصادياً من أجل وقف عملياتها البحرية قبل أن يتم إلغاء تلك القرارات لاحقاً بفعل تهديدات خطيرة وجهها قائد “أنصار الله” للمملكة.
وتشير التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي إلى أن واشنطن قد وصلت إلى نهايات مسدودة في كل مسارات الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي التي كانت تهدف لإجبار قوات صنعاء على وقف عملياتها البحرية المساندة لغزة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية اليوم السبت، فإنه لم تعد هناك أي سفينة حربية أمريكية أو بريطانية تتواجد ضمن مسافة 500 ميل من اليمن في البحر الأحمر، معتبرة أن الولايات المتحدة قد تخلت عن عملية “حارس الإزدهار” لأنها فشلت في ردع الحوثيين، حسب تعبيرها.
ومنذ البداية أكدت قوات صنعاء بشكل متكرر أن الوسيلة الوحيدة لوقف عملياتها البحرية هي إنهاء الحرب على غزة.