يمن ايكو
أخبار

مجلة أمريكية: مسيّرات الحوثيين تستنزف خزائن البنتاغون

يمن إيكو|خاص:

قالت مجلة “نيو لاينز” الأمريكية إن الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة التي تستخدمها قوات صنعاء في البحر الأحمر تستنزف قدرات الجيش الأمريكي مرتفعة الثمن، مشيرة إلى أنه بينما يبحث البنتاغون عن حلول أرخص كلفة، فإن هناك خطراً في ظهور أسلحة وتكتيكات يمنية جديدة، وحتى لو تمكنت الولايات المتحدة من إيجاد الحلول فإن تفعيلها للاستفادة منها سيستغرق وقتاً طويلاً.

ونشرت المجلة، اليوم الإثنين، تقريراً مطولاً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، تحت عنوان “طائرات الحوثيين المسيّرة الرخيصة تستنزف خزائن البنتاغون”.

وقال إنه “في حين يبحث الجيش الأمريكي عن بديل غير مكلف، ينفق مئات الملايين من الدولارات لمحاربة الهجمات منخفضة التكلفة”.

وجاء في التقرير أنه “وقت سابق من هذا الشهر، أرسل الحوثيون في اليمن طائرة بدون طيار منخفضة التكلفة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى المجال الجوي فوق تل أبيب، فانفجرت على ارتفاع منخفض للغاية، وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين”، مشيراً إلى أن “الأضرار التي سببها الهجوم الحوثي على تل أبيب تظهر الجانب الآخر للحرب غير المتكافئة، وعلى وجه التحديد، تظهر كيف يمكن للطائرات بدون طيار الرخيصة والمرتجلة أحياناً اختراق أنظمة دفاعية متطورة ومكلفة”.

وأضاف: “في الواقع، ومنذ ما يقرب من عام، كان الجيش الأمريكي منخرطًا في حرب طويلة ومكلفة في البحر الأحمر وخليج عدن ضد قوة أصغر وأقل تقدماً”، لافتاً إلى أن “حاملات الطائرات الأمريكية وسفنها الداعمة وأجنحتها الجوية وأصول أخرى أنفقا ذخائر بملايين الدولارات بمعدل يومي تقريباً، وهي التكلفة التي تجاوزت الآن أكثر من مليار دولار، وفقاً لوزير البحرية كارلوس ديل تورو، وعلى الرغم من مزاعم البنتاغون بأن هذه الجهود من شأنها أن تعطل وتضعف قدرات الحوثيين، فإن القتال منخفض الكثافة لا يُظهر أي علامات على نهايته، في حين تستمر تكلفته في الارتفاع”.

ونقل التقرير عن وكيل وزارة الدفاع لشؤون المشتريات والاستدامة، ويليام لابلانت، قوله خلال شهادته أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ في مايو: “إذا كنا نسقط طائرة بدون طيار بقيمة 50 ألف دولار في اتجاه واحد بصاروخ بقيمة 3 ملايين دولار، فهذه ليست معادلة تكلفة جيدة”.

وذكر التقرير أنه “في ديسمبر2023، بعد مرور أكثر من عام على الحرب في أوكرانيا وشهرين على القتال في البحر الأحمر، أخبر لابلانت جمهوراً من الحاضرين أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار على نطاق واسع، وقال: نحن بحاجة إلى الكثير منها، أياً كانت – حركية أو غير حركية”.

وقال إن “لابلانت أشار في فبراير إلى أن ميزانية البنتاغون لجهود مكافحة الطائرات بدون طيار تم إنشاؤها في معظمها قبل غزو أوكرانيا، ويحتاج البنتاغون إلى مزيد من المرونة في التعامل مع المخصصات فيما يتعلق بالتهديدات المتغيرة”.

وأرجع التقرير عجز الجيش الأمريكي عن التعامل مع الطائرات المسيّرة إلى التركيز على استراتيجيات مختلفة خلال العقود الماضية، حيث قال إن “القوات المقاتلة كانت تواجه العبوات الناسفة المرتجلة، وخطر الهجمات الانتحارية المفاجئة أو الكمائن، وليس أسراب الطائرات بدون طيار أو الصواريخ”.

وفي هذا السياق نقلت المجلة عن جيمس باتون روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس للسياسة التكنولوجية قوله: “لقد كانت الحروب التي خاضتها القوى بعد الحرب الباردة في أغلبها ضد أولئك الذين لم يمتلكوا قدرات هجومية جوية تشكل تهديداً، وبالتالي أصبح الاستثمار في هذا المجال أقل أهمية، وبدلاً من ذلك، كانت العبوات الناسفة البدائية هي السلاح الذي يجب التغلب عليه”.

وقال التقرير إن “القيادة المركزية الأمريكية تظل متكتمة بشأن الذخائر المحددة المستخدمة في مهام الاعتراض اليومية تقريباً ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ، ومع ذلك، فقد اعترفت البحرية بأنها أطلقت صواريخ قياسية (إس إم- 2، و إس إم -6، و إس إم-3) لإسقاط الطائرات بدون طيار، ويمكن أن تتراوح تكلفة هذه الصواريخ من مليوني دولار إلى 27.9 مليون دولار للقطعة الواحدة، اعتماداً على الطراز والنسخة”.

وأضاف: “لا تقول القيادة المركزية الأمريكية عدد الذخائر المستخدمة لكل ضربة أو اعتراض، لكن نظرة متحفظة على التكاليف تشير إلى أكثر من مليون دولار لكل عملية إطلاق، ولا يُظهر أي من الجانبين أي نية للتراجع”.

وتابع: “في يوليو أكدت البحرية أن مجموعة حاملة الطائرات أيزنهاور، التي تولت زمام المبادرة في أدوار الاعتراض لمعظم الصراع في البحر الأحمر، أطلقت 155 صاروخاً من سلسلة ستاندرد (إس إم) بالإضافة إلى 135 صاروخ كروز من طراز توماهوك (تكلف حوالي مليوني دولار لكل صاروخ)، وهذا يزيد عن نصف مليار دولار، وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت الطائرات المخصصة للمجموعة الضاربة 420 صاروخاً جو-أرض و60 صاروخاً جو-جو. ولم توضخ البحرية ما تم استخدامه على وجه التحديد، لكن قائد حاملة الطائرات أيزنهاور أشار سابقاً إلى ترسانة تضم صواريخ جو-أرض من طراز إيه جي إم -114 (تكلفتها حوالي 150 ألف دولار لكل وحدة)، وصواريخ إيه آي إم -9 وإيه آي إم-120”.

وبحسب التقرير فإنه “إذا كان من الصعب القضاء على الخطر الذي تشكله مجموعة واحدة لديها القدرة على الوصول إلى الذخائر الرخيصة، فإن هذا الربيع قد سلط الضوء على مدى التكلفة التي قد تترتب على شن هجوم واسع النطاق من قبل دولة قومية، ففي أبريل، أطلقت إيران وشركاؤها الإقليميون أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وباليستية باتجاه إسرائيل، رداً على هجوم إسرائيلي على موقع دبلوماسي إيراني في سوريا”.

وأوضح أن الجيش الأمريكي التزم الصمت بشأن الذخائر، لكن “سربين من القوات الجوية أسقطا أكثر من 80 طائرة بدون طيار في تلك الليلة، باستخدام صواريخ جو-جو من طراز إيه آي إم – 9 وبتكلفة 472000 دولار تقريباً لكل صاروخ، وهذا يعني أكثر من 35 مليون دولار، وقد كان هذا مجرد عنصر واحد من استجابة عسكرية أوسع نطاقاً، في عطلة نهاية أسبوع واحدة فقط، وعلى النقيض من ذلك، ورغم صعوبة التأكد من الأرقام الدقيقة، ربما لم تنفق الجمهورية الإسلامية أكثر من 50 مليون دولار على الهجوم من حيث تكاليف الذخيرة الصرفة”.

وقال التقرير إنه “حتى لو تمكن الجيش الأمريكي من العثور على أسلحة أرخص واختبارها وإنتاجها بسرعة، بحيث تحل محل الأسلحة الباهظة الثمن الموجودة في الخدمة حالياً، فإن نشرها في الخدمة يشكل مسألة مختلفة تماماً، فإن اللوجستيات اللازمة لمثل هذا الإصلاح سوف تستغرق وقتاً طويلاً”.

وأشار إلى أنه “في حين يسارع البنتاغون إلى الحصول على أدوات أكثر فعالية من حيث التكلفة لمكافحة أسراب الذخائر الرخيصة القابلة للتوجيه، هناك خطر يتمثل في ظهور تكتيكات أو أسلحة جديدة فجأة لا تستعد لها الولايات المتحدة وحلفاؤها”.

وقال روجرز إنه “من المرجح أن تظهر خصائص أكثر استقلالية في الطائرات بدون طيار المعادية، ويمكن استخدام أسراب أكبر لمحاولة التغلب على الدفاعات الجوية، وقد تصبح الأسلحة الرخيصة أكثر دقة، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تطوير مضادات أحدث، لكن التكتيكات المقابلة ستستمر في التطور”.

وأضاف: “ببساطة، إنها لعبة القط والفأر القديمة بين الهجوم والدفاع، وهي لعبة تتطور باستمرار ولن يتم حلها بين عشية وضحاها”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً