يمن إيكو|أخبار:
أقرت الحكومة اليمنية بأزمة ثقة بينها وبين المواطن، وأن مسافة كبيرة صارت تحول بين المسؤولين والمواطنين، وذلك على خلفية استمرار تدهور القطاعات الخدمية، وعلى رأسها قطاع الكهرباء، وزيادة ساعات انقطاع خدمة التيار الكهربائي إلى حدود قياسية، وسط صيف قائظ، مما ضاعف معاناة المواطنين.
ووفقاً لصحيفة الشرق الأوسط، التابعة للمخابرات السعودية، التي أجرت حواراً مع رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، ورصده موقع “يمن إيكو”، فإن بن مبارك اعترف بوجود أزمة ثقة، حيث قال- في معرض رده على سؤال الصحيفة الموصول بالانتقادات التي يشنها الخبراء والناشطون والمواطنون- إنه يسعى لترميمها عبر النزول الميداني إلى الناس.
وأكد بن مبارك أن الاقتراب من الناس والاستماع لهم، قضية في غاية في الأهمية.. مستدركاً بالقول: “ببساطة ولظروف كثيرة وفي المقدمة الظرف الأمني، صارت هناك مسافة بين المسؤولين والمواطنين، ولكن علينا أن نتحمل بصفتنا مسؤولين ذات المخاطرة التي يتحملها المواطن”.
وفي معرض رده على سؤال الصحيفة حول انقطاع التيار الكهربائي- الذي بات أسلوب حياة أكثر من كونه مشكلة- أكد بن مبارك أن قطاع الكهرباء يحتاج إلى وقت لإصلاحه، واستثمارات كبيرة وشراكة حقيقية مع القطاع الخاص، كما يحتاج إلى مجموعة من الإصلاحات الهيكلية، سواء ما يتعلق بالطابع التشريعي أو إصلاح شبكات التوزيع، وإيقاف الهدر والفاقد، سواء نتيجة ضعف شبكات التوزيع أو المدّ غير القانوني والسحب من شبكات الكهرباء، فضلاً عن تصحيح لتعرفة وزيادة نسب التحصيل، فهناك جملة من القضايا التي تتطلب توجهاً استراتيجياً مختلفاً مع قطاع الطاقة.
كما يرى بن مبارك أن بعض التدخلات العاجلة على المدى القصير والمتوسط ستكون ممكنة، لكنها طويلة المدى، وتحتاج إلى استثمارات كبرى، وستتطلب التحول إلى استخدام الغاز بوصفه وقوداً رئيسياً لإنتاج الطاقة الكهربائية المأمولة في البلاد؛ كطاقة الشمس وطاقة الرياح، أو غير ذلك من البدائل، في إشارة إلى أن الحلول غير ممكنة في الوقت الراهن.
هذه ليست المرة الأولى التي يرمي بن مبارك بالحلول المفترضة لأزمة الكهرباء إلى مستقبلٍ غير معلوم بحُجة تحديات الإمكانات واستشراء الفساد، ففي منتصف مايو الجاري قال بن مبارك في مقابلة مع قناتي “اليمن، وعدن” التابعتين للحكومة اليمنية، تابعها موقع “يمن إيكو”، إن أزمة الكهرباء وانقطاعاتها الطويلة هي “تركة كبيرة وتراكم كبير لفترة طويلة جداً حصل فيها إخفاقات كبيرة جداً”.. مؤكداً أن كل معالجات الكهرباء في الفترة الماضية كانت عبارة عن فزعات وخلقت التزامات كبيرة جداً على الدولة، في إشارة إلى عدم قدرته على حل هذه المشكلة.
وقال بن مبارك، إن محطات الكهرباء في اليمن لم تخضع لأيّ عمليات صيانة، مما زاد من معاناة المواطنين مع تراجع إنتاجيتها، مقدماً اعتذاره للمواطنين في عدن والمحافظات المجاورة عن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة خصوصاً مع موسم الصيف، كما طلب منهم أن يصبروا وألّا يكونوا سبباً في الضغط عليه ليتمكن مما وصفه بالإصلاح الحقيقي لقطاع الكهرباء، حسب تعبيره.