يمن إيكو|خاص:
يبدو أن الضغوط الأمريكية على السعودية وعلى المبعوث الأممي إلى اليمن، لربط الإعلان الأممي بشأن الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه بين الرياض وصنعاء بالعمليات البحرية التي تنفذها الأخيرة ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، لا تزال هي المعرقل الرئيس لإعلان خارطة الطريق، إذ كرر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطته، اليوم، أمام مجلس الأمن إشارته الصريحة إلى أن التحديات التي ذكرها في الإحاطات السابقة لا تزال هي نفسها من تعيق تقدم مفاوضات إعلان خارطة الطريق لإحلال السلام في اليمن.
وقال غروندبرغ- في إحاطته التي تابعها موقع “يمن إيكو”: “في ديسمبر من العام الماضي، اتخذت الأطراف خطوة شجاعة عندما اتفقت على عدد من الالتزامات التي سيتم تفعيلها من خلال خارطة الطريق الأممية.. إلا أن التحديات التي أبرزتها في الإحاطات السابقة لا تزال تعرقل التقدم”.
التحديات التي أشار إليها المبعوث الأممي ضمنياً، لا تخرج عن محاولات واشنطن إقناع الجانب السعودي بضرورة ربط ملف السلام في اليمن بوقف هجمات قوات حكومة صنعاء على السفن الإسرائيلية، بدليل تجديده الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة وخفض التصعيد في البحر الأحمر، ليتسنى للوساطة الأممية تحقيق التقدم في مفاوضات إعلان خارطة الطريق الأممية بشأن السلام في اليمن.
وفي سياق توضيحه لتلك التحديات تابع غروندبرغ قائلاً: “بينما يستمر الوضع الإقليمي في تعقيد قدرتنا على تحقيق تقدم في اليمن، فإنني أكرر دعوة لوقف إطلاق النار في غزة، وأحث جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد في البحر الأحمر ومحيطه”.
وأعرب عن قلقه إزاء تهديدات الأطراف بالعودة إلى الحرب، مؤكداً أن المزيد من العنف لن يكون حلاً للصراع.. بل سيتسبب في فقدان فرصة التوصل إلى تسوية سياسية”. في إشارة تؤكد ما كان موقع “يمن إيكو” قد حصل عليه من معلومات تشير إلى حث واشنطن لفصائل المجلس الرئاسي والحومة اليمنية عبر الرياض على تحريك الجبهات الداخلية باتجاه التصعيد العسكري ضد الحوثيين.
ما تضمنته الإحاطة، وما تعكسه الأحداث، تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تزال تبحث عن صيغة جديدة للضغط على حكومة صنعاء وأنصار الله الحوثيين في اليمن لوقف الهجمات التي تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وصولاً إلى المحيط الهندي، فبالتزامن مع إعداد أمريكي لجولة جديدة من التصعيد العسكري للجبهات الداخلية في اليمن، بالاستعانة بالقوات المناهضة لقوات صنعاء، أفادت مصادر مطلعة لموقع “يمن إيكو” بأن واشنطن قدمت صيغة جديدة للسعودية لخارطة الطريق، بديلة عن تلك التي توصلت إليها الرياض وصنعاء برعاية سلطنة عمان وتبنتها الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة ضغطت على الأخيرة لمنع إعلانها في الوقت الحالي.
وبحسب المصادر سلَّمت الولايات المتحدة، خلال الأيام الماضية، صيغة جديدة لخارطة الطريق التي يفترض أن تؤدي للحل السياسي في اليمن وتنهي الحرب، التي قادتها السعودية منذ مارس 2015، حيث تضمنت النسخة الجديدة الأمريكية التزام قوات صنعاء بوقف هجماتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية، وهو ما ألمحت إليه واشنطن في عدة مناسبات وظلت حكومة صنعاء والحوثيون يرفضون ذلك.
وكان موقع “يمن إيكو” حصل على معلومات تؤكد أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على إدارة جولة جديدة من التصعيد العسكري في اليمن، ضمن سلسلة من التحركات الأمريكية للضغط على حكومة صنعاء وأنصار الله الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية، نهاية أبريل الماضي، ولقاؤه وزير الخارجية السعودي ووزراء الخارجية الخليجيين، وسط ما يعتقد بوجود تحفظات سعودية تهدف إلى تجنيب المملكة التعرض لهجمات يمنية تستهدف البنية التحتية الاقتصادية، خصوصاً في ظل التقارير الأمريكية التي أكدت تطور قوات صنعاء والحوثيين بشكل كبير عمّا كان عليه الوضع خلال سنوات الحرب بقيادة السعودية.
حول ذلك حصل موقع “يمن إيكو” على معلومات مؤكدة أن وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته إلى الرياض أكد أن بلاده ستتولى إدارة الجانب العسكري من التصعيد، وأن على السعودية تمويل العمليات المحتملة بواسطة القوات اليمنية المناهضة لقوات صنعاء والحوثيين، على هيئة منحة إلى الحكومة أو وديعة إلى البنك المركزي في عدن.