يمن إيكو|خاص:
نظم المعهد الديمقراطي الأمريكي ووكالة التنمية الأمريكية، خلال اليومين الماضيين، لقاء مصالحة بين القوى اليمنية الموالية للتحالف في مدينة عدن، بما فيها حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية، وما كان يسمى بأحزاب اللقاء المشترك، وهو اللقاء الذي يعد الأول منذ بدء حرب التحالف على اليمن بقيادة السعودية عام 2015م، وقررت فيه تلك المكونات البدء بتشكيل تكتل سياسي وطني واسع، للدفع بما أسمته إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
يأتي ذلك في إطار مصالحة تجريها الولايات المتحدة بين القوى اليمنية الموالية لها، والتي وصلت تبايناتها إلى مستويات معقدة من الصراع على النفوذ والاستحواذ على الأموال، وهو ما يظهر بجلاء أن الولايات المتحدة تسعى إلى تجميع كل أولئك الفرقاء من أجل تحريكهم باتجاه التصعيد ضد حكومة صنعاء على خلفية موقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والضغط عليها لوقف عمليات قواتها في البحر الأحمر.
وقد تزامن هذا التحرك مع زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى محافظة مارب، التي عقد خلالها اجتماعاً عسكرياً موسعاً، واستمع إلى تقرير حول وضع القوات هناك، وما وصلت إليه في جوانب التدريب والتأهيل، وجاهزيتها القتالية على المستويين التكتيكي والاستراتيجي.
وتعد هذه المصالحة التي تسعى واشنطن من خلالها إلى تجميع حلفائها، امتداداً لتحركات سابقة تمثلت في إيعاز وكالة التنمية الأمريكية للبنك المركزي في عدن بإصدار قرار نقل مراكز البنوك التجارية الرئيسية من صنعاء على عدن، واعتراف الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة كانت وراء خفض المساعدات الإنسانية لليمنيين، وآخرها التحرك الأمريكي الخليجي، المتمثل في وصول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى العاصمة السعودية الرياض، بالتزامن مع تحشيدات عسكرية للقوات المناهضة لحكومة صنعاء.
ويأتي هذا التحرك تأكيداً لما نشره حصل “يمن إيكو”، مساء أمس الإثنين، من معلومات هامة تحصل عليها، تتعلق بالأجندة التي حملها بلينكن في زيارته، للعاصمة السعودية الرياض ولقائه هناك وزراء خارجية الدول الخليجية، وتركزت تلك المعلومات حول المساعي الأمريكية لرهن إعلان خارطة الطريق الأممية، الناتجة عن المفاوضات بين الرياض وصنعاء برعاية سلطنة عمان، بوقف هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وكشفت المعلومات أن وزير الخارجية الأمريكي، في اجتماعه مع نظيره السعودي، أكد أن بلاده تعمل مع القوى المناهضة لحكومة صنعاء لخلق ضغط عسكري في عدة جهات حساسة ضد قوات صنعاء وأنصار الله الحوثيين، وأن الولايات المتحدة تأمل أن ينجح ذلك في كسر موقف حكومة صنعاء ودفعها لوقف الهجمات في البحر الأحمر، حيث طلب الوزير لأمريكي من الجانب السعودي عدم ممارسة أي ضغط على القوى المناهضة لقوات صنعاء لمنعها من التحرك العسكري، وأن يوقف السعوديون أي خطوات بشأن الإعلان عن خارطة الطريق التي كرر السعوديون دعمهم لها ورفضوا ربطها بالوضع في البحر الأحمر، الأمر الذي أغضب الجانب الأمريكي.
وتتضح الدوافع الأمريكية من هذه الخطوة بأنها ترتيب لتصعيد عسكري، أكدته زيارة العليمي بالتزامن مع المصالحة الأمريكية بين الفصائل الموالية للتحالف، في مسعى واضح يتضمن ترتيبات جديدة لتفجير الوضع عسكرياً، في إطار الضغط على حكومة صنعاء لوقف عملياتها ضد الملاحة الإسرائيلية والسفن الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.