يمن إيكو|خاص:
كشفت هيئة الإذاعة النرويجية هذا الأسبوع، أن حكومة النرويج أجرت خلال الفترة الماضية اتصالات مع حكومة صنعاء وأن ممثلين نرويجيين زاروا صنعاء، من أجل الوصول إلى تهدئة في البحر الأحمر، وهو ما كانت حكومة صنعاء قد كشفته في فبراير الماضي.
ونشرت هيئة الإذاعة النرويجية (إن آر كيه)، الإثنين، تقريراً رصده موقع “يمن إيكو”، نقلت فيه عن وزارة الخارجية النرويجية قولها إن النرويج “كانت على اتصال بالحوثيين لفترة طويلة فيما يتعلق بالنزاع وجهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن”.
وأضافت الوزارة أن “وزير الدولة أندرياس كرافيك التقى الحوثيين مؤخراً في عمان، وأن ممثلين عن وزارة الخارجية سبق لهم زيارة العاصمة اليمنية صنعاء”.
وقالت الوزارة إن “الغرض من الاتصال هو المساهمة في حل الصراع الطويل الأمد في اليمن”.
ونقل التقرير عن الخبير في شؤون اليمن البروفيسور ستيغ جارل هانسن، قوله إن “النرويج توازن على خط رفيع”، وإنه “من الضروري أن تجري النرويج اتصالات مع الحوثيين لأن لديهم الفرصة لممارسة السلطة على المناطق الحيوية للنرويج”، في إشارة ربما إلى خطوط الملاحة.
ونقلت هيئة الإذاعة النرويجية عن عضو الوفد التفاوضي لحكومة صنعاء، عبد المجيد حنش، قوله إن “هناك اتصالات على مستوى عالٍ بين الحوثيين والسلطات النرويجية”، مضيفاً أن “موقف النرويج جيد، وهي لم توقف أعمال الإغاثة في اليمن”.
وأضاف أن “النرويج لها أيادٍ نظيفة في اليمن وهناك ثقة بها”.
وأكد التقرير أن “النرويج لم تساهم إلا بضباط أركان في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا والذي يشن هجوماً على الحوثيين”.
وكشف التقرير أن “الولايات المتحدة طلبت من النرويج المزيد”، لكن الأخيرة رفضت.
ونقل تقرير “إن آر كيه” عن مديرة الاتصالات توفا رانيس بوغسنيس في وزارة الخارجية النرويجية، قولها إن “الحوار مع الحوثيين تم أيضاً على المستوى السياسي، وقد تحدث وزير الدولة أندرياس كرافيك مؤخراً مع الحوثيين”.
وذكر التقرير أنه “في فبراير الماضي قال نائب وزير الخارجية (بحكومة صنعاء) حسين العزي في مؤتمر صحافي إن النرويج عملت كوسيط في المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وحركة الحوثيين، ووفقاً للحوثيين، كان الهدف هو أن تتمكن السفن التابعة للاتحاد الأوروبي من عبور البحر الأحمر بأمان”.
وقال التقرير إن زعيمة حزب الجبهة الثورية، سيلفي ليستوغ، انتقدت تواصل الحكومة النرويجية مع الحوثيين، وقالت إنه “يجب على النرويج أن تساهم مع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ودول أخرى في الهجمات العسكرية على الجماعة”.
لكن وزير الدولة أندرياس كرافيك رد على ذلك قائلاً إنه “من السذاجة المذهلة أن تعتقد ليستوغ أن هذه المشكلة يمكن حلها من خلال قصف الدول الغربية للحوثيين في اليمن، ولا تعتقد الولايات المتحدة ذلك أيضاً”، بحسب ما نقل التقرير.
وأضاف كرافيك حول الاتصالات: “لقد أثرنا الحاجة إلى تهدئة الوضع في البحر الأحمر مع المسؤولين الحكوميين والجهات الفاعلة الإقليمية”.
وقال إن “النرويج والولايات المتحدة متفقتان على أن الهجمات على السفن المدنية يجب أن تنتهي، لكن النرويج تلعب دوراً مختلفاً”.
وأوضح التقرير أن “شخصين من وزارة الخارجية والسفارة النرويجية في الرياض زارا العاصمة اليمنية في أكتوبر 2021 بحسب وزارة الخارجية في إطار المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة”.
ونقل التقرير عن الخبير ستيج جارل هانسن قوله إن “تواصل وزارة الخارجية النرويجية مع الحوثيين فريد ومميز”.
وأضاف: “أعتقد أن الأمر إيجابي، لكن يجب التعامل معه بحذر، ويعد هذا الاتصال علامة على النضج الدبلوماسي النرويجي، لكنه يتطلب جهداً كبيراً”.
وقال إنه يعتقد أن التواصل كان “سريا” نظراً للتعقيدات التي أوجدها إدراج الولايات المتحدة للحوثيين على قوائم الإرهاب.
ونقل التقرير عن مديرة الاتصالات في وزارة الخارجية توفا رانيس بوجنسيس قولها إن “إدراج الولايات المتحدة ليس له أي آثار مباشرة على اتصال السلطات النرويجية”.
وفي فبراير الماضي كان نائب وزير الخارجية بحكومة صنعاء قد قال في مؤتمر صحافي، تابعه موقع “يمن إيكو” إنه “قبل دخول التصنيف الأمريكي حيز التنفيذ دخلنا في محادثات بوساطة النرويج”.
وأضاف: “طُرحت علينا عروض كبيرة للتنازل عن موقفنا ورفضنا”.