يمن إيكو| أخبار:
تداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو صادمة التقطها مسافرون عالقون في منفذ الوديعة بمحافظة حضرموت، الذي يشهد تكدساً لآلاف المسافرين منذ أكثر من أسبوعين، ما تسبب في وفاة مسافرتين يمنيتين كانتا في طريقهما لأداء العمرة.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو تكدساً لمئات السيارات والباصات والشاحنات في حين تنام مئات النساء والعائلات مفترشة الأرض في المنفذ لأيام طويلة انتظاراً للعبور إلى السعودية.
وانتقد ناشطون في وسائل التواصل الحكومة اليمنية والحكومة السعودية بسبب سوء إدارة المنفذ البري الوحيد الرابط بين البلدين، وصعوبة الإجراءات وعدم مراعاة الظروف الإنسانية والصحية للمسافرين، وما يتعرضون له من ابتزاز في ظل غياب أبسط المرافق الخدمية في المنفذ.
وشبه الناشطون منفذ الوديعة بمنفذ “جهنم” ومنفذ “رفح” نتيجة للتعامل السيئ مع المسافرين اليمنيين العالقين في المنفذ الذي شهد وفاة مسافرتين خلال أقل من أسبوعين كانتا في الطريق لأداء العمرة، بعد أن ظلتا عالقتين لأيام، ما تسبب في تدهور حالتهما الصحية وعدم حصولهما على الرعاية الطبية اللازمة.
وانتقد الناشط عادل الحسني في عدة تدوينات على منصة (إكس)، رصدها “يمن إيكو”، ما يحصل في منفذ الوديعة واصفاً إياه بـ”الجريمة التي لا يمكن السكوت عنها” متهماً الحكومتين اليمنية والسعودية بالتسبب في معاناة آلاف المسافرين العالقين في المنفذ.
وقال الحسني: “ما يحصل في منفذ الوديعة جريمة لا يمكن السكوت عنها، والمتسبب الأكبر فيها حكومتنا المقيمة في العاصمة السعودية الرياض، وبشكل أخص وزير الأوقاف، الذي يتلقى راتبه من اللجنة الخاصة لبث الفتنة في بلده الممزق، بدلاً من صرف اهتمام أكبر لمعالجة معاناة هؤلاء المساكين في الوديعة”.
وأضاف: “هذا المد البشري المتكدس على عتبات الحدود، ترك أهله ودياره، وجمع الريال على الريال حباً لزيارة بيت الله العتيق في هذا الشهر الفضيل، ولا ينظر إلى أموال بعض السفهاء السعوديين الذين يظنون أن أموالهم ستخلدهم أو ستخلد معهم”.
وانتقد الحسني إغلاق الحكومة السعودية للمنفذ قائلاً: “هذا الجمع الكبير- غالبيتهم من النساء والضعفاء- اتجهوا صوب مكة، وكان الأجدر بالجانب السعودي- كجار مسلم- أن يسهل لهم، لا أن يتم التضييق وإغلاق المنفذ إلا في أوقات محددة، والتعامل بنوع من التعسفية معهم”.
وتساءل الحسني: “أهؤلاء أحرى بالاحترام أم مجاميع الترفيه من فنانين وممثلين ولاعبين ومصارعين وكلاب؟!”.
واختتم تدوينته بالقول: ” كلي رجاء ألا تغيب الحكمة وألا يُكمم الحكماء في بلاد الحرمين الشريفين، فما نراه على وسائل التواصل مشين، ورمي جيرانكم بالسوء والمساهمة في متاعبهم أمر معيب، ولا يمت للدين ولا العروبة ولا النخوة في شيء”.
وكانت وزارة النقل بالحكومة اليمنية، قد أعلنت تمديد إيقاف الرحلات البرية من جميع المحافظات اليمنية إلى السعودية عبر منفذ الوديعة، اعتباراً من السبت الماضي وحتى إشعار آخر.
إلا أن هذا الإجراء لم يسهم في إنهاء معاناة المسافرين في المنفذ حتى الآن، وبحسب مراقبين، كان الأجدر بالحكومة اليمنية التواصل مع الجانب السعودي لتسهيل إجراءات الدخول للمسافرين والمعتمرين ومنح العوائل أولوية الدخول عبر المنفذ.
يشار إلى أن تقريراً صحافياً يتضمن وثائق رسمية نشرها موقع “يمن مونيتور” كشفت عن فساد مهول تمارسه إدارة المنفذ يتجاوز حجمه 18 مليار ريال سنوياً.
وأشار التقرير إلى أن إدارة المنفذ لا تزال حتى اليوم مستمرة بفرض مبلغ 10 ريالات سعودية على كل مسافر– أو ما يعادلها بالعملة اليمنية– بشكل غير قانوني مقابل ختم جواز السفر، أثناء الوصول أو المغادرة، وهو ما أكده مسافرون عبر المنفذ وسائقو باصات نقل جماعي.
ومن خلال التقرير السنوي لحركة المسافرين بميناء الوديعة البري عام 2023م، فإن أكثر من2.1 مليون مسافر، عبروا منفذ الوديعة خلال عام 2023م، بينهم أكثر من 50 ألف مسافر من جنسيات عربية، وأكثر من 17 ألف مسافر من دول أجنبية، ما يعني أن إجمالي المبالغ التي تم تحصيلها منهم بطريقة غير قانونية والمقدرة بـ 10 ريالات سعودية على كل مسافر، تجاوز 21 مليون ريال سعودي.
في حين شكا التجار وسائقو الشاحنات المحملة بمحصول البصل، في فبراير الماضي، من فرض إدارة منفذ الوديعة جبايات تتجاوز 2500 ريال سعودي لكل شاحنة مقابل السماح لهم بالمرور عبر المنفذ باتجاه المملكة، مؤكدين أن من يرفض الدفع يتم منعه من المرور.
تعليق واحد
لعدم وجود حكومه معنا ولوجود الفساد القاتل والسرقه والنهب من قبل المستفيدين من النقاط العسكرية الذي تمتص دام المسافرين والسائقين