يمن إيكو| تقرير:
طلبت المملكة المتحدة من الصين استخدام نفوذها لإقناع الحوثيين بالتوقف عن استهداف السفن البريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك بعد فشل هجماتها الجوية في اليمن مع حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية لوقف عمليات الحوثيين التي تقول صنعاء إنها إسناد لأبناء غزة وردٌّ على الإبادة الجماعية الإسرائيلية للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.
وقال الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البريطانية، “إن الوزير كاميرون حث الصين على استخدام نفوذها لدى إيران للضغط على الحوثيين بشأن أفعالهم في البحر الأحمر”.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قالت، في أواخر يناير الماضي، إن الوزير ديفيد كاميرون توجه إلى الشرق الأوسط لزيارة سلطنة عمان للتوسط بشأن هجمات قوات صنعاء البحرية، من أجل إقناع حكومة صنعاء بوقف عملياتها.
ونظراً للعلاقات الوثيقة بين صنعاء ومسقط، فإن زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى سلطنة عمان بدت كمحاولة للجوء إلى الدبلوماسية من أجل إقناع حكومة صنعاء بوقف هجماتها على السفن المرتبطة بإسرائيل، والتي توسعت مؤخراً لتشمل السفن البريطانية والأمريكية، حيث أثبت استمرار هذه الهجمات فشل الاستراتيجية العسكرية التي لجأت إليها الولايات المتحدة وبريطانيا من خلال شن ضربات على اليمن.
لكن المحاولة البريطانية لم تنجح في الدفع بعُمان لإقناع الحوثيين بوقف هجماتهم في البحر الأحمر، حيث نشر موقع “يمن إيكو” تقريراً مصوراً على قناته في يوتيوب، قال فيه: “يبدو أن سلطنة عُمان أغلقت الباب في وجه بريطانيا الساعية للتوسط لدى حكومة صنعاء لوقف هجماتها في البحر الأحمر، عندما أكد السلطان هيثم بن طارق لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في اتصال هاتفي، ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.
وأوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن سوناك حاول تبرير الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن والتي أدانتها سلطنة عُمان، حيث شدد سوناك “على أن العمل العسكري كان الملاذ الأخير في مواجهة التهديدات للشحن العالمي، مؤكداً موقف المملكة المتحدة بشأن الصراع المدمر في غزة، وقال إن الأولوية العاجلة هي الاتفاق على هدنة إنسانية لإيصال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن”.
وأشار “يمن إيكو” في تقريره، إلى أنه وخلافاً لذلك “نشر موقع وزارة الخارجية العمانية بياناً بشأن الاتصال، تجاهل الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية، وأكد السلطان “ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق”.
وجاء تجاهل البيان العماني لهجمات البحر الأحمر والتركيز على وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كمؤشر على رفض السلطنة التوسط لوقف تلك الهجمات، ومتسقاً مع موقف السلطنة الذي أدان أولاً الهجمات البريطانية الأمريكية على اليمن، وكذلك مع موقفها الذي يربط بين الحرب الإسرائيلية على غزة والهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية”، حسب “يمن إيكو”.
الولايات المتحدة الأمريكية سبقت بريطانيا باللجوء إلى الصين للتوسط لدى حكومة صنعاء لوقف هجمات قواتها في البحر الأحمر، حيث قالت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية إن الولايات المتحدة طلبت من الصين التدخل للضغط على إيران من أجل الضغط بدورها على حكومة صنعاء لوقف الهجمات، لكن الصين “لم تبدِ أي بادرة للمساعدة” بحسب الصحيفة، وقد صرَّح المتحدث باسم الخارجية الصينية لاحقاً أنه يجب “احترام سيادة اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر”، وقال إن مجلس الأمن لم يفوض أي دولة باستخدام القوة في اليمن، مؤكداً أن ما يحدث في البحر الأحمر مرتبط بالوضع في غزة.
وفي الثلاثين من يناير الماضي، جددت الصين تأكيدها أن الوضع في البحر الأحمر يعتبر امتداداً للصراع في غزة، ودعت إلى احترام سيادة الدول المطلة على البحر الأحمر بما في ذلك اليمن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في تصريحات تابعها موقع “يمن إيكو” إن “السبب الجذري لتصعيد الوضع في البحر الأحمر هو امتداد الصراع في غزة، والإنهاء السريع للقتال في غزة سيساعد في تخفيف الوضع في البحر الأحمر”.
وأضاف “إن مياه البحر الأحمر تعد ممراً مهماً للتجارة الدولية للسلع والطاقة، والصين لا تريد توترات في البحر الأحمر”.
وقال إن بلاده “تحث جميع أطراف الصراع في غزة على التنفيذ الجاد للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار على الفور”.
يشار إلى أن القوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء استهدفت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، سفينتين بريطانيتين، إحداهما في خليج عدن وهي سفينة نقل، والأخرى نفطية تم استهدافها في البحر الأحمر، وذلك في إطار ضم قوات صنعاء السفن البريطانية والأمريكية إلى بنك أهدافها رداً على الضربات الجوية التي تنفذها الدولتان في عدد من المحافظات اليمنية في نطاق حكومة صنعاء، والتي تجاوزت 400 غارة خلال شهر.