يمن إيكو| تقرير:
تضاعفت عدد السفن الصينية التي تعبر البحر الأحمر، بسبب غياب الشركات التي أعلنت تحويل مسارها نحو رأس الرجاء الصالح، وفيما تقول تقارير أمريكية وبريطانية إن الصين تحاول “استغلال الوضع” وتفسر عدم تعرض السفن الصينية للاستهداف بأسباب سياسية، فإن التفسير الأبسط هو أن السفن المستهدفة هي فقط المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا فقط.
ونشرت صحيفة “تلغراف” البريطانية مساء الإثنين، تقريرا، رصده موقع “يمن إيكو” ذكرت فيه أن “سفن الحاويات المرتبطة بالصين كانت تشكل أقل من 15% من عمليات عبور البحر الأحمر العام الماضي، وفقًا لبيانات (لويدز ليست) الملاحية لكن وبحلول الأسبوع الثاني من شهر يناير الماضي، تضاعفت الحصة تقريبًا إلى 28%”.
وأضاف أن “مجموعة من شركات الشحن الصغيرة تقوم برحلات جديدة عبر مضيق باب المندب لتعلن أنها من الصين، وفقًا للخبراء”.
ونقلت الصحيفة عن سيتشن شين، من مجلة لويدز ليست لبيانات الشحن قوله: “لم نر أي تقارير عن تعرض السفن المرتبطة بالصين لهجوم من قبل الحوثيين”، مضيفا أنه “يبدو أن هناك ميلًا إلى اعتبار السفن الصينية أو المرتبطة بالصين على نطاق واسع مصدرًا أكثر أمانًا لعبور البحر الأحمر، على الأقل داخل مجتمع الشحن الصيني، هذا بالتأكيد هو الشعور السائد الآن”.
وقال إنه “مع انسحاب الشركات الغربية، فإن السفن الصينية تسعى إلى الاستفادة من هذا السوق عالي المخاطر ولكن عالي المكافأة”.
وتابع: “لقد قيل لي أن بعض شركات الطيران الصينية الناشئة الأصغر حجماً تفكر أيضاً في الرسو في موانئ اليمن، حيث من الواضح أنه لن تقوم أي سفينة أوروبية بالمخاطرة”.
وذكر التقرير أن “السفن تستخدم أنظمة التعرف الآلي (AIS) الخاصة بها لإرسال رسائل إلى الحوثيين مفادها أنها صينية”.
ونقلت الصحيفة عن ريتشارد ميد، المحرر في قائمة لويدز، قوله: “في البداية كانت الرسائل تفيد بوجود حراس مسلحين على متن السفينة، ثم أصبح شعار (لا علاقة مع إسرائيل) هو المفضل، والآن، الأكثر شيوعًا هو (السفينة صينية) و (لا يوجد اتصال مع إسرائيل) أو (جميع الطاقم صينيين)”.
وأضاف: “سواء كان ذلك صحيحا أم لا، فإن أصحاب السفن أو السفن نفسها يعتقدون أن ظهور شارة الصين أمر كافي لردع المهاجمين المحتملين حتى يشعروا بمزيد من الأمان أثناء المرور”.
وفيما فسر التقرير ذلك بأن “الشركات الصينية تعتمد على الحصانة من الهجمات بسبب التحالف بين إيران والصين، التي تستورد النفط من الدولة الشرق أوسطية”، فإن واقع حركة الشحن في البحر الأحمر لا يدعم هذا التفسير، حيث ترفع العشرات من السفن شعار (لا علاقة لنا بإسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا) وهذه السفن ليست كلها صينية، وهو ما يعني أن الأمر لا يتعلق باعتبارات دبلوماسية، بل بعلاقة السفن بهذه الأطراف فقط.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن سفينة “مورنينغ تايد” البريطانية التي كانت ترفع علم باربادوس وتم استهدافها قبل أكثر من أسبوع، كانت تضع في معرفها عبارة “السفينة ذات ملكية صينية” ومع ذلك فإن هذه العبارة لم تجنب السفينة التعرض للهجوم بالصواريخ، لأن قوات صنعاء كانت تعلم كما يبدو أنها سفينة بريطانية، وقد أكدت شركة “أمبري” للأمن البحري بالفعل أن السفينة مملوكة لشركات بريطانية.
وناقضت عملية قوات صنعاء الأخيرة في البحر الأحمر تفسير صحيفة الـ “تلغراف”، لأن سفينة “ستار آيريس” الأمريكية التي تم استهدافها كانت متوجهة إلى إيران بحسب بياناتها الملاحية.
وقد أعلنت شركات صينية عملاقة مثل “كوسكو” التي تحتل المرتبة الرابعة عالميا في مجال الشحن البحري، أنها ستوقف الإبحار نحو موانئ إسرائيل، وهو ما يعني أن عدم استهداف سفن هذه الشركات يأتي بسبب عدم وجود ارتباطات تستدعي الاستهداف.
وكان المتحدث باسم حركة “أنصار الله” (الحوثيين) محمد عبد السلام، قال في منتصف شهر يناير الماضي إن “ما تعلنه عدد من شركات الشحن عن تعليق عملها بدعوى ارتفاع المخاطر في البحر الأحمر هو نتيجة الضغوط والتهويلات الأمريكية وموقف غير دقيق، ويتماشى فقط مع الدعاية الأمريكية المغرضة، وهناك مئات السفن تعبر مضيق باب المندب بشكل يومي”.
وأضاف: “إننا نجدد التأكيد أنه لا منع لأي سفينة عدا المرتبطة بالعدو الصهيوني المجرم أو تلك المتجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة”.