يمن ايكو
أخبارتقارير

شرح قرار تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية وتأثيراته على اليمن

يمن إيكو| تقرير:

كشفت مصادر سياسية لـ “يمن إيكو” أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن فضلت تصنيف الحوثيين كـ “جماعة إرهابية محددة بشكل خاص” لأن هذا التصنيف لا يتضمن إجراءات وعقوبات اقتصادية، وذلك خشية من أن ترد قوات صنعاء بتصعيد واسع في البحر الأحمر إذا كان التصنيف كـ “منظمة إرهابية أجنبية” وهو التصنيف الذي ينطوي على عقوبات كبيرة.

وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق في إدارة ترامب، في تدوينة رصدها موقع “يمن إيكو” على منصة إكس: “اليوم، اتخذ الرئيس بايدن نصف إجراء آخر عندما أعاد إدراج الإرهابيين الحوثيين – الذين يشنون هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر – كمجموعة “إرهابية عالمية محددة بشكل خاص”.

وأضاف: “ما كان ينبغي على بايدن فعله، لكنه فشل في القيام به، هو تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، كما فعلت إدارة ترامب”.

وقال إن “إحجام بايدن عن أن يكون زعيماً جريئاً وحاسماً لا يزال يعرض أمتنا وحلفائنا للخطر. وهذا مثال آخر على القيادة الضعيفة التي تسعى إلى الاسترضاء بدلاً من إنشاء ردع حقيقي”.

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في آخر أسابيعها تصنيف حركة “أنصار الله” الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو تصنيف يتضمن حظرا اقتصاديا ودبلوماسيا وعقوبات كثيرة على السفر وغيره، وقد ألغت إدارة بايدن هذا القرار بمجرد وصولها إلى البيت الأبيض في فبراير 2021.

لكن القرار الذي اتخذته إدارة بايدن اليوم الأربعاء هو “تصنيف كجماعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص” وهو تصنيف مختلف حيث قالت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير نشرته اليوم ورصده موقع يمن إيكو إن ” تصنيف الإرهابيين العالميين المحدد خصيصًا والذي سيتم إعادة فرضه على الحوثيين لا يتضمن فرض عقوبات على تقديم الدعم المادي ولا يأتي مع حظر السفر الذي يتضمنه تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية”.

وكشفت مصادر “يمن إيكو” إن الجمهوريين (الذين ينتمي إليهم ترامب) كانوا قد طالبوا بايدن بالاعتراف بأن إلغاء قرار التصنيف الذي اتخذته إدارة ترامب كان خطأ.

وأوضحت المصادر أن إدارة بايدن فضلت اللجوء إلى تصنيف “الإرهاب العالمي المحدد بشكل خاص” لأنه لا يتضمن عقوبات اقتصادية، وذلك خشية من أن يؤدي التصنيف الأقوى إلى رد فعل قوي من قوات حكومة صنعاء يتمثل في تصعيد واسع بالبحر الأحمر وباب المندب، خصوصا بعد الهجوم الأخير على سفينة أمريكية في خليج عدن.

ويتضمن تصنيف “المنظمات الإرهابية الأجنبية” الذي تجنبته إدارة بايدن، منع المنظمات والشعب الامريكي من تزويد الحوثيين باي دعم ملموس، وقد ألغته إدارة بايدن بسبب مخاوف من “عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن” بحسب تصريح وزير الخارجية بلينكن في فبراير 2021.

أما تصنيف “الإرهاب العالمي المحدد بشكل خاص” الذي أعلنته إدارة بايدن اليوم فهو لا يمنع المنظمات من تقديم الدعم للحوثيين ولا يمنع سفر مسؤوليهم.

وقد قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيان القرار، اليوم: “إننا نبعث برسالة واضحة مفادها أن الشحنات التجارية إلى الموانئ اليمنية التي يعتمد عليها الشعب اليمني في الغذاء والدواء والوقود يجب أن تستمر وألا تشملها عقوباتنا، هذا بالإضافة إلى الاستثناءات التي ندرجها في جميع برامج العقوبات فيما يتعلق بالغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية” في تأكيد واضح على أن القرار لن يؤثر على وصول السفن والبضائع إلى موانئ الحديدة.

وفي هذا السياق أيضا قال مراسل قناة الجزيرة بواشنطن في حديث تابعه موقع “يمن إيكو” إن “ما حصل في الكونغرس اليوم هو أن أبرز المشرعين الجمهوريين طالب بايدن بالاعتراف بالخطأ بإلغاء التصنيف لجماعة الحوثي بالإرهاب، فيما سأل مختلف المتحدثون في البيت الأبيض والخارجية عما إذا كانت واشنطن قد فشلت وان العملية في البحر الأحمر لم تؤت أؤكلها”.

وقال إن “قرار التصنيف يترتب عليه تجميد الأرصدة هذا ان وجدت في المصارف الامريكية وايضا منع وحظر سفر الحوثيين الى الولايات المتحدة ولا يبدو ان هناك اي زيارة مرتقبة لجماعة الحوثي على الاقل في الامد القريب الى العاصمة الامريكية وايضا عدم التعامل التجاري الامريكي مع الجماعة.. وهذه هي الاجراءات المترتبة على القرار.. ولهذا نقول ان كل هذه العناصر تبدو اقل حدة نظريا على الاقل من اي عمل عسكري ومع ذلك تبدو الخيارات الأمريكية ضئيلة لأنها لا تريد ان تبالغ في العمليات العسكرية او توسيع دائرة النزاع وكما يبدو ان هناك جهات في الشرق الاوسط تسعى لجر واشنطن للنزاع والولايات المتحدة تتجنب ذلك”.

هل ستتأثر موانئ الحديدة بالقرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟

على الرغم من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تصنيف حركة “أنصار الله” الحوثيين كجماعة إرهابية، فإنه يبدو بوضوح أن القرار لن يؤثر على وصول السفن والبضائع إلى موانئ الحديدة، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستعمل على استمرار تدفق الشحنات التجارية إلى اليمن.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيانه عن القرار والذي رصده موقع يمن إيكو: “نحن نعمل على طرح منح وتراخيص غير مسبوقة للمساعدة في منع الآثار السلبية على الشعب اليمني، فلا ينبغي لشعب اليمن أن يدفع ثمن أفعال الحوثيين”.

وأضاف: “إننا نبعث برسالة واضحة مفادها أن الشحنات التجارية إلى الموانئ اليمنية التي يعتمد عليها الشعب اليمني في الغذاء والدواء والوقود يجب أن تستمر وألا تشملها عقوباتنا، هذا بالإضافة إلى الاستثناءات التي ندرجها في جميع برامج العقوبات فيما يتعلق بالغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية”.

وتؤكد هذه التصريحات بوضوح أن وصول السفن البضائع إلى موانئ الحديدة لن يتأثر.

وجاء في البيان: “اليوم، وردًا على هذه التهديدات والهجمات المستمرة، أعلنت الولايات المتحدة تصنيف أنصار الله، المعروفين أيضًا باسم الحوثيين، كإرهابي عالمي محدد بشكل خاص، ويعد هذا التصنيف أداة مهمة لعرقلة تمويل الإرهاب للحوثيين، وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم”.

وقال سوليفان إنه “إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، فستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف على الفور”.

وأوضح أن “هذا التصنيف سيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يومًا من الآن، للسماح لنا بضمان وجود منح إنسانية قوية حتى يستهدف عملنا الحوثيين وليس شعب اليمن”.

وبحسب تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” اليوم ورصده موقع يمن إيكو فإن “تصنيف الإرهابيين العالميين المحدد خصيصًا والذي سيتم إعادة فرضه على الحوثيين لا يتضمن فرض عقوبات على تقديم الدعم المادي ولا يأتي مع حظر السفر الذي يتضمنه تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية”.

وعللت الوكالة هذه الاستثناءات بأنها “تهدف إلى المساعدة في منع تحرك الولايات المتحدة من الإضرار باليمنيين العاديين”.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا رصده موقع يمن إيكو نقلت فيه عن شخصين مطلعين على القرار قولهما إن “الإدارة الأمريكية لن تعيد إضافة الحوثيين إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، لأن ذلك سيشكل عائقًا أكبر أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن”.

وذكرت أسوشيتد برس أن “مؤيدو العقوبات الواسعة النطاق يجادلون بأنه من الممكن تشكيل أي آليات إنفاذ بحيث تستثني المساعدات الغذائية والإنسانية، لكن منظمات الإغاثة تشعر بالقلق من أن المخاوف من مخالفة اللوائح الأمريكية قد تخيف شركات الشحن والبنوك والجهات الفاعلة الأخرى المعنية بإمدادات الغذاء التجارية في اليمن”.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أعلنت في أسابيعها الأخيرة مطلع 2021 عن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية وهو التصنيف الذي يتضمن إجراءات اقتصادية، لكن إدارة بايدن ألغت التصنيف في فبراير من العام نفسه بسبب “مخاطر عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن” بحسب تعبير وزير الخارجية أنتوني بلينكن وقتها.
ويرى مراقبون أن تصنيف إدارة بايدن فرغ قرار ترامب من محتواه الذي يتضمن العقوبات الاقتصادية.

وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين في تصريحات لقناة الجزيرة تابعها موقع يمن إيكو إن ” لا فاعلية على الأرض لقرار واشنطن بشأن تصنيفنا”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة تستخدم قضية تصنيفنا لأغراض سياسية” مشيرة إلى أن “ما قمنا به في البحر الأحمر هو نوع من الضغط لوقف الحرب على غزة والتصنيف الأمريكي لن يثنينا عن موقفنا الثابت الداعم للفلسطينيين”.

ومنذ يوم الجمعة الماضي شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على مناطق يمنية، وقالتا إنهما استهدفتا مواقع للصواريخ المضادة للسفن، لكن هجمات قوات صنعاء استمرت بعد ذلك وتوسعت لتشمل استهداف سفينة “نسر جبل طارق” الأمريكية يوم الاثنين أثناء عبورها خليج عدن، في خطوة غير مسبوقة تأريخيا.

وأعلنت قوات صنعاء يوم الثلاثاء أيضا استهداف سفينة “زوغرافيا” التي أكدت رويترز أنها كانت متجهة إلى إسرائيل.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً