يمن إيكو| خاص:
قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إن الحل الوحيد لوقف هجمات البحر الأحمر هو وقف إطلاق النار في غزة، وإن التحرك لمواجهة هذه الهجمات هو تركيز على الأعراض وتجاهل للسبب الحقيقي، مشيرة إلى أن الضربات على اليمن لن تؤدي إلى حماية الأمن البحري.
ونشرت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، تقرير ترجمه يمن إيكو حمل عنوان ” البحر الأحمر: حان وقت معالجة السبب وليس العرض” ذكرت فيه أنه “مع هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار في البحر الأحمر، والاستهداف الانتقامي لقواعد الحوثيين في اليمن من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تتصاعد الحرب في الشرق الأوسط، ورداً على ذلك، تتساءل أوروبا عما يمكنها أن تفعله”.
وذكر التقرير أن “الاتحاد الأوروبي يدرس فكرة شن عملية بحرية في المنطقة تهدف إلى ردع الحوثيين وتعزيز الأمن البحري وحماية حرية الملاحة”.
وأضافت: “لكن رغم أن رغبة أوروبا في بذل المزيد من الجهد موضع ترحيب، إلا أن خطة الاتحاد الأوروبي للقيام بعملية بحرية تتجاهل السبب الحقيقي وراء كل هذه الاضطرابات الإقليمية، ألا وهو الحرب على غزة”.
وأوضح التقرير أنه ” إذا تمت الموافقة على عملية بحرية لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر (وما وراءه) فمن شأنها أن تخدم أغراض سياسية متعددة: فهي ستظهر أن أوروبا موجودة وأنها تفعل شيئا ما، ومن شأن ذلك أن يظهر الوحدة الأوروبية، التي كانت غائبة بشكل مروع في الشرق الأوسط. وسوف يُظهِر دعمه لقوة الردع التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، في وقت حيث أصبحت العلاقات عبر الأطلسي متوترة على نحو متزايد قبل حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية المشحونة”.
لكن التقرير أكد أنه “لا علاقة لأي من هذه الأهداف بالشرق الأوسط نفسه، أو بما يمكن وما ينبغي فعله لتشجيع التهدئة، وفي حين أن الأمن البحري وحرية الملاحة مقدسان – كما هو الحال مع الرغبة في رؤية الحوثيين ينهون هجماتهم على السفن – فمن غير المرجح أن تساهم عملية أوروبية في تحقيق ذلك بأي طريقة ذات معنى”.
وأضاف: “في الواقع، سوف يُنظر إلى التحرك الأوروبي وبشكل صحيح على أنه مكمل للهجمات التي تقودها الولايات المتحدة على الحوثيين، الذين يزعمون أنهم يتصرفون تضامنا مع غزة”.
وتابع: “بمعنى آخر، على عكس العمليات البحرية الأخرى التي شارك فيها الاتحاد الأوروبي، لن يُنظر إلى هذه العملية على أنها مسعى محايد في سياق حرب مستمرة. سيُنظر إليها على أنها تصعيد”.
وقال التقرير إنه: “على الرغم من نبل نية حماية الأمن البحري، فمن الصعب للغاية أن نرى كيف ستؤدي الهجمات الحالية في اليمن إلى ردع تصميم الحوثيين على المضي قدمًا بدلاً من تفاقم هذا التصميم، بل على العكس من ذلك، قد يكون هذا هو بالضبط ما يسعى إليه الحوثيون وداعموهم الإيرانيون، وتشير الأدلة حتى الآن إلى هذا الاتجاه”.
وأضاف: “مع استمرار التصعيد، فإن أوروبا والغرب سوف يُتهمان مرة أخرى، في نظر كثيرين، بأنهما جزء من المشكلة في الشرق الأوسط. ومرة أخرى، سوف تجني الصين وروسيا الفوائد”.
وخلص التقرير إلى أن “الطريقة الوحيدة للمساهمة في وضع حد لهجمات الحوثيين هي إزالة ذريعتهم المزعومة: الحرب في غزة، فإذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، فمن المرجح أن تتوقف هجمات الحوثيين أو على الأقل تتضاءل بشكل كبير”.
وأوضح أن “إظهار الوحدة بشأن هذه العملية في البحر الأحمر يعني التركيز على أحد الأعراض بدلاً من معالجة السبب الحقيقي لكل هذا الصراع، والقيام بذلك بطرق قد تؤدي إلى تفاقم الأمور”.