يمن إيكو| خاص:
مثَّل الهجوم الذي نفذته قوات صنعاء يوم، الإثنين، على سفينة أمريكية في خليج عدن حدثا غير مسبوقا على المستوى العملياتي، كما مثَّل ضربة كبيرة على الولايات المتحدة التي كانت قد اتخذت خطوة تصعيدية، من خلال شن ضربات على اليمن، بهدف معلن هو الحد من قدرة الحوثيين على شن هجمات مستقبلية على السفن، الأمر الذي جعل الهجوم اليمني بمثابة هزيمة للولايات المتحدة بحسب مراقبين.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” يوم الاثنين، إن “الهجوم على سفينة (نسر جبل طارق) هو المرة الأولى التي ينجح فيها الحوثيون في ضرب سفينة مملوكة أو تديرها الولايات المتحدة”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال يوم الجمعة الماضي تعليقا على هجمات قوات صنعاء إن “هجمات الحوثيين على السفن شملت استخدام صواريخ بالستية مضادة للسفن للمرة الأولى في التاريخ”.
ووفقا لذلك فإنها بالفعل المرة الأولى التي تتعرض فيها سفينة أمريكية لهجوم بصواريخ بالستية مضادة للسفن، حيث قالت قوات صنعاء إنها استخدمت صواريخ في الهجوم.
وهذه هي أيضا أول مرة تعلن فيها قوات صنعاء عن استهداف سفينة في خليج عدن منذ بدء عملياتها البحرية في نوفمبر الماضي.
وينطوي هذا الحدث غير المسبوق تاريخيا على دلالات تؤكد أن قدرات قوات صنعاء لم تتأثر بالضربات التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على اليمن منذ فجر يوم الجمعة والتي تقول الدولتان إنها تهدف للحد من قدرة قوات صنعاء على شن المزيد من الهجمات المستقبلية على السفن، وقد قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة “نيويورك تايمز” يوم السبت إن الضربات نجحت في تدمير ما يصل إلى 30% من قدرات قوات صنعاء الهجومية.
ولا يؤكد الهجوم على السفينة الأمريكية فحسب احتفاظ قوات صنعاء بقدراتها، بل يؤكد قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة عن البحر الأحمر التي كان الاعتقاد أنها المنطقة الرئيسية لعملياتها.
ويوجه الهجوم على السفينة الأمريكية ضربة لمصداقية الولايات المتحدة حول قدرتها على “حماية الملاحة” حيث ترسل العملية رسالة بأن واشنطن غير قادرة حتى على حماية سفنها التي يفترض أن لها الأولوية، وأن التقديرات العملياتية للجيش الأمريكي ربما تفتقر إلى الكثير من المعلومات حول حجم وطبيعة قدرات قوات صنعاء، وهو ما كان مسؤولون أمريكيون قد أكدوه لصحيفة “نيويورك تايمز” يوم الجمعة حيث قالوا إنهم يواجهون صعوبة في العثور على أهداف عسكرية للحوثيين.
ولهذه الاعتبارات، وصف مراقبون الهجوم على السفينة الأمريكية بأنه هزيمة للولايات المتحدة، حيث كتب مراسل قناة الجزيرة في البنتاغون فؤاد منصور في تدوينة رصدها موقع يمن إيكو، تعليقا على العملية أن “الجولة الأولى من المواجهة المرتبطة بحرب إسرائيل على قطاع غزة بين أنصار الله و إدارة بايدن انتهت بهزيمة الأخيرة بالمعنى الاستراتيجي” مضيفا أنها “قوضت أيضاً المكانة التي تبوأتها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بصفتها القوة البحرية التي لا منازع لها في حماية الممرات المائية الحيوية للتجارة العالمية في إطار النظام العالمي الجديد الذي سعت واشنطن الى ارسائه بعد عام 1945 و تعزيزه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي” حد تعبيره.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نقلت يوم السبت عن كاثرين زيمرمان، خبيرة مكافحة الإرهاب في معهد أميركان إنتربرايز قولها إن “الحكومة الأميركية تفاجأت في بعض الأحيان بالقدرات العسكرية للحوثيين” مضيفة أنه “من المحتمل أن المخابرات الأمريكية لا تعرف مكان تخزين العديد من أسلحة الحوثيين”.