يمن ايكو
أخبار

شاهد| حركة المقاطعة في اليمن تأخذ أشكالاً غير مسبوقة دعماً لفلسطين

يمن إيكو| استطلاع:

على الرغم من الحروب الكثيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والولايات المتحدة على دول عربية وإسلامية، إلا أن الحرب الحالية التي يشنها الجيش الإسرائيلي أفرزت حركة مقاطعة غير مسبوقة في اليمن والدول العربية والإسلامية، ليس فقط من قبل المواطنين الذين يفترض أنهم الزبائن، وإنما من قبل أصحاب المتاجر ومسؤولي البيع، ففي اليمن على سبيل المثال وصل الأمر إلى المرحلة التي يعود فيها بعض المواطنين من منازلهم إلى المتاجر لإعادة بعض السلع التي اكتشفوا لاحقاً أنها تنتمي لشركات داعمة لإسرائيل.

حركة المقاطعة في اليمن وصلت إلى نسبة تتعدى 95% فيما اضطرت المتاجر لخفض أسعار السلع الخاضعة للمقاطعة بنسبة تصل إلى أكثر من 65% ومع ذلك ظلت حبيسة الرفوف في المتاجر الكبيرة والصغيرة، فيما يؤكد أصحاب المتاجر أنهم يقفون مع حركة المقاطعة ولا ينوون في حال نفاد الكميات التي لديهم، إعادة تسويق تلك المنتجات، انطلاقاً من تضامنهم مع أبناء قطاع غزة

ثمة إدراك غير مسبوق لتأثيرات المقاطعة لدى الجمهور في اليمن كما الدول العربية والإسلامية، وهذه المرة فشلت كل محاولات الشركات لكسر تلك المقاطعة، من قبيل أنها شركات وطنية اشترت امتياز العلامات العالمية، كما فشلت البروباغندا الإعلامية التي سعت لكسر إرادة المقاطعين من خلال القول إن المقاطعة غير ذات تأثير.

هذا المشهد رصده موقع “يمن إيكو” منذ بدء حركة المقاطعة في اليمن والدول العربية والإسلامية، وفي جولة ميدانية جديدة في متاجر صنعاء، والتي أظهرت أن حركة المقاطعة لم تضعف بمرور الوقت كما كان الحال في حركات المقاطعة في السابق.

متاجر صنعاء تضيف خطوة جديدة لتعزيز الوعي بأهمية المقاطعة

لا تزال بضائع الشركات الداعمة لإسرائيل متكدسة في أرفف المتاجر ومخازنها، بالعاصمة صنعاء، منذ انطلاق حملات المقاطعة تضامناً مع الشعب الفلسطيني في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي بدأت عقب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

فريق “يمن إيكو”، أجرى استطلاعاً ميدانياً في عدد من متاجر العاصمة صنعاء، التي لا تزال ممتلئة بأصناف البضائع التي تنتجها الشركات الداعمة لإسرائيل، نتيجة عزوف المواطنين عن شرائها، رغم التخفيضات الهائلة على أسعارها، الأمر الذي يؤشر على ارتفاع معدلات الوعي في أوساط المواطنين اليمنيين بأهمية المقاطعة كسلاح فاعل في مواجهة الكيان الإسرائيلي ونُصرةً لأبناء فلسطين المحتلة.

الفريق التقى عدداً من موظفي المتاجر والمواطنين، الذين أدلوا بتصريحات تكشف مستوى الوعي العام بأهمية تفعيل المقاطعة لمنتجات الشركات الداعمة لإسرائيل، حيث قال محمد صالح، مسؤول كاشير في متجر سيتي مارت، إن “كثيراً من الأشخاص يقاطعون البضائع الإسرائيلية”، مؤكداً أن “البعض يعودون من منازلهم لإعادة المنتجات التي اشتروها، بعد علمهم أنها تتبع الشركات التي تدعم إسرائيل”.

وفي خطوة مؤيدة لاستمرار حملة المقاطعة، وضع متجر “سيتي مارت” لافتات توعوية أمام البضائع التي تنتجها شركات داعمة لإسرائيل، كُتب عليها “المنتَج مقاطع والخَيار لكم”، وهي خطوة كان تأثير كبير في توعية المواطنين غير المُلمِّين بقائمة المنتجات المقاطعة، وفي هذا السياق التقى فريق “يمن إيكو” أحد المتسوقين في سيتي مارت “أيمن المعلمي” والذي قال: ” هذه اللوحات تُذكِّر الناس وتنبههم إلى هذه البضائع”.

وأضاف المعلمي: “المفروض ألَّا نكون مقاطعين فقط لهذه المنتجات، بل يُفترض أن ننساها نهائياً، لأن القضية الفلسطينية تَمسُّ الكل”، مشيراً إلى أن “اللوحات الإرشادية تعمل نوعاً من التذكير للإنسان، وتجعله يراجع حساباته أيضاً، وتذكره بأن هذه البضائع مقاطعة، خصوصاً عندما يكون مستعجلاً”، مؤكداً أن “المقاطعة تُعدُّ أقل واجب يمكن تقديمه نُصرةً لإخواننا في غزة”.

وبشأن البضائع البديلة للمنتجات المقاطعة وتوفرها في السوق المحلية، أكد المعلمي أن البدائل متوفرة، وبنبرةٍ متفائلة ومتحفزة ناتجة عن الاستجابة الشعبية الكبيرة للمقاطعة، أضاف المعلمي: “حتى لو لم تكن هناك بدائل سنوجدها”.

الطلب على منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل لم يعد بالحجم نفسه الذي كان في السابق، حيث أكد فواز المريسي، موظف في سيتي مارت، أن هناك فرقاً واضحاً، مؤكداً: “لم تعد البضائع المقاطعة تباع كالسابق”.

وأشار المريسي إلى أن التنويهات التي وضعها متجر سيتي مارت، الذي يعمل فيه، على البضائع المقاطعة رفعت نسبة العزوف عن شرائها، وبالتالي يتضاءل الإقبال عليها أكثر وأكثر”، مضيفاً: “هناك مواطنون لا يعرفون كل البضائع المقاطعة، لكن بمجرد أن وضعنا هذه اللوحات أو التنبيهات على المنتجات أصبح المواطن يتفحص المنتج قبل شرائه”.

النظر إلى كميات المنتجات المقاطعة المتكدسة في واجهات وأرفف المتاجر، يوحي عموماً بنجاح حملات المقاطعة، وهو ما أكده الزبون في سيتي مارت، الشاذلي، بقوله لفريق “يمن إيكو” إن: “الحملات ناجحة مئة بالمئة، والمقاطعة أكبر سلاح ممكن يستخدمه الشعب اليمني لدعم الشعب الفلسطيني، ومواجهة إسرائيل وجميع الدول التي تدعمها”.

وأشار الشاذلي إلى أن اللافتات التي وضعت أمام المنتجات للتنبيه إلى أنها مقاطعة، حققت الفائدة المرجوة منها بنسبة كبيرة، لأن هناك بضائع مقاطعة أنت لا تعرف اسمها، ومنتجات لست متأكداً منها، أو سمعت عنها ولم ترها، لكن بمجرد أن ترى اللوحة تتنبّه، وتعرف أن هذه البضاعة مقاطعة، وتتجه لمنتج آخر لا يدعم الكيان الصهيوني”.

الشاذلي دعا إلى ضرورة أن يصحو الضمير العربي لمناصرة القضية الفلسطينية، مؤكداً أن “المقاطعة أحد الأسلحة الفعّالة”.

كما دعا إلى ضرورة دعم المنتجات المحلية البديلة عن تلك المقاطعة، قائلاً: “هناك منتجات محلية بديلة يجب أن ندعمها، وهناك منتجات أخرى من دول محترمة، دول لا تدعم إسرائيل”.

وكان فريق “يمن إيكو” تابع عن كثب حملات المقاطعة في العاصمة صنعاء، ونفذ عدداً من النزولات الميدانية التي تابعت مراحل المقاطعة، بما فيها خفض أسعار البضائع التي تنتجها الشركات الداعمة لإسرائيل، إلى ثلث قيمتها الأصلية، إلا أن ذلك لم ينجح في الاحتيال على المقاطعة، نتيجة تصاعد معدلات الاستجابة والوعي الشعبي بأهمية تفعيل سلاح المقاطعة الذي ينتج عنه تداعيات سلبية كبيرة على اقتصادات الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً