يمن ايكو
أخبارتقارير

أزمة غير مسبوقة: الحكومة اليمنية تتمرد على السعودية بدعم أمريكي!

يمن إيكو| تقرير:

كشفت مصادر سياسية يمنية لموقع “يمن إيكو” عن تصاعد أزمة غير مسبوقة بين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية من جهة، والسعودية من جهة أخرى، على خلفية موقف الجانب اليمني من خارطة الطريق، الناتجة عن المفاوضات بين صنعاء والرياض لإنهاء الحرب في اليمن، والتي رعتها سلطنة عمان، وتبنت الأمم المتحدة الإعلان عنها قبل أيام، حيث تشير تقارير إلى أنه من المرتقب إعلان التوقيع عنها مطلع العام المقبل.

وبحسب المصادر، وجهت السعودية رسالة غاضبة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، تتهمهم بمحاولة التنسيق مع الولايات المتحدة لإحباط مسار المفاوضات بين الرياض والحوثيين لوضع نهاية للحرب المستمرة منذ قرابة تسعة أعوام، حيث أشارت المصادر إلى أن الرسالة السعودية جاءت بعد توجيه الحكومة اليمنية دعوة لمن وصفتها بدول البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين، واعتبرتها تأييداً للتحالف الأمريكي الذي أعلن قبل أيام ورفضت السعودية الانضمام إليه على الأقل بشكل علني.

وكان واضحاً منذ بداية المفاوضات السعودية مع الحوثيين في صنعاء، تذمر الحكومة اليمنية والذي عبرت عنه من خلال بيانات للأحزاب التي تتشكل منها، والتي كانت ترحب بتلك المفاوضات، لكنها كانت تعبر عن تمسكها بالمرجعيات الثلاث، بما فيها قرار مجلس الأمن 2216 والذي لم يكن في أجندة المفاوضات، لكن الحكومة اليمنية كانت تعبر عن تمسكها به، في خطوة كانت توصف بأنها تعبير عن رفضها لمسار المشاورات السعودية مع الحوثيين.

خلاف ظاهر بين السطور:

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ السبت الماضي ترحيبه “بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة” بحسب البيان الصادر عنه.

وقال البيان، الذي جاء بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وكبير مفاوضي أنصار الله محمد عبد السلام، إن “خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة”.

وكان واضحاً أن بيان المبعوث الأممي خلا من أي إشارة للمرجعيات الثلاث، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2216 والذي كان يوصف بأنه بات عقبة تحول دون التوصل إلى السلام في اليمن، وأنه لم يعد من الممكن تنفيذه.

وعقب بيان المبعوث الأممي، أصدرت السعودية بياناً يرحب بإعلان المبعوث الأممي وكذلك صدرت بيانات مماثلة من كل من قطر والكويت والإمارات والأردن ومصر، رحبت جميعها بإعلان المبعوث الأممي، وعبرت عن دعمها للتوصل إلى تسوية في اليمن، وكان من الملاحظ أيضاً أن كل تلك البيانات تخلت عن ذكر قرار مجلس الأمن 2216 بشكل خاص، أو المرجعيات الثلاث بشكل عام.

على خلاف ذلك أصدرت وزارة الخارجية التابعة للحكومة اليمنية بياناً أظهر ترحيبا بإعلان المبعوث، لكنه تضمن التمسك بالمرجعيات الثلاث، والذي يتنافى مع مسار المفاوضات بين الرياض وصنعاء وإعلان المبعوث الأممي.
ففي البيان “جددت الوزارة التأكيد على تعاملها الإيجابي مع كافة المبادرات الهادفة لتسوية الأزمة في اليمن بالوسائل السلمية، وفقا للمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الامن ٢٢١٦، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب اليمني”.

الحكومة اليمنية تستعين بواشنطن لمقاومة التسوية:

منذ بدء هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية، حاولت السعودية الحفاظ على مسار التفاهمات مع حكومة صنعاء، وتجنب تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة على مساعيها للخروج من حرب اليمن.
فمع بدء الدعوات الأمريكية لمواجهة هجمات قوات صنعاء، كشفت وكالة “رويترز” عن رسالة وجهتها السعودية للولايات المتحدة الأمريكية، طلبت فيها عدم الرد على هجمات قوات صنعاء ضد إسرائيل، خشية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد يطال السعودية واقتصادها.

ونقلت الوكالة في تقرير رصده “يمن إيكو” عن “مصدرين مطلعين” قولهما إن “السعودية طلبت من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات جماعة الحوثي باليمن على سفن في البحر الأحمر”.

وأضاف المصدران: “رسالة ضبط النفس التي وجهتها الرياض إلى واشنطن تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد”.

وبعد إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف لمواجهة هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية في 19 ديسمبر الجاري، لم تنضم إليه السعودية، بل إن صحيفة نيويورك تايمز نقلت، يوم الأحد الماضي، عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم إن قرار مهاجمة الحوثيين لم يتخذ بعد، ويرجع ذلك أساسًا إلى الخوف من تجدد القتال بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية.

مجدداً، وعلى خلاف ذلك، دعت الحكومة اليمنية أمس الثلاثاء من وصفتها “الدول المطلة على البحر الأحمر إلى التحرك العاجل لمواجهة هذا العبث الإيراني بأمن المنطقة وحرية الملاحة الدولية في واحد من أهم الممرات التجارية في العالم، مؤكدة موقف اليمن المبدئي والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحقه في الدفاع عن النفس، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة” وفقاً لخبر نشرته وكالة الأنباء التابعة للحكومة اليمنية، حول اجتماع لرئيس وأعضاء الحكومة.

وفي حين كشفت تقارير صحفية ومعلومات حصل عليها موقع “يمن إيكو” ونشرها خلال الفترة الماضية، أن الحكومة اليمنية تعتبر أن السعودية تجبرها على القبول بنتائج مفاوضاتها مع حكومة صنعاء أو الحوثيين، فإن الحكومة اليمنية، وجدت في المساعي الأمريكية لمواجهة الحوثيين فرصة للتنسيق مع واشنطن لمقاومة التسوية السعودية، عبر انخراطها في التحالف الأمريكي في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية، وهو ما أغضب السعوديين.

وتأكيداً لذلك، رغم ترحيب السعودية وحلفائها العرب بإعلان المبعوث الأممي حول خارطة الطريق، فقد كان لافتاً أن أي من المبعوث الأمريكي إلى اليمن أو السفير البريطاني لدى اليمن، لم يصدر عنهما أي مواقف علنية بشأن إعلان المبعوث الأممي، وهو ما يرجح صحة الاتهامات الموجهة من صنعاء للولايات المتحدة بإفشال اتفاق كان وشيكاً مع التحالف لإنهاء الحرب في اليمن.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً