يمن ايكو
أخبارتقارير

حصري: تفاصيل لقاء طارق عفاش وضباط إسرائيليين بقاعدة أمريكية في جيبوتي وما تم الاتفاق عليه

يمن إيكو| تقارير:

حصل موقع “يمن إيكو” على معلومات تؤكد أن عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد صالح، التقى خلال الأيام الماضية أثناء تواجده في جيبوتي، مع ضباط أمريكيين وإسرائيليين في القاعدة العسكرية الأمريكية برفقة ضباط من المخابرات الإماراتية، في إطار تنسيق تعمل عليه الولايات المتحدة لمواجهة قوات صنعاء البحرية التي تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

المعلومات أوضحت أن الجانب الأمريكي يرى أن إسرائيل غير قادرة على مواجهة قوات صنعاء في الوقت الحالي، بسبب انشغالها في الحرب على غزة والمواجهات مع حزب الله في الجبهة الشمالية، كون أي عمليات تحتاج إسرائيل لتنفيذها في اليمن تحتاج إلى دعم لوجستي بسبب طول المسافة، بالإضافة إلى وجود مخاطر متعددة قد تواجه طائراتها في اليمن، كما يرى الأمريكيون أن تنفيذ إسرائيل عمليات في اليمن سيزيد من حالة التعاطف الشعبي مع قوات صنعاء والحوثيين، وبالتالي وقع الاختيار على تشكيل تحالف من قوى عربية، بينها قوات طارق صالح والمجلس الانتقالي في اليمن، وهما حليفا الإمارات.

وقد ألمح إلى ذلك الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أمس الجمعة، عندما سئل عن خطط إسرائيل للرد على هجمات اليمن، فأجاب بالقول إن “ما يفعله الحوثيون يشغل بال جميع الدول في المنطقة ومنها دول عربية”، وأضاف: “ننسق مع الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن هجمات الحوثيين”. وفي رده على سؤال حول الأنباء التي تحدثت عن تعرض مستودع أسلحة في صنعاء للقصف وعما إذا كانت إسرائيل وراءه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “هناك جهات إقليمية، وأنا أشير فقط إلى تصرفات الجيش الإسرائيلي”.

حالياً، ليس ثمة ما يحدث في البحر الأحمر سوى ما تتعرض له السفن الإسرائيلية من احتجاز أو منع من العبور في البحر الأحمر، وهنا يأتي العميد طارق صالح الذي لم يصدر موقفاً متضامناً مع الفلسطينيين، لكنه وقف على الضفة الأخرى ووصف عملية احتجاز السفينة الإسرائيلية بأنها عملية قرصنة، ليطير بعدها إلى جيبوتي التي تُعدُّ مرتعاً للقواعد العسكرية الأمريكية والإسرائيلية والغربية، ويلتقي هناك مع رئيسها إسماعيل عمر جيلة، حيث قال صالح- في تدوينة رصدها موقع “يمن إيكو”- عن ذلك اللقاء: “ناقشنا تفعيل العمل المشترك لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، حيث كانت جيبوتي ولا تزال إحدى أهم الدول العربية المؤيدة والداعمة للجمهورية اليمنية، وبما يحفظ أمن واستقرار المنطقة على شاطئي البحر الأحمر”، ولم ينس صالح أن يعرج على وضع اليمن وجيبوتي عندما قال: “يجمعنا التاريخ والجغرافيا والهوية العربية المشتركة، شعبين شقيقين على ضفتي الممر المائي الأهم للأمن والاقتصاد العالميين باب المندب”، بحسب تعبيره.

كما قالت وكالة الأنباء التابعة للحكومة اليمنية، في خبرها عن زيارة صالح لجيبوتي، إنه ناقش مع الرئيس والمسؤولين هناك “تطوير العمل المشترك بين اليمن وجيبوتي ودول القرن الأفريقي المطلة على البحر الأحمر، في ظل تنامي التهديدات على الملاحة الدولية”. فكانت الإشارة واضحة إلى أن الزيارة تركزت حول التهديدات على الملاحة الدولية التي هي في واقعها تهديدات تتعلق بالسفن الإسرائيلية.

بل إن الوكالة الرسمية حددت سبب زيارة صالح لجيبوتي، عندما قالت إنه التقى رئيس الوزراء عبدالقادر كميل، في إطار زيارته الرسمية إلى جيبوتي؛ “لتعزيز العمل المشترك وأمن الملاحة الدولية”.

وبالعودة إلى المعلومات التي حصل عليها موقع “يمن إيكو” فقد ناقش اللقاء الذي جمع طارق صالح والإماراتيين مع الضباط الإسرائيليين والأمريكيين، تزويد قوات صالح بإمكانات بحرية مع تواجد لقوات إسرائيلية في جزيرة ميون اليمنية، الواقعة في مدخل مضيق باب المندب، التي تسيطر عليها قوات إماراتية لمواجهة الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء وتأمين السفن الإسرائيلية، حيث شهدت الجزيرة خلال الأشهر الماضية إنشاءات عسكرية إماراتية كشفت عنها وكالات استخباراتية.

ومنذ تعيين طارق صالح في مجلس القيادة الرئاسي والفترة التي سبقتها كقائد للمقاومة الوطنية المدعومة من الإمارات، والتي تتواجد في الساحل الغربي من باب المندب إلى المخا وما بعدها، اقتصرت زيارات صالح على السعودية والإمارات، ولكن منذ عملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من هجمات يمنية على إسرائيل وسفنها، زار صالح أهم المحطات التي تستخدمها الولايات المتحدة لتنسيق عملياتها في المنطقة وهي الأردن وجيبوتي.

ولتبرير ما ستشهده الأيام المقبلة من تحركات عسكرية بين ضفتي باب المندب في جيبوتي واليمن، قالت وكالة الأنباء التابعة للحكومة اليمنية إن محافظ تعز نبيل شمسان وقع، اليوم، اتفاقية مع محافظ محافظة جيبوتي الجيبوتية سعيد داوود، لإقامة علاقة توأمة بين المحافظتين وتشكيل لجنة فنية مكونة من أربعة أشخاص، يقوم كل طرف بتعيين اثنين من المسؤولين رفيعي المستوى، وستكون اللجنة الفنية مسؤولة عن العمل المنجز من خلال الجهود التعاونية لكلا الطرفين.
وفي مطلع نوفمبر الماضي توجه عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح إلى الأردن في زيارة مفاجئة، تزامنت مع وجود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤولين عسكريين في البلد الذي يمثل قاعدة انطلاق للتحركات الأمريكية بشأن فلسطين.

وقد جاءت الزيارة توازياً مع مؤشرات تحريك فعلي لجبهة الساحل الغربي التي تتواجد فيها القوات التابعة لطارق صالح، حيث أعلنت قناة “الحدث” السعودية بداية نوفمبر أن “القوات المشتركة قامت بتدمير مواقع وآليات حوثية جنوب الحديدة”.

وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية قد نقلت عن مصدر في وزارة الدفاع اليمنية قوله إن “تركيز القوات الحكومية منصب في هذه المرحلة على استغلال الحوثيين للقضية الفلسطينية”.

اللافت أن زيارة صالح لجيبوتي ولقاءه الإسرائيليين والأمريكيين، بتنسيق من المخابرات الإماراتية، تزامنت مع استضافة الإمارات لقمة المناخ التي شارك فيها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وعضو المجلس عيدروس الزبيدي، الذي يرأس في الوقت نفسه المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يملك جناحاً عسكرياً تولت الإمارات إنشاءه وتسليحه ورعايته، في ظل حضور الرئيس الإسرائيلي ووجود محطة للموساد في أبوظبي منذ اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات في سبتمبر 2020.
المجلس الانتقالي باعتباره الحليف الآخر للإمارات كان أيضاً قد ألمح إلى استعداده التعاون لمنع استهداف السفن الإسرائيلية، حين أصدر بياناً للتعليق على هجوم قراصنة على سفينة إسرائيلية في خليج عدن.

وقال البيان الذي حصل عليه “يمن إيكو” في 26 نوفمبر الماضي إن المجلس الانتقالي الجنوبي “يتابع بقلق بالغ سلوكيات مليشيات الحوثيين الإرهابية المهددة للأمن والسلم في المنطقة”، بحسب البيان.

ووصف البيان عمليات قوات صنعاء بأنها ” تهدد الملاحة الدولية وخطوط التجارة في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر”، مؤكداً “استعداده الدائم للعمل على تأمين مسار الملاحة الدولية وردع السلوك الإرهابي الحوثي، وذلك من خلال رفع جاهزية قواتنا البحرية الجنوبية والعمل على تطويرها، بالشراكة مع دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين”، بحسب نص البيان.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي بارك التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، وعبر عن استعداده للتطبيع مع إسرائيل بعد استعادة ما وصفها بالدولة الجنوبية.

ومع عودة الحرب الإسرائيلية على غزة وتوعد قوات صنعاء بتوسيع عملياتها على إسرائيل- حيث قال المتحدث العسكري باسمها العميد يحيى سريع، في بيان مساء الخميس الماضي، إنه في حال عودة الحرب فلن تترد قواتهم عن “توسيع عملياتها العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي لتشمل أهدافاً قد لا يتوقعها في البر أو البحر” وفقاً للبيان- ستكشف الأيام المقبلة مستوى التنسيق بين الفصائل اليمنية المدعومة من الإمارات مع الإسرائيليين والأمريكيين في البحر الأحمر، الذي قد يشهد مزيداً من العمليات ضد السفن الإسرائيلية في حال عاودت الإبحار عبر مضيق باب المندب، إذ أن معظمها حالياً قرر سلوك طرق أخرى بعيداً عن البحر الأحمر وتهديدات قوات صنعاء.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً