يمن إيكو|خاص:
أثارت زيارة رجل الأعمال ومالك منصة “إكس” (تويتر سابقاً) إيلون ماسك إلى إسرائيل، جدلاً واسعاً، حيث ربط نشطاء الزيارة بالمخاوف من تعديل سياسة منصة التواصل الاجتماعي التي واجهت اتهامات أمريكية وأوروبية بـ”معاداة السامية” خلال الفترة الماضية.
وظهر ماسك، اليوم الإثنين، برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء جولة في مستوطنات غلاف غزة التي تعرضت للهجوم يوم 7 أكتوبر الماضي في عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
وقالت وكالة “رويترز” إن ماسك قال خلال الزيارة: “يجب وقف الدعاية التي تقنع الناس بالتورط في القتل”.
وأضافت أنه من المقرر أن يلتقي رئيس إسرائيل إسحق هرتسوج مع ماسك، ونقلت عن مكتب هرتسوج قوله إن “أقرباء للرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة سينضمون للاجتماع كما سيناقش الرئيس الإسرائيلي وماسك ضرورة اتخاذ إجراء لمواجهة تزايد معاداة السامية عبر الإنترنت”.
وربط نشطاء الزيارة بالمخاوف المثارة من تعديل سياسة منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقاً) التي يملكها ماسك، والتي أصبحت متنفساً للمستخدمين فيما يتعلق بالنشر حول الحرب في غزة، نظراً للقيود الكبيرة التي تفرضها المنصات الأخرى التابعة لشركة “ميتا” كفيسبوك وإنستغرام على المحتوى المتعلق بهذه القضية.
واجه إيلون ماسك انتقادات أمريكية وأوروبية على خلفية سياسة منصة “إكس”، حيث يرى مؤيدو إسرائيل أن المنصة تسمح بالمحتوى “المعادي للسامية”.
وقبل أسبوع وجّه 27 عضواً ديمقراطياً بالكونجرس الأمريكي رسالة إلى ماسك، قالوا فيها إنهم قلقون من استفادة منصة التواصل الاجتماعي من حسابات مميزة احتفت بالعنف ضد الإسرائيليين.
وجاء ذلك بعد دعوى قضائية رفعتها “إكس” على مجموعة “ميديا ماترز” المعنية بمراقبة وسائل الإعلام، التي نشرت تقريراً عن ظهور إعلانات لعلامات تجارية كبرى على المنصة بجوار منشورات تروج للنازية، حيث اتهمت المنصة المجموعة بتشويه سمعتها بهذا التقرير.
وقبل قرابة عشرة أيام، انتقد البيت الأبيض إيلون ماسك، على خلفية تعليق له على منشور يقول إن اليهود يؤججون الكراهية ضد البيض، حيث قال ماسك إن صاحب المنشور تكلم بـ”الحقيقة الفعلية”.
وبسبب هذا التعليق اتهم البيت الأبيض ماسك “بالترويج البغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية التي تتعارض مع قيمنا الأساسية كأمريكيين”.
وطلبت المفوضية الأوروبية هذا الشهر من أجهزتها تعليق حملاتها الإعلانية على منصة إكس.
وقبل أيام أعلن ماسك أن منصة إكس “ستتبرع بكل ما يأتي من الإعلانات والاشتراكات المرتبطة بالحرب في غزة إلى المستشفيات في إسرائيل والصليب الأحمر/الهلال الأحمر في غزة”.
ويرى نشطاء أن زيارة ماسك إلى إسرائيل وتصريحات مكتب الرئيس الإسرائيلي عن مناقشة محتوى “معاداة السامية” قد تكون لها علاقة بالضغوط التي يواجهها ماسك لتعديل سياسة منصة “إكس” بخصوص ما يحدث في فلسطين.
من جانب آخر قال وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو قرعي، اليوم، إن إسرائيل توصلت إلى اتفاق مبدئي مع ماسك يقضي بأنه “لا يمكن تشغيل وحدات ستارلينك الفضائية في إسرائيل إلا بموافقة وزارة الاتصالات الإسرائيلية، بما في ذلك قطاع غزة”.
وكان ماسك قد واجه مطالبات واسعة بتوفير إنترنت “ستارلينك” الفضائي لقطاع غزة، بعد أن قامت إسرائيل بقطع كافة الاتصالات عن القطاع مع بداية عملية التوغل البري.
وردَّ ماسك على هذه المطالبات، نهاية أكتوبر الماضي، بأن خدمة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس ستدعم خطوط الاتصالات في غزة لمنظمات الإغاثة المعترف بها دولياً، وهو ما رد عليه وزير الاتصالات الإسرائيلي وقتها بأن “إسرائيل ستستخدم كل الوسائل المتاحة للتصدي لهذا الأمر”.