يمن إيكو| أخبار:
قال الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم الأربعاء، إنه نشر زوارق حربية في البحر الأحمر لتعزيز دفاعاته العسكرية، عقب هجمات بصواريخ باليستية ومجنّحة طويلة المدى وطائرات مسيّرة، أطلقت من اليمن على أهداف مختلفة في إسرائيل، رداً على عدوانها المستمر على قطاع غزة، حسب بيان عسكري تبنت فيه قوات صنعاء العملية الهجومية.
ونشر الجيش الإسرائيلي، عبر حسابه على موقع “إكس”، صوراً تظهر طرادات من طراز “سار” قرب ميناء إيلات على البحر الأحمر، الذي تعتبره إسرائيل جبهة جديدة لحربها على غزة بعد تصاعد التوتر في المنطقة العربية، وإعلان إسرائيل اعتراض هجمات في سماء إيلات مصدرها اليمن.
مراسل الجزيرة، سمير النمري، قلل من شأن بيان الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بنشر قطع عسكرية في البحر الأحمر، في تدوينة على تويتر، قال فيها إن السفن البحرية الإسرائيلية متواجدة في البحر الأحمر منذ 70 عاماً، ومثلها سفن أمريكا وبريطانيا وإيران وكل دول العالم، موضحاً أن “الموضوع ليس جديداً”.
في السياق، أشار الخبير في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية اللواء طيار مأمون أبو نوار، في تصريح لـ “الجزيرة نت”، إلى أن نشر إسرائيل زوارق في البحر الأحمر بمثابة رسالة تخويفية تريد إيصالها للعالم بأن التجارة العالمية قد تتوقف نتيجة تداعيات الحرب في غزة، موضحاً أن نشر هذه الزوارق يعني ظاهرياً أن المنطقة قد تستضيف حرباً إقليمية شاملة، أما واقعياً فهذا لا يتعدى استعراضاً للقوة.
وأضاف أبو نوار أن مدى صواريخ الحوثيين يصل إلى أي نقطة في البحر الأحمر، وبالتالي تصبح تهديداً حقيقياً لهذه الزوارق التي أعلنت إسرائيل نشرها شمال البحر الأحمر.
وكانت إسرائيل أجرت بين عامي 2021 و2022 ست مناورات بحرية في نطاق البحر الأحمر، مع الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية أخرى، كان أهمها مناورة الدرع الرقمي بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي (سبتمبر 2022) ويعد التدريب هو الأول من نوعه الذي يجمع قطعاً بحرية إسرائيلية وقطعاً بحرية مُسيّرة غير مأهولة تتبع القوة 59 من الأسطول الخامس الأمريكي.
ومن ضمن ما تهدف إليه إسرائيل من خلال تكثيف المناورات في البحر الأحمر خصوصاً مع الجانب الأمريكي، تعزيز قدرتها اللوجستية على استمرار عملياتها في المناطق البعيدة، سواء التزود بالوقود أو الدعم العسكري، ودمج التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي مع العمليات العسكرية التقليدية، بالإضافة إلى توسيع مديات العمل العسكري، ودمج سيناريوهات مختلفة تحاكي ضرب أهداف العدو بالطائرات والصواريخ والسفن.
على الصعيد نفسه، تعمّق إسرائيل حضورها العسكري في البحر الأحمر من خلال اتفاقيات التطبيع التي وقعتها مع عدد من دول المنطقة، خصوصاً الإمارات، لإقامة شبكة قواعد لوجستية في البحر الأحمر وخليج عدن، وقد ذكرت تقارير متواترة أن الإمارات وإسرائيل بدأتا فعلياً إقامة منشآت عسكرية واستخباراتية جديدة في ميون اليمنية، وكذلك جزيرة سقطرى.
كما تشير القراءات الاستراتيجية الإسرائيلية، الصادرة من مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، إلى ضرورة إنشاء قاعدة لوجستية في البحر الأحمر من جهة السودان، التي تكثف إسرائيل جهودها لإنجاز التطبيع معها بأسرع وقت.