يمن إيكو| تقارير:
بعد حملة مناشدات واسعة لتوفير إنترنت مفتوح لقطاع غزة في أعقاب قطع إسرائيل خدمتي الاتصالات والإنترنت عن القطاع آخر الأسبوع الماضي بالتزامن مع بدء هجومها البري، أكد الملياردير الأمريكي من أصول كندية ومالك شركة “سبيس إكس” لتوفير خدمة الاتصال القمري بالإنترنت، إيلون ماسك، استعداده لتأمين خدمة الاتصالات بالإنترنت عبر نظام “ستارلينك” التابع لشركته، للمنظمات المعترف بها دولياً فقط العاملة في قطاع غزة، على عكس تأمينه الاتصالات والإنترنت لكل المنظمات والمواطنين في أوكرانيا، خلال الحرب الروسية لأوكرانية.
ونقلت وكالة رويترز عن إيلون ماسك السبت قوله: “إن خدمة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس (التي يملكها) ستدعم خطوط الاتصالات في غزة مع “منظمات الإغاثة المعترف بها دوليا”.
ومساء الجمعة قالت منظمات الإغاثة الدولية إن قطع إسرائيل الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة منذ الجمعة، أدى إلى تفاقم الوضع المتدهور بالفعل من خلال إعاقة عمليات إنقاذ الأرواح ومنع المنظمات من الاتصال بموظفيها على الأرض.
وقالت منظمة الصحة العالمية، في تصريح لوسائل الإعلام العالمية مساء الجمعة: “فقدنا الاتصال بموظفينا في غزة وبالمرافق الصحية وكل شركائنا في المجال الإنساني”.
وكانت إسرائيل قد قطعت خدمات الاتصالات والإنترنت بالكامل عن قطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد الغارات الجوية والقصف المدفعي على القطاع، وهجوم نفذه الجيش الإسرائيلي هو الأعنف منذ إعلانه الحرب على القطاع، ما أسفر عن تدمير جميع المسارات الدولية التي توصل غزة بالعالم الخارجي.
وأطلق الأطباء والإعلاميين والسياسيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة، لمطالبة ماسك بتوفير إنترنت مفتوح لغزة، من خلال هاشتاغ: (#ستارلينك_فور_غزة #starlink_for_gaza) الذي تصدَّر منصات التواصل الإجتماعى، عل شكل حملات تضامن عالمية مع غزة.
ووجهت إحدى الطبيبات في منشور على حسابها الرسمي على منصة إكس، حديثها إلى ماسك قائلة: “غزة تتعرض للقصف، والإنترنت والاتصالات مقطوعة، إنهم بحاجة إلى (ستارلينك) على الفور”.
فيما شارك أحد المغردين على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” قائمة بأسماء منظمات دولية يمكنها التواصل مع إيلون ماسك لتوصيل الإنترنت الفضائي “ستارلينك” من بينها منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، والهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك لعدم قدرة هذه المنظمات على توصيل المساعدات إلى القطاع، وهو ما رد عليه ماسك باستعداده تقديم دعم -محدود- لـ”الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية المعترف بها دوليا” فقط وفي “حال طلبت ذلك” حسب تعبيره.
وعقب إعلان ماسك إنه سيقوم بتقديم خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية لمنظمات الإغاثة المعترف بها دولياً فقط، في القطاع، أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرخي أن إسرائيل ستقطع كافة علاقاتها مع شركة “سبيس إكس” المصنعة لأنظمة الأقمار الصناعية ستار لينك، وفق إرم الإماراتية.
وهدد كرخي في تغريدة على موقع “إكس” المملوك لـ إيلون ماسك، بأن وزارته ستتوقف عن استخدام نظام “ستارلينك”، حسب تعبيره.
ما هو نظام “ستارلينك”؟ وكيف يعمل؟
نظام “ستارلينك” هو خدمة إنترنت قائمة على الأقمار الصناعية أنشأها أيلون ماسك، ويتكون النظام من آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، والتي يتم ربطها ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت. وفق موقع الجزيرة نت.
ويقدم النظام الخدمة من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت. وفق المصدر نفسه
وأُعدت هذه الخدمة لربط المناطق المنكوبة ومناطق الحروب بالإنترنت، واستفادت منها أوكرانيا خلال الحرب الروسية الأوكرانية، وتُتَاح الخدمة حالياً لـ 40 دولة فقط، وليس من بينها فلسطين. باستثناء ما وعد به ماسك في تزويد المنظمات المعترف بها دولياً في قطاع غزة بالخدمة، ما يشير إلى استبعاد المنظمات الفلسطينية المحلية ووكالات الإنقاذ
والمواطنين الفلسطينيين المحاصرين من هذه الخدمة، في تحيز واضح لصالح جرائم إسرائيل في غزة، وفق المراقبين.
وكان إيلون ماسك رفض طلبات غربية وأمريكية وإسرائيلية، بتقييد المحتوى الفلسطيني أو الآراء المدافعة على القضية الفلسطينية، على عكس ما تفعله منصة “فيسبوك” التي يمتلكها مارك زوكربرغ، والتي تقيد المحتوى الفلسطيني بشكل منحاز تماما لإسرائيل، وفق ما أكدته رويترز.
وفي الـ10 من أكتوبر الجاري تقدم الاتحاد الأوروبي، بطلب إلى الملياردير، إيلون ماسك، مالك منصة “إكس”، لتقييد المحتوى الفلسطيني على المنصة، أسوة بـ “فيسبوك” غير أن ماسك رفض قائلا: “سياستنا هي أن كل شيء مفتوح المصدر وشفاف، وهو النهج الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي كما أعلم”. وفق ما ذكرت رويترز.
مخاوف من الخسائر
وأرجع المراقبون موقف ماسك- الذي وصف بالإيجابي- إلى مخاوفه من الخسائر الهائلة التي قد تتكبدها شركاته جراء الانحياز إلى صف إسرائيل وجرائمها في غزة، كما حدث لنظيره مارك مالك شركة “ميتا” التي عمدت إلى تقييد المحتوى الفلسطيني بناء على طلب إسرائيلي وأمريكي منذ ما قبل عمليات طوفان الأقصى.
ومع انسياق الملياردير مارك زوكربيرغ مؤسس ورئيس شركة “ميتا” المالكة لـ “فيسبوك” و”واتساب” و”انستغرام”، وراء حجب المحتوى أو حذفه في تحيز واضح لا يخدم مبدأ الشفافية وحرية التعبير، شهدت “ميتا” تراجعاً كبيرا في مستويات التقييم العالمي لخدمات تطبيقاتها لما يسمى بمنتجات “الواقع المعزز” أو ما يعرف بالميتافيرس بسبب سياستها الانحيازية في كثير من القضايا التي تعتبر مساسا بحرية التعبير على حساب الحقيقة.
ووفقاً لحسابات أجراها موقع “اندسيدر” خسرت الشركة المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي المذكورة نحو 47 مليار دولار عن قسمها للواقع المعزز منذ بداية 2019م،
وتضاعفت الخسائر التشغيلية لـ “ميتا” عن وحدة الواقع المعزز من مستويات 5 مليارات دولار في 2019 إلى نحو 10 مليارات دولار في 2021، ثم إلى حوالي 14 مليار دولار العام الماضي، وسط توقعات أن تتكبد الشركة خسائر مضاعفة منذ بدء عمليات طوفان الأقصى التي كشفت بشكل كلي انحياز مارك إلى جانب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.