تقرير خاص- يمن إيكو
تستمر أزمة الغاز المنزلي في مناطق سيطرة حكومة الرئاسي، بعد أن تصاعدت حدتها مع دخول شهر رمضان المبارك، لتتضاعف بذلك المعاناة المعيشية للمواطنين في هذه المناطق، وعلى رأسها محافظتا حضرموت وشبوة، الرابضتان على بحيرات النفط والغاز.
يشكو المواطنون في محافظة حضرموت من أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي التي تعد من المواد الأساسية لكل بيت، وتتزايد الحاجة إليها مع حلول شهر رمضان،
الناشط والكاتب عبد القادر باسويد، يلخص معاناة المحافظة مع أزمة الغاز المنزلي بقوله إن المحافظة التي كانت تمثل المركز الرئيسي لتوزيع الغاز إلى المحافظات الأخرى، باتت اليوم الأكثر تأزماً ومعاناة واحتياجاً لمادة الغاز المنزلي طيلة أيام العام، وبصورة خاصة في شهر رمضان الذي تتضاعف وتزداد حدة التأزم فيه.
ويرجع باسويد ذلك إلى عدد من الأسباب، أهمها عدم كفاية حصة المحافظة من الغاز المنزلي المقرر من الشركة اليمنية للغاز، والتي لا تغطي حتى 50% من احتياج السكان، مضيفاً إلى ذلك التقطع والإتاوات التي تفرضها النقاط العسكرية على شاحنات النقل في الطرقات، في مقابل ذلك وزيادة حصة المحطات التجارية التي يتوفر فيها الغاز بصورة دائمة وبأسعار عالية تفوق سعره الرسمي بأكثر من ضعفين، وأيضاً تدخل المتنفذين في عملية صرف وتوزيع الأسطوانات على المستفيد بشكل فوضوي وعشوائي.
من جهته، جسد الناشط أبو محمد بن حسينون، معاناة أبناء المحافظة، في سبيل الحصول على أسطوانة غاز، حيث قال عبر منشور على فيسبوك: “إنهم أبناء حضرموت.. يتسابقون خلف دبة غاز!!، هل تصدق أنها حضرموت التي تقع على بحر من الثروات الطبيعية، نفط وغاز وثروة سمكية ومعادن كالذهب والنحاس وغيرها من الثروات الطبيعية”، متهماً مسئولي حكومة الرئاسي المنتمين إلى محافظة حضرموت بالعمل “ضد أهلهم وبلادهم”، حسب تعبيره.
وعن معاناته، تحدث أبو بكر باصالح، وهو من سكان المكلا، قائلاً: “تنتظر لساعات طويلة في طوابير للحصول على أسطوانة غاز واحدة، ونادراً ما نحصل عليها بصعوبة بالغة” وأضاف: “هذه المادة الضرورية في كل بيت، لإطعام الأسرة وتوفير الوجبات الغذائية”.
وتابع باصالح وعلى وجهه ملامح الغضب: “ما نعانيه بسبب استمرار أزمة الغاز مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى… الناس أرهقوا وتعبوا من هذا الوضع المزري، أزمات متعاقبة مستمرة منذ سنوات، كلما انتهينا من أزمة كهرباء أو انقطاع المياه، تأتينا أزمة خدمات أخرى”.
وشهدت مدينة المكلا عاصمة المحافظة وعدد من مدن حضرموت في الآونة الأخيرة احتجاجات غاضبة على استمرار أزمة الغاز في مدن ساحل حضرموت، غير أن تلك الاحتجاجات لم تلق أي استجابة من قبل السلطات، الأمر الذي يزيد من حالة السخط الشعبي لدى المواطنين ويقود نحو مزيد من الاحتقان.
ورغم ما أثارته أزمة الغاز على مدى الأشهر الماضية من ردود فعل غاضبة من قبل السكان في محافظة حضرموت، شأنهم في ذلك شأن أبناء المحافظات الأخرى التي شهدت احتجاجات غاضبة بين فترة وأخرى، جراء التردي الاقتصادي والأزمات المعيشية وغياب الخدمات، ومن بينها أزمة الغاز المنزلي، إلا أن حكومة الرئاسي لم تقدم أي حلول جدية، بل العكس هو الحاصل، حيث تزداد أزمات المواطنين المعيشية تفاقماً شهراً بعد آخر.