تقرير خاص- يمن إيكو
توقع خبراء اقتصاديون أن ترتفع خسائر زلزالي جنوب تركيا وشمال سوريا- فجر وعصر أمس الإثنين- إلى أكثر من 70 مليار دولار، ليكون بذلك ثالث واحد من أكبر خمسة زلازل في العالم منذ 1980م بعد زلزالي اليابان، الأول حدث عام 2011 بخسائر تُقدر بـ210 مليارات دولار. والثاني في 1995 بخسائر اقتصادية بلغت 100 مليار دولار.
ورجح خبير الزلازل التركي أوفجون أحمد أركان، وصول تكلفة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا إلى ما بين 35 و50 مليار دولار، فيما تشير التوقعات إلى أن تصل كلفة زلزال شمال سوريا إلى ما بين 20- 35 مليار دولار، فضلاً عن النتائج المأساوية التي أودت بالآلاف بين قتلى وجرحى، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل أعمالها وسط تصاعد أرقام الضحايا.
ويشير موقع أرتيمس البريطاني، المتخصص في التحليلات الاقتصادية الموصولة بالكوارث، إلى أن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا يعد واحداً من أكبر الزلازل التي سجلتها المنطقة على الإطلاق.
ووفقاً للتقارير الأولية، بلغ عدد المباني المتضررة- حتى لحظة كتابة هذا التقرير- قرابة 7 آلاف مبنى في تركيا وحدها، ولحقت الأضرار بما لا يقل عن 10 مدن رئيسية، فيما شهدت منطقة شمال سوريا أضراراً كبيرة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 300 مبنى متضرر.
وقال كبير المسؤولين العلميين في شركة Gallagher Re: إن المنطقة نفسها (جنوب تركيا وشمال سوريا) شهدت زلزالاً في يناير 2020 بلغت قوته 6.7 درجة، وبلغت تكلفته الاقتصادية 600 مليون دولار.
وزارة النفط السورية أكدت، أمس الإثنين، أنها أوقفت العمل في مصفاة بانياس النفطية لمدة 48 ساعة، لمعالجة الأضرار التي لحقت بها جراء الزلزال الذي ضرب شمال البلاد، فيما أكدت هيئة الملاحة، ووكالة تريبيكا للشحن في تركيا توقف العمليات في ميناءي: جيهان وإسكندرون التركيين للنفط، مشيرتين إلى تضرر الموانئ في جنوب شرقي تركيا جراء الزلزال ما دفع بها للإبلاغ عن حدوث تأخيرات في عمليات التشغيل.
وبحسب ¬مجلة أكلاهوما إيكونومست (أجرت دراسة سابقة تناولت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الزلازل وفق درجات قوتها)، فإن متوسط الخسائر الاقتصادية لزلازل تبلغ قوتها 6.5 درجة بلغ 628 مليون دولار، وهو أعلى بحوالي ثلاث مرات ونصف من متوسط أضرار الزلازل التي بلغت قوتها 5.5 درجة والذي يبلغ 178 مليون دولار، ما يعني أن زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا- الذي شعر به سكان: (لبنان، العراق، الأردن، مصر، اليونان، قبرص، أرمينيا) وبقوة 7.8 درجات بمقياس ريختر- مرشح ليكون سادس زلزال في التاريخ، إذ تشير التوقعات إلى أنه سيتسبب في خسائر تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات.
وتشير التقارير التاريخية إلى أن أعنف الزلازل من حيث الأضرار الاقتصادية في جميع أنحاء العالم وقعت منذ عام 1980م، موضحةً أن أول تلك الزلزال وقع قبالة “توهوكو” في اليابان عام 2011 متسبباً بأكبر قدر من الضرر الاقتصادي على الإطلاق، حيث حدثت كارثة “تسونامي” في أعقاب الزلزال الذي أصاب مفاعل “فوكوشيما” النووي، والذي تسبب في حدوث انفجار نووي كبير، وخسائر اقتصادية تُقدر بـ210 مليارات دولار.
وفي يناير 1995 ضرب هانشين – أواجي في اليابان ثاني تلك الزلازل ليكبد البلاد خسائر اقتصادية بلغت 100 مليار دولار، وخلف زلزال سيتشوان في الصين (ثالث زلزال) الذي حدث في عام 2008م خسائر اقتصادية تقدر بنحو 85 مليار دولار، أما رابع زلزال في التاريخ، فضرب مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في عام 1994 مخلفاً خسائر اقتصادية قدرت بنحو 44 مليار دولار، وكان الزلزال الذي ضرب اليابان عام 2016 خامس أعنف زلزال من حيث الخسائر الاقتصادية، حيث بلغت خسائره 32 مليار دولار.