عام 2023 سيشهد زيادة في حالات الإفلاس.. والقطاعات كثيفة رأس المال معرّضة للخطر
كريستوفر جون براينت*
• المصدر: بلومبرغ
ما المتوقع لعام 2023؟
ودّع المستثمرون ما عُرف بحالة “الخوف من ضياع الفرصة”، وهم يستعدون لمزيد من الآثار التي ترتّبت عليها، بعد عام دخلت فيه شركات التكنولوجيا غير المربحة، وشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، وكل ما يتعلق بعالم التشفير، في دوامة انهيار.
ستستمر عملية الغربلة وإعادة هيكلة الديون وزيادة حالات إفلاس الشركات من المستويات المنخفضة الحالية: فإلى جانب التداعيات المستمرة لانهيار بورصة العملات المشفرة “إف تي إكس”، تبدو القطاعات كثيفة رأس المال والأكثر تأثراً بتغيرات أسعار الفائدة، مثل السيارات والعقارات، معرّضة للخطر. شهدت شركة “كارفانا” (Carvana) لتأجير السيارات المستعملة جولتين من تسريح الموظفين، فيما تشير سنداتها المتعثرة إلى احتمال كبير بالتخلف عن السداد.
على الرغم من أن الظهور الأول الناجح لشركة “بورشه” في السوق في سبتمبر، والذي أظهر استمرار وجود شهية لدى المستثمرين تجاه الشركات عالية الجودة وذات الميزانيات العمومية القوية، إلا أن سوق الطرح العام الأولي ستظل ضعيفة، وستواصل شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، إعادة أموال المستثمرين بدلاً من السعي وراء الصفقات الضخمة.
تقييمات منخفضة في عام 2023
سيتعين على الشركات الناشئة الخاصة جمع الأموال بتقييمات أقل بكثير، وسيتم الاستحواذ على المجموعات المدرجة التي تعاني من ضائقة مالية من قبل المنافسين ذوي رأس المال الأفضل، أو اللجوء إلى أدوات التمويل المعقدة مثل الديون القابلة للتحويل، وخطوط ائتمان الأسهم. سيتعين على أولئك الذين لديهم أسهم تعرضت للهبوط، القيام بعملية عكسية لتجزئة الأسهم لتجنب إلغاء إدراجهم.
ستستفيد الجهات الراعية المالية من التقييمات المنخفضة من خلال جعل الشركات خاصة مرة أخرى، على غرار شركة “ويبر” (Weber) المصنعة لأدوات الشواء. لكن الأسهم الخاصة تواجه حساباتها الخاصة بعد أن راكمت الكثير من الديون على شركات المحافظ.
تغيّر المعادلات
على الرغم من أن الشركات الكبرى بشكل عام أعادت تمويل ديونها عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة ولديها الآن احتياطي نقدي جيد، إلا أنها ستواجه مصاعب في الاحتفاظ بالقوة التسعيرية التي تؤجج التضخم: سيتلاشى “الإنفاق الانتقامي” لمرحلة ما بعد الوباء بسبب ارتفاع معدلات البطالة واستنفاد مدخرات الأسر، ما سيؤدي إلى الضغط هوامش الربح.
تبدو شركات الشحن وشركات صناعة السيارات معرضة للمخاطر بشكل خاص، حيث حققت أرباحاً غير متوقعة بسبب الاضطرابات في سلسلة التوريد التي تلاشت الآن.
كما أن ارتفاع الأجور سيؤثر على أرباح الشركات. حتى الآن كانت اتفاقيات الأجور متحفظة إلى حد ما، لكن العمال لن يتسامحوا مع تخفيضات الأجور الحقيقية إلى الأبد. قد تكون الإضرابات التي عطلت المملكة المتحدة في ديسمبر مجرد إنذار مسبق للجميع.
سيستمر شبح تراجع التصنيع في أوروبا بسبب تكاليف الطاقة المنخفضة نسبياً في الولايات المتحدة وإعانات إدارة بايدن الحمائية المرتبطة بالمناخ في سحب الاستثمار عبر المحيط الأطلسي. لذا عليك توقع معركة سياسية حول ذلك، بالإضافة إلى ازدهار صادرات الصين من السيارات وتوربينات الرياح.
____________________
*سياسي بريطاني